حيدر الطائي ||
هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام على يد آل سعود والوهابية الانجاس
من الفواجع الكبرى التي أوجعت قلوب المسلمين وأهدرت تراثهم ظلمًا وجورا. ما حدث في أرض البقيع الغرقد التي ضمت أطهر خلق الله من أئمة آل البيت عليهم الصلاة والسلام وها أننا نعيش ذكرى هذه الفاجعة. من دون أن تظهر في الأفق بادرة لإعادة هذه القبور المقدسة. كونها تجسد جانبًا مهمًا من التراث الإسلامي الذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني
البقيع الغرقد هي تلك البقعة التي ارتبطت منذ أكثر من 1400 سنة بالنبي. ص. وحوت من الأجساد الطاهرة ما لم تحوه أية بقعة على وجه الأرض أبدًا. فكانت ولأكثر من ألف سنة ملاذًا لأصحاب الحاجات ومزارًا للمؤمنين ومهبطًا للقلوب النقيةِ الصافية وذلك عبر الأجيال ورغم كل المحاولات الآثمة لآل سعود لإبعادها من الساحة الإسلامية والقدسية الروحانية إلا أنها بقيت وستبقى بحول الله وقوته كما كانت بل وسيزداد تألقها وبريقها ولمعانها في الدنيا كل الدنيا إن شاء الله.
الأمم والشعوب تفخر بتراثها وتمجدهُ وتحميه بكل السبل والأساليب. لأنه يمثلا ماضيًا عريقًا يُسهم في صناعة المستقبل الوضاء المشرق. لما يحوي عليه من تراث متراكم تتجسد فيه عظمة الأجداد. فما بالك ونحن نتكلم عن تراث الرسول الأكرم (ص) وآثار الرسالة النبوية وخلودها مع امتداد أئمة أهل البيت من أبناء الرسول الكريم (ص) وما تركوه بدورهم من تراث علمي أخلاقي عظيم. لقد تجرّأت الأيادي الآثمة والإرادات الشريرة بواسطة آل سعود الصهاينة والوهابية الانجاس. على هدم قبور البقيع ما جعل منها فاجعةً كبرى لم تندمل جروحها حتى اللحظة.
تلك هي البقيع الغرقد التي عملت أيادي الشر من أجل إبعاد المسلمين عنها. بعد أن هُدّمت القباب والأضرحة التي بُنيت على تلك القبور التي حوت ذاك الطُّهْر كله.
الأيادي الشريرة والجهات الدافعة لهدم قبور البقيع واضحة
وما أن صدرت أوامر الهدم حتى تكالبت الذيول الخانعة لتنفيذ إرادة آل سعود الصهاينة حتى يتحقق لهم ما خططوا له وحلموا به. وهو تفكيك وحدة المسلمين من خلال القضاء على الطقوس المقدسة كالحج والرموز النبوية متمثلةً بهدم قبور البقيع. هذا الانتهاك الصارخ للتراث الإسلامي ما كان له أن يجري لو لا الذيول المتعاونة مع الأجنبي. وطالما أن هذه الفاجعة لم يتداركها الحكام المسلمون. فهذا يعني أن الإرادة التي انتهكت قدسيتهم وحرمتهم لا تزالُ موجودة ومسيطرة عليهم. إن بقاء القبور المباركة مهدَّمة دليلٌ على أنه لازال السيف بيد الهادمين إلى الآن. ولكن عندما يسقط السيف من أيديهم. ستجد المسلمين جميعًا في نفس اليوم آخذين في البناء. وهذا هو المطلوب تحديدًا. إذا لابد أن تكون هناك حملات مدنية هائلة لاسترداد هذا التراث الإسلامي الإنساني الذي استباحته إرادة الشر
وتضع الخطوات العملية التي من شأنها إعادة هذا التراث العظيم إلى سابق عهده ووجوده من خلال تحشيد المؤسسات والمنظمات العالمية والمحلية التي تُعنى بتراث الأمم والشعوب، باعتباره تراثًا إنسانيًا يجب أن تُحافظ عليه البشرية جمعاء. ولابد أن تكون هناك عوامل ضغط مدنية وسياسية وحتى اقتصادية لإعادة بناء قبور أئمة أهل البيت التي انتهكِت بفعلٍ صارخ لا يمكن الصمت إزاءه.
فإعادة الاعتبار إلى التراث الإسلامي الإنساني واجب الجميع بغض النظر عن كونهم مسلمين أو غير مسلمين.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha