سامي جواد كاظم
محمد صلى الله عليه واله هو خاتم الانبياء ودينه خاتم الاديان ومعجزته القران الكريم باق الى يوم الحساب (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ) لكل شيء اطلاق وعموم وبلا استثناء وهذا يعني ان فيه كل شاردة وواردة تخص البشر في حياتهم ، وهذا يلزم وجود عقول مميزة تحسن تفسير وتاويل ما جاء في هذا الكتاب العزيز وحتى لا تضل امة محمد صلى الله عليه واله فقد اكد رسول الله في اكثر من موضع حديثه الشريف " إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ". وقد أجمع المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم على التسليم بصحة صدور الحديث عنه (ص) .
وكل معصوم له علم لدني يفسر القران وفق الظرف الذي يعيشه وكم من خليفة اشكلت عليه كثير من المسائل لا يعرف كيف يجد حلها من القران الكريم فيستنجد بالمعصوم عليه السلام .
خصصت مقالاتي هذه عن الايات القرانية التي تطرق لها الحسين عليه السلام في رواياته والحدث الذي بسببه ذكر الاية ولانه الثقل الاصغر فهو قرين الثقل الاكبر، فقمت بجمع الروايات التي فيها اية قرانية تطرق لها الامام الحسين عليه السلام .
وسنجد الجديد في تفسير الايات القرانية على لسان سيد الشهداء عليه السلام .
اية التحية قال الله عز وجل ((وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها)) [النساء : ٨٦]
تفسير الاية عند اغلب او كل المفسرين لجمهور المسلمين سنة وشيعة ان المراد بالتحية السلام ، ففي تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)( إذا سلم عليك أحد، فقل أنت: «وعليك السلام ورحمة الله)، وفي مجمع البيان في تفسير القران للطبرسي المعنى: { وإذا حيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها } أمر الله المسلمين بردّ السلام على المسلم بأحسن مما سلم، وفي تفسير الميزان للطباطبائي { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها } الآية أُمر بالتحية قبال التحية بما يزيد عليها أو يماثلها، وفي تفسير الكشاف للزمخشري، لأحسن منها أن تقول وعليكم السلام ورحمة الله إذا قال السلام عليكم وأن تزيد وبركاته إذا قال ورحمة الله ، هذه مجموعة من التفاسير التي اخترتها لا على التعيين .
الان ناتي الى الرواية التي ذكر فيها الامام الحسين عليه السلام هذه الاية والحدث المرافق لها، نقلا عن كتاب الحسين إمام الشاهدين للدكتور علي شلق ، ص ٥٢ : جاءت جارية تحمل في يدها زهيرات نضرات ، طفح منها اللون الأخضر ، والعطر الأزهر. فقدّمتها إلى الحسين عليه السلام بعد أن سلّمت بخفر وحياء. فتناولها عليه السلام بيده الكريمة ، وقال لها : أنت حرّة لوجه الله تعالى.
عند ذلك تحرك أنس بن مالك ، وكان في مجلسه قائلا : ألهذا الحدّ يابن الأكرمين؟. تعتق جارية على طاقة ريحان؟!. فأجاب الحسين عليه السلام : كذا أدّبنا ربّنا ، ألم تسمع قوله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) [النساء : ٨٦] وكان أحسن منها عتقها.
الامام الحسين عليه السلام استشهد بها ليس في محل السلام بل في هدية من جارية وبهذا اضاف تفسيرا جديدا لم يكن معروفا عند المسلمين حيث ان التحية تاتي بمعنى البر والاحسان وهذا ما اكده الامام الصادق عليه السلام عندما قال : " المراد بالتحية في الآية السلام وغيره من البر ". وهذا البر الذي تقبله الامام الحسين عليه السلام من الجارية رده عليها باحسن منها .
هنا يؤكد الامام الحسين عليه السلام على امرين الاول انه لن يفترق عن كتاب الله لانه يمثل العترة أي الثقل الاصغر وثانيا ان القران فيه مفاهيم تتجدد مع تجدد الحياة حتى قيام الساعة .
وهنا الافق الواسعة التي اشار لها الامام الحسين عليه السلام في اية التحية هي افق المحبة والتازر وانماء اواصر الاخوة مثلا من يهدي لك هدية فرد له الهدية بمثلها او احسن منها ، والهدية تكون بمناسبة وهذا يعني انك تتابع شؤون اخيك المسلم حتى تعلم بمناسباته ، ومن يدعوك لزيارته ويستضيفك فادعوه لزيارتك واستضفه بافضل منه ، ومن قضى لك حاجة اقض له حاجته ومن اسمعك كلاما جميلا فاسمعه افضل منه .
القران مدرسة اساتذتها اهل البيت عليهم السلام
التفصيل في المقال سينشر ان شاء الله في مجلة الاحرار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha