عباس كاطع الموسوي||
ان الحديث عن ابي الفضل العباس عليه السلام حديثا ياخذ بالكاتب الى مديات واسعه ورحبة ومذهلة لانه يرتبط بامرين اولا كيفية وصيرورة ولادته كونه مناط به دورا كبيرا في واقعة ستغير مجرى التاريخ وهنا اتحدث عن امير المؤمنين والذي كان يعلم علم اليقين بمسار الاحداث وفاجعة كربلاء.
لذلك تقول الروايه أن علي أمير المؤمنين طلب من أخيه الاكبر عقيل ابن أبي طالب لكونه ضليع بالانساب أن يجد امرأة تلد له ولد يكون عونا لولده الحسين يوم كربلاء ونحن نعرف أن عليا باب مدينة العلم والرسول يقول قسم العلم عشرة أصناف تسعه منهن لعلي والباقي للباقين فهل من المعقول أن لا يعرف عليا ام البنين.
ولكن أراد أمير المؤمنين أن يعلمنا أن أهل الاختصاص أولى بالسؤال باعتبار أن عقيل من كبار النسابه عند العرب والرأي الثاني ان أمير المؤمنين تكلم مع عقيل بالإشارة وهي تعني تلميح لعقيل باختيار ام البنين ولأن عقيل من كبار النسابه ويعرف بطون العرب فخطب عقيل من ابها ام البنين التي كانت تحدث امها أن رأيت حلما أن شهاب نزل في حضني وتبعه أربعة أقمار فكان زواج أمير المؤمنين من ام البنين مصداق لهذه الرؤية المباركة.
لقد تزوج أمير المؤمنين ام البنين وهي عمرها عشرين وكان اسمها فاطمة وان ام البنين هي الزوجه الرابعه لأمير المؤمنين والثانيه أمامه بنت اخت فاطمه الزهراء استجابه لوصية الزهراء سلام الله عليها والثالثه ام محمد بن الحنفيه والرابعه ام البنين وعند زواجها منعت من في البيت أن يسمى باسمها حبا وعطفا بالحسنين والعقلية زينب في يتذكرا امهم الزهراء فيتجدد أحزانهم وكانت مضرب مثال المرأة الصالحة المؤمنة المتقية وفي أحد الأيام كانت أم البنين حاملة العباس وهو طفل فاوما العباس بيديه فبكى الأمير فسألته ام البنين عن سبب بكائه فقص عليها مايحدث للعباس من قطع هذين الكفين.
وثانيا الدور الذي اضطلع فيه ابي الفضل في كربلاء فهو حامي حرم رسول الله نساء واطفالا فكان الراعي الاول لهم في حلهم وترحالهم حتى سمي ولقب حامي الضعينة وان للعباس كان يمتلك المؤهلات لهذه المهمة فهو وليد اسد شهدت له المعارك التي خاضها رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.
أنه بطل وشجاع حتى قيل في الأثر الخالد أن أشجع أصحاب أمير المؤمنين مالك بن الاشتر تحدث عن شجاعة ابي الفضل العباس عليه السلام فيقول لم أرى الخوف في حياتي حتى قيل عن مالك اذا دخل غابه في ليلة ظلماء وداس على صغار لبوة وهي تحتضن صغارها مادخل قلبه الخوف منها ولكنه يتحدث ان الخوف اعتراني وانا اخاطب أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما أعطى حراسة الكنطرة لأبي الفضل في حرب الخوارج ان ابي الفضل صبي قد لا يقدر على حراسة الكنطرة يقول عن نفسه فرمقني ابي الفضل نظرة عند ذاك اعتراني الخوف والرهبة.
إضافة لهاتين الصفتين كان عالما من علماء أهل البيت وقد أخذ من أبيه علم جما بل له من العصمة المكتسبة ما يشار إليها وفقيها عابدا وله إثر للسجود وفي الزيارة نقول وبقتلك انتهكت حرمة الإسلام وناتي إلى الزيارات اشهد لك بالتسليم والتصديق للخلف النبي المرسل والسبط المنتجب وما كان يخرج من المعصوم كان العباس يسلم له باعتباره يعرف منزلة المعصوم وابي الفضل العباس كان مسلما ومتيقنا ومصدقا للمعصوم وهذه مشكلة واجهت الامه الاسلاميه أمام تصديق وتسليم للإمام المعصوم.
كان العباس قد ضرب مثلا أعلى بالوفاء لأخيه الحسين حتى أنه لم يشرب قطرة ماء طالما الحسين لم يشربه حتى قيل أن العباس ذاب في الحسين ولذلك نرى في الزيارة السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وأصحاب الحسين ولم يذكر العباس وذلك لأن الحسين نفس العباس وحتى ان ابي الفضل العباس عليه السلام عندما سقط وجاء اليه الحسين واراد أن يضعه في حجره ثلاث مرات يرفض ذلك متسائلا الحسين لماذا تفعل ذلك فأجابه الان انا في حجرك فمن يضع حجرك عند موتك وكان العباس صلب في إيمانه وكانت اراجيزه في كربلاء أشهر من علم.
وننتقل لقضيه أخرى وهي أن التاريخ طعن بالعباس حيث يذهب الطبري إلى أن العباس جمع إخوته طالبا أن يتقدموا وكان طامعا في ميراثهم وهذه من مهازل التاريخ والعباس له من الأولاد القاسم ومحمد استشهد أحدهم حيث سقط 34 من أهل البيت بقى العباس والقاسم والرضيع فجأء العباس طالبا البراز ولكن الحسين رفض قائلا عند استشهادك يتفرق جيشي باعتبار أن العباس كان جيشا لوحده ولكن طلب منه أن يأتي بالماء للأطفال فتقدم العباس طالبا من الجيش ماء للأطفال ولكنهم رفضوا فأراد أن يرجع ولكنه سمع الأطفال ينادونه العطش العطش وكان على شاطئ الفرات موزع عليه أربعة آلاف.
ولكن العباس كشف عن قسم من النهر واراد أن يملئ القربه لامست يده الماء فاحس ببردة الماء فارتجز ارجوزته المعروفه ولكن أحاطت به مجموعه كبيره فهذا يضربه وهذا يرميه بحجر وكان يقاتلهم قتال الابطال ولكن أحدهم وثب اليه من وراء حجاب فطع يمينه فاختضن اللواء بيسراه و ضربه آخر وقطع يساره واخر ضرب القربه وسقط محتضنا اللواء بجسده وراسه وضربه آخر بعمود على رأسه.
وكانت لحضاته الاخيره مع الحسين ضرب من الاخوة والحب العباسي لأخيه الحسين طالبا منه أن يضع فمه على فمه وفارق حياته وهو يترك لنا لوحة من الوفاء والحب والالق العباسي الذي ما حكى لنا التاريخ هذه الصورة فخلد خلودا تتناقله الأجيال جيل بعد جيل ويكفي ان الإمام الحسين عليه قال بعد استشهاده الان أنكسر ظهري وقلت حيلتي.
سلام عليك ابي الفضل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا واجزم ان كلماتي هذه هي غيض من فيض لبحر جودك وشجاعتك ووفائك واخلاصك لاخيك الامام الحسين وقضية كربلاء ثورة وشخوصا خلدت بالتاريخ اللهم ارزقنا شفاعة العباس يوم الورود.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha