ماذا لو المشيئة جعلت لك أيها الإنسان؟!  

✍🏽هشام عبد القادر||

 

الله له مشيئة ليس لها نهاية ولا حد ولا عد ولابداية وليس كمثلها شئ .

شاء الله خلق السموات والأرض بإتقان ودبر فيها كل شئ وسخر السموات والأرض طوعا وجعل فيها من الحكمة والتدبير والحركة المنتظمة وأنزل الغيث والرحمة للمخلوقات ولم يقصي احد من المخلوقات جعل لها نفس تتنفس وجعل لكلا حياة ورزق وخير كثير من بركات السموات والأرض. 

وجعل في الأرض خليفة هو الإنسان .

بما إنك إيها الإنسان خليفة تمثل الله في الأرض ماذا ستصنع بمشيئتك لو إتيحت لك المشيئه بكن فيكون ؟. 

الرسل عليهم السلام شائت لهم المشيئه بإذن الله شافوا الأكمة والأبرص ودعوا للمرضى بالشفاء واحيوا الموتى ونصروا المظلومين واحيوا الأرض بالغيث وحققوا اشباع البطون الجائعة في سنين القحط حركتهم خدمة واورثوا العلم والقرءان وجعلوه بين ايدي الناس ودعوا للسلم كافة وتحرير العبيد وزيارة الموتى وزيارة الأرحام ودعوا لكل خير وإيجابي وتمنوا أن ينتشر العدل والسلام وتركوا كلا وصيه وخير الوصية اوصاها رسول الله كتاب الله وعترتي اهل بيتي فأنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض . اين سنجد العترة الطاهرة؟...

الم نجد اليوم دولة اسسها روح الله الخميني في إيران ونجد مرجعية السستاني في العراق ونجد السيد حسن نصر الله في لبنان ونجد السيد عبد الملك بن بدر الدين في اليمن وقبله السيد الشهيد السيد حسين بدر الدين رحمه ونرى في كل بلاد أعلام ومشايخ علم ماذا يدعون .. والى اي شئ يدعون ؟

دعوتهم واحدة لرفض دول الإستكبار العالمي من اجل تحقيق السلام للإمة كافة ،

وليس فقط السادة إنما وكل المؤمنين دعوتهم واحدة توحي لرفض الظلم وتدعوا للسلام والسلم كافة.   

ندخل بصلب الموضوع ماذا لو كنت أيها الإنسان البسيط لك المشيئة ماذا ستقول في كلمة كن فيكون للعالم والكون وللناس كافة ؟

ما المخطط الذي سترسمه في الوجود كله ؟

ماذا تريد أن يكون الحاضر والمستقبل ؟

ماذا ستصنع للماضي لكل البشرية ماذا ستمنى لهم ؟

ماذا لو أنت وريث اسماء الله كلها ماذا ستحقق بالأسماء الحسنى ؟

ماذا ستجعل نفسك ؟

كيف ترتقي بروحك الى سموا وتطهير للنفس ؟

ماذا لو النفخة في نفسك تقول للشئ كن فيكون يتحقق حلمك وتفكيرك ؟

هذه الأسئلة كلا سيبني له خيال ذاتي وكلا حسب قوة روحه وعقله ووسع قلبه وطموحه وفكره وعقيدته سيجيب على كل سؤال .. حسب تصوره العقائدي .

لكن لو رجعنا للخطة التي خطها الله الأعظم منا الحكيم المدبر ..

إني جاعل في الأرض خليفة . ومع ذالك اعترضت الملائكة عن كلمة خليفة في الأرض يعلمون أن الأرض من طين وادم عليه السلام من طين واي جسد يتغذى من الطين لديه شهوات ونزوات ولكن سبحت عندما قال إني أعلم ما لاتعلمون اي سيأتي يوم لا فساد ولا سفك دماء . 

هل سنتخلص من شهواتنا ولا نغذي الجسد من الطين كيف سنصل الى عالم الروح العلوي ويكون الناس قد تخلصوا من هواء النفس ؟

الكل يعلم إن جميع الأنبياء عليهم السلام كانوا يأكلون بالأسواق وحاربوا النفس والهواء ولهم ارتقاء روحي

واعظم ارتقاء روحي للرسول الأعظم بلغ سدرة المنتهى دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى تم الأسرى والمعراج عرج بروحه وجسده باليقضة ليس حلم ولا منام ..

هذا الأرتقاء يريد الله من الأمة ان تحقق ذالك لكي يرثوا الأرض عباد الله الصالحين ..

كيف لك أيها الأنسان ان تحقق ذالك ولديك شهوات تحجبك عن عروج روحك  ؟

كيف سترث الأرض وهناك من هو اعظم منك سيدنا محمد صلوات الله عليه واله ؟

كيف ستجعل الأرض كلها في سلام وترثها ؟

الأجابة نحن لا شئ بجنب رسول الله .

لكن هناك وعد الله الموعود

عترتي اهل بيتي

عترتي اهل بيتي عددها اثناعشر حرف .

اخر الحرف يا

يا

عدد اثنا عشر عين انفجرت علم كل إناس بمشربهم .

عدد إثناعشر نقيبا .

كنقباء بني إسرائيل .

هنا ننادي بأداة النداء أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السؤ .

يا حجة الله القائم

يا وعد الله . يا وارث الأرض يا صالح العباد يا امام المستضعفين

يا خير الأرض ونورها .

لن نستطيع تطهير انفسنا لنكتمل الى درجة المعراج والإسرى ولا نصل الى مرتبة سدرة المنتهى ولسنا اهلا لذالك

انت الذي سترث الأرض وجميع الأنبياء عليهم السلام منتظرين ظهورك وخروجك يوم يسمعون الصيحة بالحق ذالك يوم الخروج ..

الصحوة التي ستصحى الأمة بنفخة من روحك

تقول للشئ كن فيكون .

انفخ في ارواحنا محاربة النفس والهوى وإجعل غذائنا من السماء وتلطف علينا بمغفرتك وشفاعتك يا وجيها عند الله .

وحقق لجميع البشر الحرية حرية القلوب والمقدسات ونشر السلام كافة في ارجاء الأرض .

حقق للبشرية ان ترتقي جميعا الى المعراج الى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ولا تعيدنا الى شهوات النفس والغفلة .

فغذائنا في السماء لا تجعله من الأرض إجعله من السماء تتنزل مائدة ولا نكفر بها كما كفر بني إسرائيل .

لا تعيدنا لشهوات النفس التي غذائها وطاقتها من الأرض الحمية .

انما اجعل الغذاء باردا وشراب من الجنة العلوية .

خذ بأرواحنا كما اخذت اصحاب اهل الكهف الذي لو عادت الى الأرض لعادت في شهواتها . بل اختاروا الفناء والرجوع الى الله .

إن اعظم البلاء هو القرار بالأرض السفلية .

واعظم الراحة الرجوع الى محل الأصل حيث كانت روح الأصل ابينا آدم عليه السلام وهي الجنة .

الجنة ليس لنأكل ونشرب ونتغذى بل لتطمئن ارواحنا بأن لا تعود للشهوات التي حجبتنا عن المعرفة والقرب والرضاء منك .

إجعلنا قريبين منك لنخلد ببقائك لنكون نحن  من اهلك وخاصتك وعبيدك .

فاز من سكنت في قلبه وعقله وروحه وكان من اهلك وخاصتك .

كيف تعذبنا بفراقك فإن الفراق اشد البلاء .

لا تفارقنا ولا تحرف نظرك عنا .

إجعل نظرتك الينا وطيب نظرنا بالنظر الى اوليائك وأحبائك .

سيدي انت منتهى أملي لا طاب العيش بدونك .

لا تجعل بقائنا لنرث الأرض ولو ملكتنا جميع الأرض نحن لا نطيب البقاء فيها .

إنما إجعلنا من ورثة الفردوس الأعلى في سدرة المنتهى .

اه يا ربي كيف نحلم بالأرض وهي حياتنا فيها قصيرة حتى لو عمرتنا بها الف عام وعام او خلدتنا فيها الدهر واورثتنا مشارقها ومغاربها فنحن عشاق مافوق السموات عشاق العروج اليك .. لتحط رحالنا محل قدسك قاب قوسين او ادنى .

عند سدرة المنتهى . لنغذي ارواحنا بالنظر الى اقرب الناس اليك واحب الخلق لديك . هناك الراحة تطمئن انفسنا بالبقاء جوارك حيث لا حد ولا عد ولا بداية ولا نهاية ولا شئ يدرك لجلال وجهك الباقي جوار الأرواح والأنوار السرمدية الأبدية الذي جعلتهم في صلب أدم يتقلبون صلب وراء صلب كما جعلت رجوعهم اليك إجعل رجوعنا اليك .

نعم أنت وعدت بأن يرث الأرض عباد الله الصالحين إجعلنا ممن يشهد السلام في الأرض كافة وإنقلنا بعد الشهادة والمعاينة بالعروج الى أقرب الزلفة لديك . فانت أنيس الوحشة وانت الباقي ابقنا ببقائك في رضاك وانت راضي عنا .

انت غاية المسؤل وانت منتهى الأمل جوارك جوارك جوار احب الخلق . اعظمهم منزلة لديك إوصلنا الى سدرة المنتهى ولا تعذبنا بالرجوع الى الأرض . ليس لنا قدرة مثل قدرة نبيك حيث عرج الى سدرة المنتهى ورجع الى الأرض وصبر وتحمل المصائب .

بل اجعل ارواحنا معلقة محل القدسية وأن رجعنا الى الأرض بالدولة الكريمة إجعلنا من الدعاة اليها والحماة والقادة والمستشهدين بين يدي صالحي العباد حتى ترجع ارواحنا وأجسادنا الى منتهى الأمال سدرة المنتهى . منتهى العز والبقاء والخلود في رضاك وعند مقام خير الأنبياء وسيد الرسل عند سيدنا محمد صلواة الله عليه واله .

 

 

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــ