حسن المياح ||
علي بن أبي طالب عليه السلام فاز ورب الكعبة بمقاييس السماء , ومعايير عقيدة لا إله إلا الله , ومفاهيم القرآن الحكيم الكريم , وتشريعات السماء النازلة من رب ومالك الكون العظيم , وما فيه ومن فيه .
ولم يفز علي عليه السلام بإعتبارات الأرض وإرهاصات وخداعات وتزييفات الحياة الدنيا , وإن كان يمكنه نوال ما يريد من ذلك بجدارة وإستحقاق .
إن عليآ عليه السلام آثر عشق الحبيب الذي طالما أرق وجوده وعقله وتفكيره , ورقق قلبه وذوب كل كيانه في حبه وعشقه , في معشوقه مالك الأرض والسماء وجبارها الغفور الرحيم , ولم يبتذل نفسه بسفاسف الأمور , وغدر تزويقات الدنيا بما فيها من مرغبات ومذاقات وجواذب ومشتهيات وشهوات , ومغريات ومذاقات طيبات وتكالبات , لأنها كلها في عقله ووعيه وشعوره وإحساسه وعينه حطام ما بعده حطام , يلحقها حساب وعقاب , أو على الأقل سؤال وعتاب . فكيف يكون من علي الذي يقول ويعلن بصوته الجهوري المؤمن الصادح تغريدة وتغريدات , فزت ورب الكعبة , الجواب ... !! ???
علي عليه السلام ما دنت نفسه وتدلت على دنايا الدنيا وسفالاتها ومغرياتها , وما فيها من حطام وهزال ودمار ; وإنما حلق في آفاق السمو والشموخ في عالم عشق الإله الذي يجد عنده الراحة واللذة والسعادة , والحب والود والعشق والذوبان والفناء , والعلاقة المؤمنة الطيبة الشفيفة الرحيمة , وأنها المقام المحمود الذي وعده الله لرسوله الحبيب الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وإبن عمه علي عليه السلام , الذي لا يكاد يفارقه , لا في حل ولا في ترحال , ولا في وجود ولا في إنحسار . وتلك هي الدرجة التي يغبطه عليها كل من خلق على الأرض من الأنبياء والمرسلين , والأولياء الصالحين والشهداء والصديقين .
فاز علي عليه السلام ورب الكعبة لأنه هيأ مستلزمات الفوز والحظوة بالحصول على تلك المرتبة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم , ومن هو صاحب الحظ العظيم غير وسوى علي عليه السلام , الذي يدانيه فيها أحد من العالمين .... !! ??
فزت يا علي حقآ واضحآ مبينآ , وفوزك شهدت له السموات والأرضون , وخالقها جبارها , وموجدها ومضخم وجودها .
محرابك يا علي الذي تصلي فيه وتؤدي عباداتك وطاعاتك , والذي فيه سالت دماء الشهادة من رأسك الشرف العظيم كالنافورة الغاضبة حمم البراكين الثائرة على ضربة المجرم اللعين بن ملجم , وكل محراب أنت بانيه بوجودك المؤمن الواعي الحركي الكريم , قد شهدت كلها لك يا عليآ بن أبي طالب بالفوز بالجنة ورب الكعبة الذي خلق الجنة وأوجدها من أجل قدومك الكريم الجميل , والسكن والمكوث الخالد فيها في عليين مع محمد بن عبدالله سيد الأكوان والخلق أجمعين , صلوات الله عليكما بعدد ذرات رمل وتراب الأكوان كلها أجمعين .
تزينت الجنة التي فزتها يا علي بن أبي طالب عليك سلام الله وتحيات نبيه محمد الكريم , بمقدمك الشريف وقدومك الجليل المهيب , وأنت مخضب بدم الشهادة الطهر الطهور , وتمايزت مزهوة فرحة مسرورة على كل أماكن الوجود , بأن عليآ ساكن فيها بدم شهادته الفائر المنهمر جريانآ بعبق السدر والكافور وأطايب عطور جنان الخلد التي أعدها الله سبحانه وتعالى لحبيبه المشتاق اليه علي بن أبي طالب , أخي رسول الله , وزوج إبنة نبيه الكريم البتول , وأبي الحسن والحسين , الذي دافع عن دين الله الإسلام العظيم وهو حاملآ دمه على كفيه , وكافح عن سلطان رب العالمين المذخور في قرآنه الحكيم , ونافح عن سلامة رسوله محمد بن عبدالله الكريم ونبيه الأمين العظيم , وقاتل عتاة الكفر والجاهلية فأزال ركامها وتكلسات تحجراتها من عقول وقلوب الناس ليؤمنوا بعقيدة لا إله إلا الله , وقلع ونسف كل أوهاق الجاهلية والتخلف والتحجر والكفر والشرك , وعبد طريق السير الهاديء الوئيد الراشد المطمئن الى عبادة الله وحده لا شريك له .
وبذلك وأكيدآ قد تحققت أمنيتك يا عليآ عليك السلام بالفوز بالجنة , وصدقت مقولتك التي رجت الخافقين وأسعدت ملائكة السماء , لأنك قد حققت الخطو الشجاع المؤمن السليم المستقيم , في السير على الصراط المستقيم , ونهج الله العظيم , على أساس دين الله الخاتم الإسلام الحنيف المستقيم الجليل العظيم .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha