كندي الزهيري ||
الدين الإسلامي دين شامل ، وضع أساسات لكل مراحل الحياة ،ان كانت صحية او اقتصادية واجتماعية وسياسية.
لكن ركز على ضرورة تنمية والتخطيط على مستوى الفرد من ثم على مستوى العائلة ومنها إلى المجتمع، فاحرص على وضع خطط سهلة تتماشى مع الأحداث التي يمر بها الإنسان، إذ اخذنا بأن الهدف هو رفع الانسان إلى أعلى مستويات .
يقول علماء النفس " إذ عمل شخص فعل ما لمدة ٢١ يوم سيصبح ذلك العمل من الأمور العادية له وإذ ترك الانسان عن عادة معينة لمدة ٢١ يوم إلى ٣٠ يوم سيفقد تلك العادة نهائيا "، كذلك الإسلام وضع خطط استراتيجية بشرط الممارسة والعمل على فعلها ولدينا الكثير من الأمثال في القرآن الكريم على ذلك .
قال آلله عز وجل )) يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ((
هذه الآية تبين لنا أن نكون مقتصدين في كل شيء وان الإسراف يوصلنا إلى نتائج عكسية ، قد يفقد الفرد أو الاسرة او الدولة كرامتها بسبب ذلك الإسراف، وهذا الأمر شخصه القرآن الكريم عبر اربع مسارات وهي ( التشخيص، الهدف، المتابعة ، والنتيجة ) ،هذا الخطط الاستراتيجي تكون مرنة وسهلة قابلة للتحقيق على فترت زمنية طويلة الأمد.
اما التخطيط الاستراتيجي الاستثمار الوقت ، فقد بين القرآن الكريم ذلك بقولة )) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً)) ومثل وصف ما كان عليه حال المتقين نحو قول الله تعالى: (( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) وتبدو أهمية الوقت في كثرة ما أقسم الله به في كتابه العزيز. نحو قوله تعالى: (( وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)) (( والعصر))(( والفجر وليال عشر))((واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىوَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى )) (( واللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَوَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)) وجاء الحث على المسابقة في تحصيل الخير استغلالا للوقت. في نحو قوله تعالى ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )) (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))
لم يكتفي السلام في تخطيط الوقت انما ذهب إلى ضرورة الالتزام بالمواقيت الان اساس التطور احترام الوقت ،من لا وقت له لا دين له.
ويذهب بعد ذلك إلى التخطيط الاستراتيجي على مستوى القوة العسكرية والتصنيع ووضع خطط كافية إلى رد العدوا ،فكل ما اصبحت قوي وجاهز اصبحت اكثر رعب لعدوك وأصبح بلدك وتطوره في كافة المجالات في مأمن من ضربات الأعداء فقال في كتابة الكريم (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) ذا التخطيط الاستراتيجي في مجال القوة مهم جدا .
وكذلك التخطيط الاستراتيجي الحث على لعلم والتطور وضرورة تطور عقل البشري والوصول إلى أكبر قدر من لعلم الانه كفيل لتحصين الفرد والأسرة والمجتمع من ثم الامة بأكملها ،فلا تطور ولا عيش كريم بلا علم .
قال تعالى (( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ))
(( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ))
اذا القدرة والقوة في السلام هي العلم وقبل كل ذلك التخطيط .
وهذا ما حث عليه آل بيت النبي محمد (ص) على ضرورة التعلم وتعليم .
ومن هنا لا تطور ولا مجتمع ولا مستقبل من دون تخطيط ، الان الامم الحية تخطط لمستقبلها ومستقبل أبناؤها مهما كانت الظروف والمصاعب ،ستحل بالتخطيط والعلم.
لذلك اعدائنا لا يريدون منا ان نخطط او نتعلم وخاصة التوجه نحوا التخطيط الاستراتيجي في القران الكريم.
من اراد غد ويدير البلاد بشكل للصحيح عليه بالقران فإنه اساس التخطيط وتخطيطه لا يوجد فيه احتمال انما حقائق وأرقام لا تقبل الشك او الخطأ..
https://telegram.me/buratha