[ وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ] الصيف وما ادراك ماصيف وخاصة جنوب العراق الذي تصل الحرارة فيه فوق 50 درجة مئوية ، مع ارتفاع الرطوبة الشديدة . محل الشاهد : ان في هذه الدنيا كل شيء فيه عبر من اختلاف الليل والنهار ، وتقلب الزمان من وصف الى وصف و تحوله من حال الى حال ما يجعل ذوي البصائر النيرة والعقول النافذة في نظر والتفكر واعتبار وتدبر في عظمة الباري وسعة سلطانه ونفوذ مشيئته وعموم علمه وقدرته و شمول ملكه ، والكلام في وصف القدرة الإلهية لا ينتهي ابدا بل يعجز قلم من مثلنا ان يخط بدافع الإحصاء او التعدد . محل الشاهد : فعلى الانسان في شدة هذا الحر ان يتذكر ويكون في عبادة افضل من الجزع المؤدي احيانا الى الأفعال و الاقوال يخالف فيها النهج الصحيح ، النتيجة يجب ان نعلم أن الارض تعج بالمعاصي العباد المخالفة لنهج الله تبارك وتعالى ورسولة واله صلوات الله عليهم اجمعين ، و انتشار الظلم بكافة انواعه واصنافه ، وكثر الهرج والمرج ، واستهين بالدماء واستبيحت الاعراض ، وكثر الفساد بكافة أنواعها واصنافه . فعلى الخلق أن يعودوا الى الله وان يتوبوا وان يستغفروا ، ليكشف الله عنا هذه الغمة عن هذه الامة ... بما في ذلك شدة حرار الصيف والامراض وغير ذلك الكثير ، كل ذلك رسائل تنويه وتذكير ، واختبار ، وعلى الحكيم ان تكفيه الاشارة . واود بهذه المناسبة ان اذكر الجميع ، بقصة قوم شعيب ، وكيف الله ارسل اليهم سموما من جهنم فطاف بهم سبعة أيام حتى انضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الابار والعيون ، فخرجوا من منازلهم هاربين والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فغشيتهم ، وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت ارجلهم حتى تساقط لحوم أرجلهم ثم نشأت لهم ظلة كالسحاب السوداء فلما رأوها ظلة كالسحاب السوداء ، ابتدورها يستغيثون بظلها ، فوجدوا لها بردا ولذة حتى كانوا جميعا تحتها أطبقت عليهم وأمطرت عليهم نارا فهلكوا ونجى الله شعيبا والذين امنوا معه . ان نجاة من كل شدة وبلاء هي الالتجاء والرجوع الى الله تبارك وتعالى . نسال الله الهداية للجميع .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha