عندما تتفحص التأريخ يمين و يسار سواء كان الوارد من الصديق او العدو لا تجد شيء عن الشخصية العمومية او الخاصة عن الامام القاسم ( ع ) ، الا ماندر ، و الشيء البسيط جدا الذي ذكروه في واقعة الطف . بل وفي واقعة الطف انصب جهد الراوي بذكر مقتله ، و عرسه ، ذلك العرس الذي اصبح الصفة الملازمة و البارزة مع هذه الشخصية العظيمة ، رغم اننا مع الذين يرون عدم تحقق امر العرس في واقعة الطف و نرى هذا المورد غير صحيح سواء كان على المستوى الشكلي او على المستوى الحقيقي ، فهو مخالف اصلا لحكم العقل والسيرة العامة لموقف القادة في مثل هكذا مواقف ، اضف ان اول من اورد قضية زواج الامام القاسم ( ع ) ، هو الملة الكاشفي في كتابه روضة الشهداء في الصفحة ٤٠٠ وكانت لغة الكتاب الفارسية ، والمتوفى سنة ٩١٠ هجري ، ولم تكن قبل ذلك للحادثة ذكرا . اضف ان بنات الامام الحسين ( ع ) ، هن ( فاطمة الكبرى ، فاطمة العليلة ، رقية ، امنة وهي المسمى سكينة ) ، وعند تتبع سيرة بنات الامام الحسين ( ع ) نجد ان السيدة فاطمة الكبرى متزوجة من الحسن المثنى ، و السيدة رقية عمرها كان خمس سنوات ، و السيدة فاطمة العليلة بقت في المدينة و السيدة امنة الملقبة سكينة لم تتزوج فكيف اذن تحقق ذلك الزواج ؟!! . محل الشاهد : مان ما وردنا عبر التأريخ عن حياة الامام القاسم ( ع ) قليل جدا جدا لا يتناسب مع شخصية الامام القاسم ( ع ) ، و سنتعرض لنصين فقط . محل الشاهد : هناك نصين يمكن من خلالهما ان نكتشف عظمة وعمق دور شخصية الامام القاسم في المجتمع و مساندة الحق وكم اخفى عنا التأريخ من المواقف الطيبة لتلك الشخصة حتى استحقت ماهو موجود بتلك النصوص التالية : ▪︎ النص الاول : اجابة القاسم ( ع ) على سؤال عمه الامام الحسين ( ع ) ، عندما سأله كيف تجد الموت ؟ ، فأجاب : احلى من العسل . نجد هذه الاجابة كفيلة ان توضح لنا عمق اليقين الذاتي بشخصيته اتجاه التسليم المطلق الامر الالهي من جهة ومن جهة اخرى حبه وذوبانه بمنهج الحق الذي ينتهجه الامام الحسين ( ع ) ، وان ماسار عليه امام زمانه هو الحق الذي لا نقاش فيه وهذه الكلمة في حد ذاتها يراد فيها بحثا مفصلا لإعطاء حقها الحقيقي وشخصيتها المباركة . ▪︎ النص الثاني : المكتبوب في العوذة التي كانت وديعة الامام الحسن ( ع ) لابن القاسم ( ع ) ، و التي امره بفتحها اذا اصابه ألم وهم و التي تذكرها القاسم ( ع ) بأن أباه قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن، و قال له: إذا أصابك ألم وهمّ فعليك بحلّ العوذة و قراءتها، فافهم معناها و اعمل بكلِّ ما تراه مكتوباً فيها، فقال القاسم لنفسه: مضى سنون عليَّ ولم يصبني مثل هذا الألم، فحلَّ العوذة و فضَّها ونظر إلى كتابتها، وإذا فيها: يا ولدي يا قاسم، أوصيك أنك إذا رأيت عمَّك الحسين (ع) في كربلاء وقد أحاطت به الأعداء فلا تترك البراز و الجهاد لأعداء الله و أعداء رسوله، و لا تبخل عليه بروحك، و كلَّما نهاك عن البراز عاوده ليأذن لك في البراز، لتحظى في السعادة الأبدية . هذا النص يكشف لنا جانب اخر لشخصية الامام القاسم ( ع ) ، ان الذي يجب ان يقوم بمهمة الوصية لابد كان معدا أعدادا متكاملا يستطيع من خلاله القيام بكافة امور الوصية ، فالوصية تكشف ان الامام الحسن ( ع ) قد اعده الامام القاسم ( ع ) اعداد الفارس المقاتل الكرار لا فرار و الا ماكلفه بالقتال ، و الوصية تكشف ايضا ان الامام الحسن ( ع ) ، اعده القاسم ( ع ) ، أعدادا عقائدي حتى اثبت له صحة عقيدة و منهج الذي يسير به مع عمه الامام الحسين ( ع ) ، و الا ما أوصاه بأن يبذل الروح ، والكلام يراد به بحثا و بحثا حتى نعطي للموضوع والشخصية حقها . محل الشاهد : من النصين السابقين نكتشف هناك كثير من الامور التي غيبها التاريخ عن القيمة الحقيقية لشخصية الامام القاسم ( ع ) الذاتية و المجتمعية الذي جعلته البطل بماجاء بالنصين السابقين، وان النصوص التي تعرضنا لها ، كشفت لنا عن الشخصية التي كان لها الاثر المجتمعي و الأثر الواقعي في مسيرة الامة والرسالة الاسلامية ، حتى وفقت ان تكون من ابطال يوم الطف على الشباب الامة : التعلم من القاسم ( ع ) ، كيف يختاروا الطريق الذي يستحق ان يضحوا بأنفسهم اتجاه ، و ان يكونوا بفترة شبابهم مطعين لامر الله تبارك وتعالى و للرجال الحق المواكبين لطريق الحق . نسال الله حفظ الاسلام واهله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha