كندي الزهيري ||
حين جاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
جاء بثلاثة أهداف وهي [ رحمة للعالمين؛إتمام مكارم الأخلاق؛ تكسير قيود العبودية ]. فأنشاء مجتمع يقوم على اساس التكافل والمؤاخاة ،فانتج مجتمع متماسك ، ليعلن بعد ذلك عن وصيه خليفته وهو ( الإمام علي عليه السلام) ، بمباركة جميع المسلمين في غدير خم، لكن اتباع الشيطان كان لهم رأي آخر، أثروا في نفوس الناس لإزالة طريق الصحيح وتزيف الحقائق ، لينقلبوا على وصية رسول الله (ص)، معلنين تمردهم على الشرعية ، فدمر المجتمع وخربت البلاد، وعادت الناس إلى زمن الجاهلية الاولى بما صنعت ايديهم .
في ٦١هجري انتفض الإمام الحسين عليه السلام، معلن ثورته ضد الفساد واهله، مكون حشد من خيرة الناس ، الذين اعطاهم الله كرم الاستشهاد مع الامام الحسين عليه السلام.
معلن عن التضحية من أجل الدين والمجتمع، حتى لا يبقى للفساد حرية في الساحة، فقال ان كان دين محمد لا يستقيم إلا بقاتلي فيا سيوف خذيني، بهذا الشعار هز عروش الطغاة والفاسدين ،وغلب الطاولة على رؤاسهم فما كان لهم الا مواجهة ميدانين بتحشيد جيش من جهلة الناس وعبيد الدرهم والدينا ،فحدث ما حدث ،نعم الحسين عليه السلام لم ينتصر عسكريا ،لكن انتصر عالميا ،فانتج لنا اجيال مستعدة للتضحية مستبشرة بالشهادة ، تدعوا وتتسابق من اجلها ، جيل من بعد جيل يسلم الراية ويستمر المشروع المناهض الخط الشيطان ، فيجتمع الاخيار في قافلة وحزب يحبه الله ورسوله وهو "حزب آلله الغالب " ، ذلك يمثل خط السراط المستقيم وقائد هذا الخط (علي ابن ابي طالب عليه السلام ) ، وديمومته كانت من دماء الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته.
فقرر الإمام انشاء قاعدة تسير عليها الأحرار وهي ( هيهات منا الذلة)، هذا الشعار اسس مجتمع مقاوم، ان رفع هذا الشعار لم يقف بوجه احدا مهما كان يمتلك من اسلحة وامكانيات.
هذا الشعار يجعل القلوب دروع لا تخترق، ونفوس لا تباع ولا تشترى.
وما نشاهده اليوم رغم تطور الاستكبار العالمي، وما يمتلكه من ترسانة نووية وعسكرية وإعلامية وجيوش ليس لها حصر من العملاء والمرتزقة ،لكنهم الا الان لا يستطيعون كسر ارادة امة سارة على نهج امامها الحسين عليه السلام،
وترتعب وتصبح ترساناتها وجيشها بلا فائدة حين يطلق شعب الحسين عليه السلام الثائر شعار هيهات منا الذلة، حتى نشاهد كيف يكسر العدوا فيصبح هباء منثورا.
اليوم نواجه حرب من نوع اخر وهي حرب غسل الأدمغة الشباب الناشئ ، لا خوف على شباب الحسين عليه السلام لكن يجب أن لا تتهاون في الرد او المواجهة مع هذا النوع من الحروب.
الحسين عليه السلام حررنا ورسم لنا طريق الحياة ،وما علينا الا الاتباع والتمسك به ،اذا اردنا ان نبقى اعزاء شامخين في الدنيا والآخرة فعلينا بتباع مبادئ ثورة الإمام الحسين عليه السلام...