حيدر الرماحي
تتبعثر الكلمات حينما يصل الحديث عن الزهرء فاطمة (ع)، لعظيم شخصيتها، وفضلا عن انها ابنة خاتم النبيين وسيد المرسلين فانها تتمتع بفضل ليس له حدود، فهي هبة السماء للارض ومنحة الملكوت للنبي (ص)، فما ان ولدت حتى نزلت فيها سورة تدعو الرسول للتفاخر والتباهي بها ولتدلل على حجم وعظيم هذه العطية، فحين قال الله (انا اعطيناك الكوثر) تجلت هذه الاية لتشير للرسول والعالم عن عظيم هذه المنحة واشارتها ان هذا العطاء الهي خاص يحق للنبي التفاخر به وتدعوه للصلاة وتقديم القرابين لله تعالى لاجل عظيم العطاء.
هذه هي الزهراء في نسمة من نسماتها ونقطة من بحرها اذ انها تجلت كمالا ذاتيا الهيا لم يوصف به احد سواها، فنزلت من السماء كاملة عالمة لتضع خطا واضحا وجليا يميز بها الحق عن الباطل، فضلا عن ان الله طرح فيها البركة بان استخلف ذريتها لقيادة الارض وجعل منهم كفة التوازن التي لو لاها لساخت الارض بل ان لاجلهم خلق الله الارضين والسماوات.
فمثلت بشخصيتها النموذج الاسلامي الالهي للمراة وحددت مسارات المراة في بناء الاسرة والمجتمع والامة.
هذا النموذج الخاص والخالص والقدوة الحسنة وتكاملها من جميع الادوار قد اعطت شرعية الكيان النوعي والحراك الممنهج للمرأة وهي تمارس بناء بيتها واسرتها كل هذا ليس بمنأى عن الحراك الاجتماعي والسياسي وترشيد حركة الامة وبنائها وتوجيهها وهذا يتجلى من خلال مواقفها مع جميع المتغيرات الاخلاقية والسياسية ومناصرتها للقائد الشرعي والدفاع عنه بكل الطرق والوسائل حتى اتجه هذا الدفاع الى تضحية وتضحية جسيمة.
ونحن نقف اليوم في ذكرى شهادتها يمكن ان نضع حراكها (ع) ومواقفها نموذجا لتحرك المراة وهي تبين لنا القيم ومساحة الحراك للمراة، وهي النموذج الذي يجب ان ننتهجه امام النموذج الذي تطرحه الثقافة الغربية اليوم الذي استخدم المراة كآلة ومعلما للتحضر من خلال تحللها ومالم تتحل وتبتذل لن يكون هنا تحضرا وهذا نموذج لحربهم ضد الاسلام وثقافته وللاسف فقد اتجرفت ثقافات دول اسلامية نحووهذا المد والغزو الثقافي.
اما اذا ما شخصنا الدور الذي منحته السيدة الزهراء للمراة فاننا نجد انها قد وضعت المساحة الكافية للمراة الا انه حراك راشد يحفظ خصوصياتها وبنيتها الالهية.
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha