خضير العواد
انقلاب السقيفة واغتصاب فدك ، لم يكن الأمر مجرد صدفة أو نتاج ظروف بل كان مبيتاً ومخطط له بإتقان من قبل أصحاب الصحيفة الملعونة (أبا بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل) ، واشترك معهم أغلب الصحابة وفي مقدمتهم أصحاب العقبة الملثمين الذين أرادوا أن ينفروا بناقة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) في العقبة وكان اتفاقهم على أن يزو أهل البيت عن الخلافة .
ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أعطى أجمل درس للأمة بل الإنسانية جمعاء عندما رسم مخططاً ليواجه هذا المخطط الخبيث ، عندما هيئ كل العوامل التي تنجح هذا المخطط ومن ثم استمرار الرسالة المحمدية السمحاء ، من خلال تجريد كل الصحابة من الهالة القدسية التي قد يتمتعون نتيجة صحبتهم لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وتحذيرهم من الارتداد والانحراف كباقي الناس ما لم يتمسكوا بما أمرهم الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه وتعالى ( واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا) بيّن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حبل الله سبحانه وتعالى إذ قال (صلى الله عليه واله وسلم) ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) ، وعند الشبهات والفتن والمحن فأن الحق والقرآن دائماً مع علي بن ابي طالب عليه السلام فقال (صلى الله عليه واله وسلم) ( علي مع الحق والحق مع علي ) وقال ( علي مع القرآن والقرآن مع علي) ، فعلي عليه السلام هو القمة التي يدور حولها الحق فمن يريد الحق وإتباع القرآن فعليه بعلي بن أبي طالب عليه السلام .
تهيئة القيادة القادرة على قيادة المواجهة والتي تمتلك المكانة المرموقة في قلوب الأمة حتى يسهل تحقيق النصر اي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب فكان القائد سيدة نساء العالمين (فاطمة عليها السلام).
إحاطة القائد بكل الأدوات والسبل التي تساعد في إنجاح خطة العمل من أجل تحقيق الهدف أو الغاية ، فكانت اقوال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في حق فاطمة (عليها السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ( فاطمة بضعةٌ مني فمن أغضبها أغضبني ) وقال (أن ألله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضا فاطمة وقال (إنما فاطمة بضعةٌ مني يؤذيني ما أذاها).
ومن هذا نتعلم أن كل هدف أو غاية أو مطلب ممكن الوصول اليه وتحقيقه من خلال دراسته بعمق ووضع الخطة التي تناسبه وتهيئة كل العوامل التي تساعد على تحقيق ذلك الهدف أو الغاية اي يجب ان نخطط لأي عمل نقوم به حتى نحقق النجاح في حياتنا ومن ثم نصل الى سعادة الدارين.
الإنسان يجب ان يكون مؤمناً بما يقوم به من عمل حتى يكون هدفه الأوحد تحقيق المهمة بأفضل ما يمكن وتقديم كل التضحيات بما يناسب تلك المهمة ،فكان الدفاع عن الولاية وصاحبها أمير المؤمنين عليه السلام هو الهدف والغاية ، لهذا ضحت الزهراء عليها السلام بكل ما تملك واستعملت كل الأدوات من أجل تحقيق هذا الهدف وهو حفظ حياة أمير المؤمنين (عليه السلام)وإرشاد البشرية الى الولاية وصاحبها ومن ثم الإسلام كدين يرتضيه الله سبحانه وتعالى لعباده ، فكان التصدي للقوم و كسر الضلع وإسقاط الجنين والخروج من البيت ومواجهة القوم من أجل حفظ حياة أمير المؤمنين عليه السلام وخطبتها في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، بكائها ليلاً ونهارا وجلوسها تحت شجرة الأراك وخروجها الى بيت الأحزان باكية حزينة ووصيتها ان تدفن ليلاً ولا يصلي عليها ممن ظلمها مع إخفاء قبرها .
فقد علمتنا الزهراء عليها السلام أن الغايات الالهية المقدسة يرخص من أجلها كل شيء ، لأن التاجر الذكي من يشتري الغالي بالرخيص وكل ما نملك هو رخيص أمام رضا الله سبحانه وتعالى ، لأن رضاه غاية الغايات ومبتغى كل الرسل والأنبياء والصالحين والعقلاء.
خضير العواد
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha