الصفحة الإسلامية

ضوابط  حرية الشخصية في الإسلام  ....


كندي الزهيري...

 

ضمن الدين الإسلامي الحرية وحدد أبعادها وآثارها،  ولم يكن ضد مبدأ الحرية على مستوى الفرد  والمجتمع، إنما عززها  ودعا لها  منذ ان خلق الإنسان  ،مثلا حرية الاعتراض التي وردة في القرآن الكريم  بين الله عز وجل  وبين الملائكة  حول خلق الإنسان وجعله  خليفة في الارض  وتمثل ذلك بقولهم  (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) ،  اضافة الى حرية الرفض والحوار  بقولة تعالى(( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ((.

إضافة الى حرية الاختيار  بقوله تعالى (( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا((، ثم حدد جزاء كل منها. 

◇ضوابط ومعايير الحرية في الإسلام:-

 مبدأ الحرية الشخصية في الإسلام محكومٌ بضوابط َومعاييرَ معيّنةٍ لا يجوز تجاوزها أو المساس بها، فهي تتقيّدُ بخطوط عريضةٍ لا يجب لها أن تُمَس كخطوط الدين، والأخلاق، والقوانين، وأيضاً حقوق وحريّات الآخرين، ففي الإسلام نجد أن الحريّة منظّمةٌ ضمن إطار معيّن حتى تحقّق أهدافها والتي بدورها تخدم الإنسانيّة والعقيدة على حدٍّ سواء، ويمكننا تلخيص هذه المعايير بالآتي:

 ١- التزام الفرد المسلم عند ممارسته لحريته الشخصية بحدود ونظام الدولة الاصلية او التي يقيم بها، أي أن لا تؤثر حريّة الفرد الشخصية على أمن وسلامة الدولة التي يقطنها.

٢- أن لا تؤدّي حرية الفرد إلى إلحاق الضرر أو المساس بحريات الآخرين.

٣-  أن لا تلغي هذه الحرية للفرد حقاً أعظم منها بالقدر والدرجة.

◇  أهمية ضوابط ومعايير الحرية في الإسلام:- 

هذه الضوابط بدورها تضمن السلام والأمان للنفس البشرية، فهي تضمن عدم العبث بسلامة الفرد، أو ماله، أو عرضه في المجتمع الإسلامي سواءً من نفسه أو من الآخرين فالفرد تحقّ له ممارسة جميع حرياته الشخصية في المجتمع ولكن في حدود نظام الشريعة، فقد شددّت تعاليم الدين الإسلامي على موضوع التعدّي على ثوابت الدين والشرع ومهاجمتها، أو المجاهرة بالفواحش والمعاصي والعمل على نشرها بحجة التحرر الفكري والانفتاح، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النور:19] ومن أهم صور هذا التعدّي أنّ ارتكاب الفواحش والمعاصي جهراً سيدعو الكثير من الناس على التقليد والانسياق وراءها، فتُكسَرُ بذلك حدود الأدب وتنتهك الكثير من حقوق الله والدّين. الحرية الشخصية في الإسلام حقٌّ للمسلم وتكليفٌ له، ويجب أن تنعكس بشكلٍ إيجابي على الفرد بصورةٍ خاصة، وتتوسّع لتصل إلى نطاق المجتمع بصورتهِ الكاملة، لتحقّق بذلك أهداف رسالة الدّين الإسلامي في الأرض وهي إعمارها. 

الدين الإسلامي  المحمدي الأصيل سبيل  لحل كافة  الصعوبات  التي تواجه المجتمع  ،  الذي يعاني  من كمية  السموم  المطروحة  من قبل فايروس  امريكا  والصهاينة  ، الذي يسعون إلى خلط  الحقائق  لتدمير  الشعوب التي تؤمن بالدين الإسلامي  والإنسانية  ، وعكس صورة  مغايرة  عن الدين الإسلامي  ، من خلال الوهابية والسلفية  الذين يعتيرون  ذراع من أذرع  الاستكبار  العالمي لتشوية  وجه السلام  ، متمثلة  بتشدد  والقمع  الحريات والتعبير  عن الرأي ، من خلال أساليب  وحشية  لا تنتمي للسلام  بصلة  . 

ان دين الإسلامي  دين حياة  وحب وتسامح  واحترام الفرد  والمجتمع ، الذي يحث على التمسك  بأعمار  الانسان  واطلاق  حريته  بعيدا  عن الاضطهاد  و الاستكبار  .

الدين الاسلامي  يدعوا الى  حرية  الشعوب  في الاختبار  ويمنع التميز  ويدعم الابداع والتميز والحرية المسؤولة  والمنضبطة ضمن القانون عادل يحترم الإنسان ويقدس وجوده  بعيدا عن الطبقية  التي  أسسها اتباع الشيطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك