عباس كاطع الموسوي ||
ان الحديث عن قتلة الإمام الحسين عليه السلام وشهداء الطف، يستلزم منا اولا الرجوع الى القران، الم يذكر، ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )، فهل يعقل ان موبقة كبيرة وجريمة مثل كربلاء اهتز لها العرش، لم يحصيها، وقد اشار اليها ضمنا، ولو بالاشارة جل وعلا من الاية الكريمه، ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) ونحن نعرف، ان حادثة السقيفة هي الانقلاب الحقيقي في مسار الاسلام، حيث ان المشتركين المتامرين في السقيفة هم اول من اسس كربلاء، والمهندس الاول لها عمر ابن الخطاب وهوالذي ارسى اعمدة كربلاء في السقيفة، ولا يقتصر القتله على اهل السقيفة، بل يمتد الى جهات اخرى، وان الدراية بالصراعات التي كانت سائدة في ذلك الزمن، يجعلنا ان نوسع دائرة القتله، حتى نشمل من قتلته من بني هاشم ايضا، الذين توانوا وتخاذلوا عن نصرته حسدا او بغضنا، وهذا الاتهام ياتي دورة مع اتساع الدائرة، مع اخذ بنظر الاعتبار اختلاف المسوولية في القتل، وتدرجها، وخاصة ان القوى المتصارعه من التعدديه، بحيث اي جهة تاخذها وتلقي الضوء على مسوؤلتها في الدم المراق، تجد لها دور في دم كربلاء، كذلك لا يمكن ان يكونوا القتله، انحصروا في ذلك التاريخ، خاصة ان القول ان كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، تجعلك امام مشهد فيه القتلة، تتسع دائرتهم، حتى يتكرر دورهم في اي زمان ومكان، لذلك نجد ان قضية كربلاء تجددت في هذا الزمان، عندما تجد القتلة لمحبي الإمام الحسين عليه السلام يدافعون عن يزيد، ويبررون فعلته، كما تجد ان محبي الحسين يدفعون ثمن هذا الحب دما وحياة غاليه وقهر وظلم وبؤس ٠
ويبقى السؤال، من قتل الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، هل هو الجيش الاموي تحت امرة عمربن سعد وشمر بن ابي الجوشن ، ام القاتل هو الامر بالقتل عبيدالله بن زياد ،او امره يزيد بن معاوية ٠وهنا يطرح سؤال، من مكن يزيد بهذه الجريمه الشنعاء ،التي اهتزت لها ملكوت الأرض والسماء ،اليس ابيه معاوية بن ابي سفيان هو الممهد لخلافة ولده، وتمكينه من رقاب المسلمين في كل ارجاء الدولة الاسلاميه، وهو يعلم ان ولده لا يصلح لها، لكن الصراع التاريخي بين بني اميه وبني هاشم جعله اسير لهذا الصراع، نعم ان معاوية حلقة متصله في سلسلة قتلة الامام الحسين عليه السلام، وهي حلقه لن تنتهي في بني أمية بل تمتد افقا وطولا وماضيا وحاضرا ومسقبلا، لكننا في هذا الاستدراك ناخذ الامور بتسلسها العمودي عمقا في التاريخ، فنقول، من مكن معاويه على التسلط على الشام؟ ، اليس الخلفاء الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان قد مكنوا ال أمية على الشام اولا بعد ان ولوا يزيد بن ابي سفيان اخ معاويه على الشام، ثم بعد وفاته اجازوا الإمارة لمعاويه الذي بسط سلطانه في الشام وحارب أمير المؤمنين علي عليه السلام في صفين، حتى ان خلافة الإمام علي بن أبي طالب لم تستمر اكثر من اربع سنوات واشهر، وانشغل في حروب ثلاثه، كانت حصة لقريش منها في واقعة الجمل، وبذلك ان اضعاف خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام، هي تمهيد اولي لواقعة الطف، وبذلك فان قريش أشتركت في قتل الحسين.
اذن الان تعدد القتلة من الخلفاء الثلاثة، وال أمية ثم قريش، والتي كان لها دور كبير في الصراع مع نهج امير المؤمنين علي عليه السلام، وهذا الدور لقريش ظهر جليا في السقيفه وكانه تصفية حساب منهم معه لدوره في قتل كبار رجالهم في معارك الرسول من بدر واحد والخندق وحتى فتح مكةوجاء اليوم الذي يدفع فيه الحساب فكان نصرتهم للفريق المنقلب هو بداية الاشتراك في قتل الإمام الحسين في الطف وان السقيفة هوالمكان الاول في التخطيط لقتل الإمام الحسين عليه السلام، لكن هؤلاء القتلة او المتهمين بالقتل متعددي الادوار ومختلفي المسؤوليه، وانا عندي لا يختلف عندي المسبب او المشارك او القاتل نفسه، ولن ننسى دور اليهود والنصارى في التخطيط لعداء هذه الثلة الطيبه، خاصة ان أمير المؤمنين علي عليه السلام قد لقنهم دروس في دك معقلها وتدميرها، وقتل جنودها والسيطرة على مدنهم، وما غزوة خيبر الا دليل على هذا الاستطراد، فهم يضمرون حقدا دفينا، اخرجوه بمساندة كل من اعلن العداء لاهل البيت.
ان كربلاء اشتركت في دمائها كل من الانصار الذين اشتركوا في السقيفة ومكنوا المنقلبين على السيطرة على مقاليد الحكم، والرسول لا زال مسجى جثمانه الطاهر، وان كربلاء اشترك بها اليهود والنصارى في دعمهم للفريق المنقلب، وكذلك اشترك بها من بني هاشم الذين خذلوا الامام الحسين عليه السلام، وخاصة بني العباس الا عبدالله بن عباس الذي ذهب بصره لكنه اشكل على الإمام الحسين عليه السلام اخراج النساء معه وكانت اجابته شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا لكن بني العباس استثمروا قتل الامام الحسين عليه السلام في الوصول الى الخلافة، وان شعارهم ياثارات الحسين، خدعوا به اغلب الناس وعندما تسيدوا نكلوا باهل البيت وائمتهم اشد تنكيلا، حتى ان جرائمهم في مناصري اهل البيت اشد فتكا من بني امية.
ان قتلة ثورة الإمام الحسين عليه السلام لم يقتصروا على مكان وزمان بل ان امتدادته تمتد الان حيث نجد قتلته من الذين حملوا مذهب ابن تيميه ومناصري المنحرف محمد عبد الوهاب الذين برر ليزيد فعلته في قتل الامام الحسين الذي في نظره خرج على الخليفه المفترض الطاعه. ان من يناصر السلطه الغاشمه ويفسد في الارض ومن يرفع شعاراته زورا وبهتانا هو قاتل للحسين، ومن يسرق قوت الفقراء هو قاتل للحسين، لان الحسين اصبح رمز للمظلومية ونصرة المستضعفين في الارض.
واخيرا ان من قتلة الامام الحسين عليه السلام، من جعلوا ثورته العظيمة سخرية بتصرفاتهم الحمقى، والتي ما انزل بها من سلطان، ولا اريد ان اعددها وابينها، فالكل يعرفها، ان هذه التصرفات تسيئ لثورة الإمام الحسين، وتجعلها خالية من المضمون الذي حملته، والتي يبقى خالدا في حركة الثوار، ومقارعتهم للطغاة، ولا يستبعد ان اعداء هذه الثورة قد ادخلوا هذه التصرفات في شعائر الامام الحسين، حتى يفرغوا من محتوى ومضمون وهدف هذه الثورة، خاصة انها وفدتنا من الخارج بزمن لا يزيد على القرن، وهي مماراسات موكدة وافدة، ولعل هدفها ما أشرت.
https://telegram.me/buratha