[ فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَ نِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ] يوم المباهلة : مفهوماً ما هو المعروف نزول هذه الآية، بمعنى الملاعنة بين الشخصين، ولذا يجتمع أفراد للحوار حول مسألة دينية مهمّة في مكان واحد ويتضرعون الله أن يفضح الكاذب ويعاقبه. أجمع المفسرون من الفريقين على أنها نزلت في وفد نصارى نجران لمّا حاجّوا رسول الله (ص) في عيسى (ع) بأنّه أحد الأقانيم الثلاثة، وقالوا له (ص): هل رأيت ولداً من غير ذكر، فنزلت: "إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم..." فقرأها عليهم، فلمّا أصروا على عنادهم دعاهم رسول الله (ص) إلى المباهلة، فاستنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا كان الغد جاء النّبي (ص) آخذاً بيدي علي بن أبي طالب (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) بين يديه يمشيان وفاطمة (ع) تمشي خلفه، فأحجم النصارى، وامتنعوا عن المباهلة، ولم يقدم سيّدهم على المباهلة، قائلاً: إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة، وأنا أخاف أن يكون صادقاً. وقال للنبي (ص): يا أبا القاسم ! إنّا لا نباهلك، ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول الله (ص). محل الشاهد : قلنا في مقالات سابقة ان يوم المباهلة ، يوم لتأسيس منظمة الأسوة الحسنة ، التي فصلنا القول فيها سلفا ، ولكن نحن ننظر الى الموضوع من جانب اخر : ان رسول الله ( ص ) ، اراد ان يؤسس الى الامة الاسلامية ، وبني اسرائيل امرا مهما جدا : فأما المسلمين : فأراد ان يبين لهم ، المنزلة العظيمة لأشخاص الذين اختارهم الرسول ( ص ) ، وان ما حمل من صفات هي عندهم بأمر الله تبارك وتعالى ، وان اختيارهم انما هو اختيار الله تبارك وتعالى ، لانه الرسول كل أقواله وأفعاله هي بأمر الله جل جلاله ، وان الاختيار ليس جزافا او قضية معرفة ونسب ، ثم كان المراد اكثر من ذلك اعلام عن القائد الحقيقي ، وعبارة ( انفسنا ) ، فيها معاني وابحاث كثيرة اوضحها ان الامام علي بن ابي طالب ( ع ) ، يمتلك الصفات والمؤهلات التي تساعد و تؤهل لحمل القيادة بعد رسول الله ( ص ) ، وهذا الاختيار كان امرا رباني بحت بهذه الدلالة وغيرها من الدلالات التي تطرقنا لها بمناسبات اخرى . وان سيرة القيادة الالهية بهذا النسب و الحسب وهو امر الالهي ، وغير ذلك من الامور نتركها الى وقت اخر . اما الى بني اسرائيل : فكانت رسالة واضحة لهم ان هذا الخط هو الخط الذي الحق الذي سيواجهكم وسيقف بوجهكم وان الخط الالهي الذي عليكم ان فكرتم بالهداية ان تهتدوا به ، وانه الخط الحق الذي لن يموت ولن يزول لانه بأمر الواحد القهار . على اسرائيل ان تعرف انها لن تدوم وان اهل الحق بقيادة امامهم الحجة بن الحسن المهدي ( ع ) ، لن يبقوا شرهم مهما طال الزمن و تغيرت خارطة المكان .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha