مصطفى الهادي.
🔺️ كما هو معروف أن الإسلام الأصيل أمر بعدم قتل الصبي الصغير أو الشيخ الفاني أو المرأة ، وعدم نهب ما أقفلت عليه البيوت ، ورفع الإسلام شعاره الخالد أن من دخل بيته فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو في أمان ، ومن لم يقاتل أو يعن على قتال فليس للمسلمين عليه سبيل ، وأن لا يقطع المسلمون المقاتلون الشجر ولا يقتلوا الحيوان ، ومنع الإسلام المثلة حتى بالكلب العقور. وكان (ص) يقول لأصحابه : (تألفوا الناس وتأنوهم . ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم ، فما على وجه الأرض من أهل بيت مدر ولا وبر إلا تأتوني بهم مسلمين أحب إليَّ من أن تأتوني بنسائهم وأولادهم وتقتلوا رجالهم) .وكان (ص) بعد الفراغ من كل معركة يخوضها بأمر بدفن القتلى مسلما كان أو كافرا . ولكن إذا أمر الإسلام بكل هذا فمن أين جائتهم هذه الافعال الوحشية الهمجية التي فاقت ما كانوا يفعلونه في الجاهلية؟
🔺️ من خلال ما اخبرنا به النبي (ص) نعرف اسباب إنحراف الأمة الإسلامية ووصولها إلى احط مراحلها فقد أخبرنا النبي (ص) بأن الناس سيرجعون بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ، وأنهم سيُحدثون بعده ، وأنهم سيتّبعون سنن من قبلهم من اليهود والنصارى ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوا وراءهم).
🔺️ إذن من خلال هذا الحديث نعرف أن أمة الإسلام انحرفت بعد وفاة النبي ومدت يدها إلى أمة اليهود والنصارى فلم تأخذ عنهم علم الطب اوالعلوم الأخرى بل أخذت عنهم السموم والأعمال الاجرامية التي كانوا يقومون بها والمدونة في كتبهم المقدسة التي زعموا أنها من الله.
🔺️ مقارنة أفعال بعض من ينتسبون للإسلام بأفعال اليهود والنصارى هو تطبيق حرفي لما في كتبهم وتدلنا على أنهم اخذوا الاجرام عنهم. وأول من فعل ذلك هو عمر بن الخطاب وابنه عبد الله بن عمروعبد الله بن عمر بن العاص، حيث كان عمر يلتقي في عوالي المدينة باليهود وينسخ منهم توراتهم ويأتي ليعرضها على النبي اكثر من مرّة حتى غضب النبي (ص) وصاح به : (امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بالإسلام الأبيض الناصع ، ولو كان موسى حيا لما وسعهُ إلا أن يتبعني).(1) وأول من أدنى اليهود والنصارى وقربهم وسمح لهم بالتحدث في مسجد رسول الله هو عمر بن الخطاب حيث اعطى لكعب الاحبار ووهب بن منبه اربع ساعات يوميا يتحدثون فيها من إسرائيلياتهم في مسجد رسول الله (ص).
🔺️ وهكذا تسللت كل نصوص الإجرام التوراتية إلى الاسلام عبر الجيل الأول من الصحابة الذين كانوا يقطعون الرؤوس ويطبخون عليها الطعام مثل ما فعله خالد ابن الوليد بمالك بن نويرة واتخاذه زوجته سبي في تطبيق حرفي لنصوص التوراة.
🔺️ فالحرق وقطع الرؤوس وقتل الاطفال والنساء واحراق البيوت ونهب ما فيها واخذ البنات الصغيرات والشباب أسرى هي نصوص توراتية مخيفة حفلت بها التوراة التي كان عمر ينسخ منها ويعرضها على النبي (ص).
🔺️ ففي سفر حزقيال ــ وحسب زعمهم ــ يأمر الله تعالى اليهود باهلاك العباد والبلاد قائلا : ( لا تشفق أعينكم ولا تعفوا ؟ الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك . واملئوا الدور قتلى وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. بالسيف يسقطون. تحطم أطفالهم، والحوامل تشق ــ بطونهاــ ؛ فأحرقهم بالنار وهم لا ـ يستطيعوا ـ أن يدافعوا عن أنفسهم. يأخذون خيامهم ، وكل آنيتهم وجمالهم، وينادون إليهم: الخوف من كل جانب) .(2)
🔺️ هذا ما جاء في التوراة ويوجد الأكثر . اليس هذا الكلام نفسه هو الذي تم تطبيقه في كربلاء على آل الرسول (ص) . وإلا من أين جائت افعال الحرق وقطع الرؤوس والسلب وقتل الاطفال واحراق الخيام والرسول (ص) لم يفعل ذلك ولم يأمر به ونهى عن ذلك والقرآن نهى بشدة عن ذلك (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء... ومن يتولهم منكم فهو منهم ).(3) وصدق الرسول (ص) عندما قال لهم : (ستتبعون سنن اليهود والنصارى شبر بشبر وذراع بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضعب دخلتم ورائهم).(4)
🔺️ المصادر:
1- قالوا عنه : حديث صحيح رواه أحمد ج3/387) عن جابر بن عبد الله، وحسنه الألباني في الإرواء رقم الحديث1589.وفي مسند الإمام أحمد قال : فجعل عمر بن الخطاب يتلوا صحائف اليهود على النبي ، والنبي يتلون شكله حتى غضب ، فصاح عمر بن الخطاب ، اعوذ بالله من غضب رسوله.
2- سفر حزقيال 9 : 5 ـ 7 . سفر هوشع 13: 16. سفر المكابيين الثاني 6: 11. سفر إرميا 49: 29. سفر يشوع 6: 21.
3- سورة المائدة آية : 51.
4- صحيح البخاري رقم الحديث: 7320. و البداية والنهاية لابن كثير ج2 حديث لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر.
https://www.up-00.com/19448kfv6pcm
https://telegram.me/buratha