الصفحة الإسلامية

الطبيعة والإنسان في محطة العرفان .  


✍ هشام عبد القادر ||

 

الطبيعة هي جمال تجسد عظمة الله في التكوين عظمة السموات وما فيها من كواكب ونجوم مستقرة ومتحركة دون وقوع اي نجم على الأرض من عظمة المدبر والمحرك للكون في دقة ونظام تتحرك كل الكواكب وفق برنامج الهي وبحكمة الخالق . وأما الأرض فهي سفينة تحمل كل المخلوقات لا تقصي أحد وتدور في حركة لا تشعر كل المخلوقات بدورانها وفصول اربعة مختلفة في الخدمة لكل المخلوقات .

وانهار وبحار واسعة لا تدرك بالعين لعظمة وجودها .ومن اوجدها هو الأعظم .

الطبيعة هي تمثل تجسيد لصفات الخالق كيف دقة الحركة وتقديم الخدمة الكلية دون إقصاء أحد من المخلوقات . الطبيعة تعرفنا على أن نقتبس من هذه الصفات لا نتحرك بعشوائية . نعم حركاتنا الأرادية الإنسانية فيها من العشوائية لكن حركات ونبضة القلب والتنفس واشياء في الباطن من حركة الدورة الدموية وغيرها من حركة ونبضات وحركة في العقل وبقية الأجهزة الداخلية تحركها يد القدرة بنظام دقيق مثل الطبيعة . اذا باطن الإنسان له تشابه في الطبيعة وحركة الباطن للإنسان في تشابه مع حركة الطبيعة بنظام دقيق تحركها يد القدرة .

خلاصة الحديث أن باطن الإنسان هو الأخرة وظاهره هي الدنيا . باطن الإنسان غيب لا يدرك مثل الطبيعة الواسعة التي لا ندركها فإن ما في السموات وذات البروج غيب لا يدرك . فكل البشرية تتفق على ظاهرها الإنساني الواحدة في الشكل والصورة ولو اختلفت الألوان والأشكال واللغات ولكن باطنها علم لا يدرك فكل القلوب بيد صاحب القدرة كتاب محفوظ ولوح وكتاب مكنون . سبحان خالق الظاهر والباطن . فظاهر الإنسان له شكله الظاهر يتأثر في كل يوم وفي كل عام يتغير كتضاريس الطبيعة حتى يصل الى المشيب ذالك عند فصل الشتاء تكون الأرض شديدة اليباس ولكنها تحيى في فصول إخرى فصل الخريف والصيف .

أما الإنسان باطنه يرتقي ويحيى دوما اذا كان متصل بروح الله اما الظاهر فيتغير من حين الى حين . هناك ظواهر طبيعية بالكون والوجود تزداد وتنقص في اطراف الأرض كما يزداد عمر الإنسان او ينقص .

خلاصة الحديث لا ينتهي حول الطبيعة الظاهرة . وباطن الإنسان الغيب الذي لا يدرك .

هناك باطن للكون ايضا لا يدرك فما فوق سماء الدنيا غيب عظيم لا تدركه الأبصار وقد تدركه الأرواح عند العروج اما في الفناء في الله او في حالة عروج الصالحين والرسل والأنبياء عليهم السلام .

·        الإنسان هو الكون المصغر للكون .

فعند معرفة الإنسان نفسه الظاهرة والباطنة قد يصل الى معرفة الوجود ومنها معرفة خالق الوجود .

فمن أين يبداء الإنسان لمعرفة نفسه .

إن بداء بظاهره فهو لا يرى نفسه الا بمرءاة او بصورة مجسدة وقد تختلف من عمرومن عاما ومن حين الى حين . يبداء طفلا ثم شبابا ثم شيبا .

فهوا في علم ظاهري كتعرية الطبيعة الظاهرة . تختلف من فصل الى فصل أخر .

وظاهره جسدا تغذيته من الطين . ويرجع الى الطين .

اما باطنه فهو روح وايضا من الجسد حظا أخر .

وحركة باطنه غيب لا يدرك فالإنسان لا يرى باطنه . اه ظاهره وباطنه لا يراه فكيف لنا ان نعرف أنفسنا من نكون وماذا ان نكون .

لذالك منبع سر الإنسان هو عقله عرشا فيه العلم الذي لا يدرك . وقلبه لوح محفوظ مكنون كعبة يدور الإنسان حولها لمعرفة نفسه .

الإنسان يعرف نفسه من جانب روحي . له انفس ملهمة وزكية وبصيرة وهادية ومطمئنة ولوامة وامارة بالسؤ .

اما الأمارة بالسؤ فيها مملكة تتبع نظام ابليس الذي عزم على ان يغوي البشرية الا المخلصين من جانب هذه النفس الضعيفة الأمارة بالسؤ التي يوسوس اليها ابليس اللعين. 

واما الملهمة في في جانب ملكوت الملائكة الحافظين والكرام الكاتبين وروح الله الأمين الذي بوحي اليها كل خير .

واما الزكية والبصيرة والهادية والمطمئنة فهي مملكة الكلمات التامات نبي الرحمة الذي ارسله الله رحمة للعالمين .

وامر الله يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية . الراضية المرضية هي الفاطمة الزكية . التي تدخل في علين في سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى وتدخل في عباد الله الصالحين . فالمجاهد لنفسه يهديه الله لسبله سبل الرشاد يصل الى معدن النبوة والوحي يصل الى الملكوت يصل الى الرحمة الواسعة التي يدخل الله برحمته من يشاء في عباد الله الصالحين الذين هم موعودين بوراثة الأرض . والأرض ليس هدف الإنسان الكامل ليحل فيها إنما هدفه الإرتقاء الى سدرة المنتهى قاب قوسين او ادنى . إنما حكمة الله فرضت على الإنسان الكامل أن يجسد صفات واسماء الله يكون خليفته في الأرض يقول للشئ كن فيكون . ودار بلاء وإنتظار وصبرا وإيمان بالغيب وذالك من خلال الإنتظار الإيجابي والتحرك والتمهيد لدولة الله ليملئ الأرض عدلا وتملئ بنور العدل والحرية وأشرقت الأرض بنور ربها . .

ويحقق معاني سجود الملائكة التي سجدت لأدم عليه السلام . وتتحق سورة السجدة بمعانيها .

ويتم تحديث الإنسان لنفسه فكل القرءان هو في صدره في كتاب قلبه . تظهر كل العلوم بمحاكاة الإنسان والبحث في نفسه عن كل العلوم . والإتصال بالوجود ورب الوجود .

فكل العلوم السابقة واللاحقة وكل الوجود في قديم الأزل والوجود المستقبلي في الإنسان نفسه فقد يحصل الإنسان على رؤيا يرجع للزمن الماضي او الحاضر او المستقبل هذا في عالم الباطن والرؤية وإما بقوة الروح وبإذن من الله في كل الحالات وفي اليقضة تصل الى العالم القديم او الحاضر او المستقبل . لذالك الإنسان هو كون مصغر للكون . اعظم ما في الإنسان روحه .وهي المحركة للعقل والقلب . والوجود الإنساني وهي التي ترجع الى الله في كل الأحوال في علين وتبقاء ببقاء الله .

تصل الى الوجود المحمدي النفس الكلية للوجود .

وقد يصعد الإنسان بروحه وجسده . فعالم الروح والجسد كعالم الدنيا والأخرة الدنيا باب للأخرة والجسد باب للروح .

واذا تعذب الجسد ايضا الروح تتعذب فعافية الجسد تهداء الروح وتسكن والعكس .

فالترابط من حكمة الله بين عالم الدنيا وعالم الأخرة.

 

والحمد لله رب العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك