حيدر السعيدي ||
يبدو ان الخوض في سيرة شخصية (قرة عين المؤمنين ) الامام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) والذي نعيش ذكرى ولادته في 11 ذي القعدة من عام 148 هجرية بمجملها وبأدق تفاصيلها , تحتاج منا الى بحوث مطولة ودراسات معمقة , ولكن مالايدرك كله لايترك جله , فيمكن التطرق الى اهم قضية واجهت المؤرخين واشغلت الباحثين في سيرة حياة الامام السلطان علي الرضا ( ع ) , الا وهي مكيدة المأمون العباسي بأسداء منصب ولاية العهد للامام الرضا (ع ) , وقد اشرأبت فيها الاقلام من هنا وهناك محاولة النيل من شخصية الامام وقدسية مكانته في الامة الإسلامية .
حري بالباحث عن الحق والحقيقة ان يقف على الأسباب والدوافع التي دفعت المأمون لتعيين الامام الصابر الزكي بهذا المنصب , وابرزها كسب رضا اهالي خراسان لولائهم الشديد لاهل البيت (ع ) , ومحاولة إرضاء العلويين وسحب مبررات النهضة ضد العباسيين , ومحاولة المأمون اسقاط هيبة انيس النفوس وغريب طوس كقائد ديني وميداني للامة , والاستفادة من العلويين واتباع اهل البيت (ع ) في رد غائلة العباسيين ورغبتهم الجامحة في اسداء مهمة الخلافة للامين , والكل يعلم السبب في ذلك لأن ام الامين (زبيدة ) من البيوت العباسية المعروفة , اما ام المأمون (مراجل ) فهي جارية فارسية , مضافا الى ذلك محاولة المأمون الى ايهام الناس بشرعية حكومته من خلال تنصيب الامام الفاضل الصديق , وقد لا يغيب عن ذهن القاريء اللبيب السبب الأهم وهو وضع الامام الرضا ( ع ) تحت المراقبة المشددة لبُعد المدينة المنورة ( موطن الامام الرضا ع ) عن عاصمة الدولة آنذاك (خراسان )
وبعد مزيد من الترغيب الذي لم يُفلح فيه المأمون مع الامام الرضا ( ع ) جاء دور التهديد والوعيد , مما جعل الامام الرضا (ع ) يشد الرحال مجبرا لخراسان , مغادرا مدينة جده (ص ) عام 200 هجرية , حقناً لدماء شيعته وحرصاً منه على حرمتها .
https://telegram.me/buratha