{الحلقة الأولى}
حيدر الطائيمن المؤكد إن الإمام الحسين ع. لم يقدم على الثورة من دون أن يكون له منطلقاتٍ مُحددة وأهدافٌ معينة. فالامام لم يكن يرغب في الموت للموت. ولاكان مغامرًا يُريد إحداث فوضى وبلبلةٍ في الأمة. وإنما كان صاحبُ قضيةٍ ورسالة ولم تكن ثورته تهدف تغيير رأس النظام القائم فحسب. فالنظام أي نظام ليس صدفةً وإنما هو نتيجةَ أوضاعٍ معينة والأوضاع المعينة نتيجةَ ثقافةٍ معينة تسود الأمة وتحكم مسيرتها من هنا فنحنُ لايمكن أن نعتبر إسقاط الحاكم هدفًا وحيدًا لثورة الإمام. ولاهو صرّح بذلك. وإنما كان الهدف _ بالإضافة إلى تغيير النظام_ صنع تغيير في بصيرة الإنسان وتغيير الأفكار والرؤى وتبديل العلاقات الاجتماعية. ومن ثم تغيير النظام القائم. وان قناعة الإمام ع. بأن الأوضاع القائمة كلها شاذة. وأنها بحاجة إلى تغييرٍ جذري في بنيانها هي التي دفعته إلى الثورة. ونستطيع أن نلخص أهداف الثورة التي هي بالطبع أهداف الإسلام في كل زمانٍ ومكان في نقتطين مختصرتين اولا: صنع( أمةً رسالية) أي بناء قاعدة جماهيرية تتخذ حمل رسالة الإيمان بالله والالتزام بقوانينه وشريعته منطلق عملها في الحياة. ثانيا: تخليص القواعد والأصول الإسلامية من التحريف وانقاذها من التزييف. ولأن كل ذلك لم يعد ممكنًا مع النظام القائم آنذاك. فقد حمل الإمام ع. السلاح وبدأ الثورة ضده. يٌتبع في الحلقة الثانية...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha