لقد تميز عصر الامام محمد الباقر (ع) بنشوء التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة مثل حركة الغلاة , وحركة المرجئة , وحركة المجبرة , وحركة المفوضة. كما عمت البلاد الفتن والاضطرابات التي ادت الى فقدان الامن وانتشار الخوف ونشوء احزاب متعددة ومختلفة الاهواء كل حزب يسعى لتحقيق اهدافه والتي تتعارض مع الحزب الاخر كالحزب الاموي والحزب الزبيري والخوارج . وهنا كانت الخطة السياسية للامام الباقر (ع) في مواجهة تلك الانحرافات والانشقاقات الحزبية هي اعداد امة صالحة واعية من اتباع اهل البيت (ع) تقود عملية الاصلاح الفكري والسياسي وتنقذ الامة من بطش الفاسدين , كما عمل على توسيع القاعدة الشعبية وتسليحها بالفكر السياسي الصحيح من اجل المواجهة العلنية مع النظام الاموي الحاكم . كما اهتم الامام الباقر (ع) في تشييد المؤسسات الثقافية الاسلامية التي هدفها نشر العلم والمعرفة وافكار اهل البيت (ع) والمفاهيم السياسية السليمة . اليوم ونحن نعيش عصر الانفراج السياسي والانفتاح الثقافي مع تمكن اتباع اهل البيت (ع) من السلطة في العراق كيف نواجه الفتن والاضطرابات السياسية التي تعرقل هذه المسيرة الانفتاحية الجديدة؟ طبعا نرى ان اغلب الناس متشائمون من المستقبل العراقي القادم بسبب تهويلهم لمايجري حولهم . لقد عملت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف على اعداد قاعدة شعبية قوية ورصينة لمواجهة المطبات التي تعتري الحياة الديمقراطية الجديدة فنراها توجه الامة من خلال خطب الجمعة والبيانات والارشادات وقد استطاعت فعلا ان تستند على هذه القاعدة الشعبية في تطبيق خططها فكان الحشد الشعبي خير مثال على هذا التطبيق حيث الالتزام الجدي الواسع بفتوى المرجعية الدينية الامر الذي ارعب الاستكبار العالمي الذي كان يخطط طوال هذه السنين لضرب المرجعية الدينية اما مباشرة او من خلال عملاءه وحواضنه , لكنه عمل على تغيير خططه المستقبلية في العراق وفق الرؤية الجديدة التي حصلت اثر استجابت الملايين لفتوى الامام السيستاني (دام ظله). وفي مقابل الفساد السياسي والاداري والمالي للمتصدين في الحكم كان لهذه القاعدة الشعبية دورا مهما في عملية الاصلاح من خلال رفضها لكل انواع الظلم والاستبداد ومطالبتها للاصلاح السياسي بكل الوسائل المتاحة لها . هذا الامر الذي يدعونا للتفاؤل المطلق ورفض التشاؤم في مستقبل العراق القادم لان عراق تقوده المرجعية مستقبله زاهر بعون الله تعالى . واليوم اذ نستذكر شهادة الامام الباقر (ع) يجب علينا ان نستذكر تلك الدروس التي تركها لنا تراث الامام الباقر (ع) ونجعلها دستورا لعملنا وسوف نقضي على الفساد والارهاب والحذر من الابتعاد عن نهج أهل البيت (ع) وكما قال امامنا الباقر (ع): نحن ولاة أمر الله وخزائن علم الله، وورثة وحي الله، وحملة كتاب الله، وطاعتنا فريضة، وحبّنا إيمان، وبغضنا كفر، محبّنا في الجنّة، ومبغضنا في النار
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha