حسين فائق آل عبد الرسول ||
نحن المسلمون نقر ونعترف تمام الاعتراف بوجود رحمة الله ونعمه المتوالية ، وآلاءه المتتالية ، في كل يوم ١٠ مرات على اقل تقدير بحمده جل وعلى كونه رب العالمين والرب هو المتةلي لامر مربوبيه ، لذا فحري بالمتأمل ان يعيد النظر ان كانا شاكرا وحامدا في قوله وعمله ام في احدهما دون الآخر ، نعم فالحامدون كثر ، لكن العاملون ثلة قليلة ، عاملون منهم الخجل الضعيف ومنهم القوي الذي لاتأخذه في الله لومة لائم ، كل تلك النعم التي ينزلها العلي الاعلى ، لم تكن لتتم لو لا نعمة الولاية العلوية في غدير خم وتلك الواقعة التي خاطب بها الله تعالى رسوله الكريم بشدة وحزم بعدما نزلت آيات وآيات ترفع من حزن الرسول وتشد من أزره ، بل ان من الايات التي نصت على عدم الشقاء والعناء والتعب فالتبليغ والانذار للقوم مع الترغيب هي طريق الرسالة وسبيلها ، الا في آية الولاية حيث قال الباري عز وجل ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته ) أي هنا عليك القول والجهر والتبليغ بكل ما اوتيت من قوة فغاية الامر ونهايته هنا ، ونتيجة الدين واكماله هنا ، فلا بد من وزير بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا بد من وجود شخص يتسلم الامانة ويحفظ الرسالة ويكمل المسير في التبليغ والتذكير ...
فوقع الاختيار على المولى علي ابن ابي طالب ؛ ذلك الشخص الذي لا يعرفه الا الله ورسوله ، ليكون باب علم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فمنه تفتحت مئات العلوم ومن نهجه كانت اليلاغة العظمى والبيان البديع ، بكلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق . الا تستحق هذه النعمة الشكر والحمد والثناء لله تعالى ، شكرا وحمدا وثناء مقترن بالعمل والحرص والنية الصادقة والاهداف الواضحة ، بعيدا عن الرياء والمصالح الضيقة التي قد تجر البلاد والعباد الى ما لايحمد عقباه ... لنخلص للمولى ونعمل بوصيته ، فإن فعلنا ذلك فنحن من الناجين ان شاء الله