زينب العياني.||
بدأ الصراع بين الحق والباطل منذ أن ألقى إبليس فتنته بين قابيل وهابيل، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا والله يبعث في كُلّ أُمّةٍ نذيرًا من ضلال الشيطان وإغوائه للنّجاة من عذابِ السّعير، مُبشّرًا برحمة الله وجناتِ النّعيم..
رغم النور الساطع في دعوة الله المُقدّسة وعزّة من يحملها، إلا أنّ الكثرة اختاروا طريق الشيّطان، فأصبحوا كالأنعام بل هم أضلّ..
في هذه الأيام نحن مُقبلون على عيد إكمال دين اللّه :قال تعالى ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾ دعونا نتأمل هذه الآية كلمة كلمة:
نزلت هذه الآية البليغة نزلت في يوم الغدير المُوافق /1441 - 18-ذي الحجّة، عندما دعى الرسول (ص وآله) الناس للاجتماع بغدير خم، حينها خطب صلوات الله عليه وآله، بالناس خطبة بليغة وكرّر وصيته بحثّهم على الثّقلين، ثم ختم خطبته قائلًا :ياأيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلا يارسول الله، ثم رفع بيد الإمام علي - عليه السلام - إلى الأعلى فقال : هذا مولى من أنا مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .. هذا كان بلاغ رسول الله صلوات الله عليه وآله، الذي لو لم يفعله لما بُلِّغت رسالته!!
نعود للحديث عن الآية ﴿أكملت لكم دينكم﴾ أي دين يُحدثنا الله عنه؟
دين اللّه الإسلام، ملّة سيّدنا محمد صلوات الله عليه وآله، الذي جعل له الله أركانًا خمسة عامودها الشهادة لله ولرسوله، الصلاة، الصّيام ، الزكاة، الحج،
الّتي إن أدّيناها كُلّها على أحسن وجه، لن يكتمل ديننا إلّا مع المُوالاة للإمام علي - عليه السلام ، فإن أعرضنا عن ذلك فكأنما فرّطنا في أحد أركان الإسلام، حينها تُصبح أعمالنا كلُّها هباءً منثورا والعياذ بالله..
﴿أتممت عليكم نعمتي﴾ نعم الله تعالى على البشرية عامة لاتُحصى ولكنها علينا كأمُّة محمد (ص وآله) جسيمة ومُضاعفة عن بقية الأمم، أوّلها منّ علينا بنعمة الإسلام، وبعث فينا خير خلقه أعلاهم درجة وأشرفهم منزلة وأكثرهم شفاعة : محمد عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم ، أنزل علينا : القُرآن تذكرةً لمن يخشى وتنزيلًا ممن خلق الأرض والسماواتِ العُلى، بعد كل هذه النعم، لم يرى الله تعالى أن نعمته تمت علينا فأتمّها بولاية أمير المؤمنين - صلواتُ الله عليه.
﴿ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾ بعد شهادتنا بإن لا إله إلاّ الله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله ليُبدّد الظلمات بهدى الله وسراجٍ منير، وإقامتنا للفرائض والسُّنن، لم يرضى لنا الإسلام دينًا، فهو جل شأنه يعلم أن بعد وفاة رسوله ستعود أمة : محمد (ص وآله)على ماكانت عليه من التّيه والضلال قبل الإسلام، كما كان حال الأُمم السابقة الذين ما إن تفقد نبيًّا لها ترتدّ على عقِبها، ولكي لايطفأ نور الله، وأن لايكون للناس حُجّةً على اللَّه بعد الرُّسل، جعل سبحانه وتعالى دعوته ورسالته مُمتدّة إلى يوم القيامة،بتولّي العترة الطاهرة، بدايةً بموالاة سيد الوصييّن إمام المُتّقين من حبه إيمان وبغضه نفاق، من أطاعه فقد أطاع الله ورسوله، الإمام علي (ع)،
بعد كل هذا التعظيم من الإله العظيم والنبي الأمين منقـذ الأمة، هل لمسلمٍ عرف الله ورسوله أن يعترض على ولاية هذا الرجل الرّبّانيّ؟.
فمن رفض توليه وتَولِّي سبطيه وذراريهم ، فقد حلّت عليه لعنة الله وسخطه وخذلانه، وهذه حقيقة لاريب فيها، فحال بني أمّية منذ أن خذلوه وهو حي يُرزق إلى الآن وحال خلائفهم آل سلول وكل المذهب الوهّابي الدخيل على الإسلام باعتقاداته اليهوديّة الواهية، وهو مُهان ضعيف يُعاني الذل والعبودية .. ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلًا .
أخيرًا الولاية للأمام علي (ع) ليست مجرد كلمة تُقال بل هي اعتقادات وأعمال تُصاغ بدم الأجساد..!
وختامًا صلى الله وسلم على أهل الكساء وعلى العترة الطاهرة من يومنا هذا إلى يوم يُبعثون.
والحمدلله رب العالمين..