سرى العبيدي ||
ولماذا اختير له يوم ٢٥ ذي القعدة بالذات*؟
اليوم الخامس والعشرون من شهر ذي القعدة الحرام فيه مناسبة عظيمة جداً ألا وهي ذكرى يوم دحو الارض، وقد قيل في المراد من دحو الارض معنيان:
1⃣ الأول: إنّ معنى دحو الارض هو إنشاؤها وخلقها وإيجادُها، فيكون تفسير قوله تعالى(وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) أي أنشأها وخلقها وأوجدها من العدم بعد خلق السماء كما قال تعالى (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) ثمَّ قال(وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا*)
2⃣ والمعنى الآخر:
إنّ دحو الأرض هو مَدُّها وبسطها وتهيئتها للعيش عليها، كما قال أهل اللغة: الدحو هو البسط، قتقول مثلاً (النعامة تدحو الأرض برجلها) أي تبسطها وتهيئها لتضع عليها بيضها..
فيكون قوله تعالى(وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) بمعنى بسطها أي إنَّ الله تعالى أخرج من الأرض الماء والمرعى وأرسى الجبال لتكون متاعاً ومعاشاً للإنسان والأنعام، فتلك هي التهيئة المناسبة لحياة الإنسان على الأرض، قال تعالى (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ*)..
فعلى الأرجح يكون معنى(الدحو*) ليس هو الخلق والإنشاء والإيجاد بل هو البسط والتهيئة لما أفادته بعض الروايات بأنَّ يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة هو يوم بسط الأرض من تحت الكعبة..
فعلى هذا المعنى تكون الأرض موجودة قبل هذا اليوم ولكنها لم تكن حينها مهيئة للعيش عليها بل ما كان منها هو فقط موضع الكعبة الشريفة، ثمَّ بَسَطَ اللهُ الأرضَ من جوانب هذا الموضع الشريف، فهو المركز الذي انبسطت الأرض من بين جوانبه وذلك هو معنى دحو الأرض من تحت الكعبة الشريفة..
ودحو الأرض بهذا المعنى(وهو بسطها) يكون متأخراً زماناً عن خلقها وعن إيجادها فيمكن أن يكون لهذا الحدث زمان معيّن وهو يوم (٢٥) من ذي القعدة لما أكدته الآيات من سورة النازعات التي دلت بوضوح على تحقّق التعاقب بين الليل والنهار قبل دحو الأرض وقبل بسطها قال تعالى(أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا*)..
وقد ورد أيضاً عن أهل البيت(عليهم السلام)
أنًّهم قالوا( *دحو الأرض كان بعد خلقها بألفي عام)
ومن هذا نفهم أنّ الدحو متأخر زماناً عن الإيجاد..
https://telegram.me/buratha