حسين فائق آل عبد الرسول ||
لا يخفى على كل متدبر أن لكلمات القران الكريم وقع في النفوس وأثر في الفؤاد ، فلاصواته جرس خاص ولحروفه معان واسعة ولكلماته غايات متفرقة...كما نجده في عند مصطفى الرافعي في حديثه عن اثر القران في صوته وحروفه وكلماته .
فقد غير هذا الكتاب العزيز بأسلوب خطابه وفى دعوته البشر من ملحد لا يعرف من الخالق شيئا ولا من الحياة أمرا سوى حجارة يعبدها وحروب يخوضها شجاعتهم عزوهم وايمانهم كثرة اصنامهم حتى غير ذلك الواقع إلى الفة ومحبة ...في نعمته إخوانا .. وسياسة خطاب يستجلب بها العدو وجادلهم بالتي هي أحسن...
ويمكن حصر ذلك الاثر في مايلي :
التدرج في الخطاب والدعوة فلم يات بالأحكام والأوامر والنواهي دفعة واحدة كما نلحظه في بعض المواطن هذه الأيام عند الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بن هذا حلال وذاك حرام بل بالتدرج مع حسن اختيار الكلمات الأمر الذي يجعل المخاطب اكثر مرونة ويفتح آفاق الاستماع للقائل بعيدا عن التشنج والعصبية وهي لغة الاعلام القرآني التي غيرت مسار المجتمعات وأضافت لها تلك المسحة الإيمانية والبناء الرصين ، ولو سار الدعاة على مسير الأسلوب القرآني بحلقة أوسع مما نجده اليوم لاختلف الأمر وانعدمت الشقة ولم يكن للعابثين في فكر البشرية مكان كما مر بنا من مسميات متعددة وطرق ملتوية اتخذت من القران ما ينفعها فسوقته كما تريد وجندت من خلاله الأجساد لتسير نحو القتل فصار الإسلام منبوذا في أماكن وضعيف في أخرى ويعود ذلك في أحد أهم أسبابه لعدم الاكتراث في أسلوب لغة الخطاب وآلية الكلام وتجرد العاطفة والتي هي صفات الإعلام الإسلامي الفتي ...والتي إن بقت على هذه الشاكلة فسيكون للفكر المنحرف المساحة الواسعة والفسحة الاكبر في بناء أو تفكيك المجتمعات العربية الاسلامية كما يريده الاعلام الغربي لا كما نريده نحن
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha