مصطفى الهادي.
💠 حفلت الكتب السماوية ببشارة لأتباعها بيوم تنعم فيه بالسعادة ويتحقق وعد الله بسلب الأرض من الظالمين ووراثتها من قبل الإبرار (1) ، ولكن هذه الديانات مضت ولم يتحقق شيء لأتباعها فكان لزاما علينا أن ننظر في آخر دين موجود وهل أيضا اطلق هذه البشارة واخبر بهذا الوعد؟
💠 الأديان السابقة انتهت وضاعت او تغيرت كتبها ولم يتبق منها إلا اشباح غير مفهومة ونصوص بالابهام معلومة أو إشارات لابد من دراستها بعناية وعرضها على العقل ثم الجزم بماهيتها.
💠 من هذه البشارات والاخبارات والاشارات نصوص تتعلق بالمستقبل البعيد فلا علاقة لها بأمم تلك الكتب بل أن أغلب هذه النصوص تستخدم مفردات مثل : (متى جاء ذاك ، أو في يوم يأتي ، او ، يُدين المسكونة برجل قد عينه مسبقا... وهكذا) . فهي تُشير دائما إلى المستقبل البعيد ، ودليل ذلك أننا لم نر شيئا يتحقق من ذلك في تلك الأديان ، ومن هنا انطلقنا في البحث بما موجود في آخر الأديان بعد يأسنا من العثور في الأديان السابقة.
💠 عيسى عليه السلام في آخر وصاياه لأمته قال : ( قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا.. وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني.. ومتى جاء ــ ذاك ــ يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية. فقال قوم من تلاميذه: ما هو هذا الذي يقوله لنا).(2)
💠 من مواصفاة هذا القائد القادم كما ذكرها الكتاب المقدس أن (جميع ملوك الأرض تسجد له وتخدمهُ كل الأمم، وينقذ البائس المستغيث والمسكين الذي لا نصير له. ويحمي الذليل والبائس ويُخلص نفوس الفقراء ، يَدومَ ملكه ما دامت الشَّمسُ وما دامَ القمرُ جيلاً بَعدَ جيلٍ. و يملكُ مِنَ البحرِ إلى البحرِ، ومِنَ النهرِ إلى أقاصي الأرض. و جميعُ المُلوكِ يسجدونَ له، وتخدمه كلُّ الأمَمِ . ويحيا طويلاً... ويُدعى له ويباركُ كلَّ يوم. ويبقى اسمُهُ أبدَ الدهر).
💠 حتى نبينا محمد صلوات الله عليه لم تسجد له كل الأمم ، اي لم تُدن له بالطاعة، ولكن سيتحقق ذلك متى ما جاء (ابن الملك). (3)
💠 لا أريد أن خوض في البحث اكثر من ذلك ولكن اطرح هذا السؤال واترك الاجابة للقارئ الكريم.
💠 مائة وأربع وعشرون ألف نبيا قبل نبوة محمد صلوات الله عليهم اجميعن من منهم تحقق على يديه ذلك او تمتع بمواصفاة القائد التي ذكرها الكتاب المقدس؟؟
من منهم سجد له ملوك الأرض وخدمته كل الأمم؟
من منهم دام ملكه ما دامت الشمسُ والقمر جيلا بعد جيل ؟
من منهم ملك من البحر إلى البحر وإلى اقاصي الأرض؟
من منهم عاش طويلا ويُدعى له ويُبارك اسمه كل يوم وبقى أبد الدهر؟
💠 هم ، سيقولون بأنه السيد المسيح (يسوع)لأنه عاش طويلا . ولكننا نقول لهم : وهل دام ملكه ما دامت الشمس جيل بعد جيل؟ او سجد له ملوك الأرض او ملك من البحر إلى البحر وإلى اقاصي الأرض. هذا إذا علمنا أن السيد المسيح نفى نفيا قاطعا ان تكون له مملكة او حكومة في هذا العالم فقال لأتباعه : (مملكتي ليست من هذا العالم).(4) ولما حاول أتباعه اجباره على أن يكون ملكا منتخبا هرب بعيدا عنهم ولم يقبل كما يقول : (وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ليجعلوه ملكا، انصرف أيضا إلى الجبل وحده).(5)
🔺️ المصادر:
1- جاء في الكتاب المقدس (الصديقون يرثون الأرض). وقال القرآن : (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض وجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
2- إنجيل يوحنا 16: 8 . أما قول السيد المسيح (ومتى جاء ذاك) فإن ذاك اسم اشارة للبعيد الغير موجود ومن الممكن تعريف أسم الإشارة للبعيد علي أنه أسم يُذكر في جملة معينة ليدل علي كل ما هو بعيد عن المتكلم.
3- سفر المزامير 72: 1(اللهم، أعط أحكامك للملك، وبرك لابن الملك).
4- إنجيل يوحنا 18: 36.
5- إنجيل يوحنا 6: 15.
https://telegram.me/buratha