عــمّار الـــولائيّ||
🔰أولاً : مولى الكوفة
عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في رواية طويلة الى أن يقول فيها: ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا ، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم ، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة… (1)
و عن جابر قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : متى يكون هذا الأمر ؟ فقال : " أنى يكون ذلك - يا جابر - ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة. (2)
و عن جابر قلت لأبي جعفر (عليه السلام )متى يكون هذا الأمر ؟ فقال أنّى يكون ذلك يا جابر ولمّا يكثر القتل بين الحيرة والكوفة. وفي غيبة النعماني بسنده عن الباقر (عليه السلام )لا يظهر القائم إلى أن قال ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء.(3)
◼️ خروج رجل: الخروج أينما وجدناه في روايات الظهور يُقصَد منهُ الخروج العسكري ، وهنا يعني به التصدي للسفياني عسكرياً بعد سقوط حكومة الزوراء وقتل أمير جيش السفياني (٣٠٠) من قادة الحكم واقتراب جيش السفياني من النجف الأشرف.
◼️( المَوَالي ) : جَمْعُ مَوْلىً . والمولى له معانٍ كثيرةٌ ، منها : السيّد من ذرية رسول اللّه ، ومن تولّى أمرا أو قام به ، وغلب على ذرية العجم لفظ الموالى ، يقال فلان من العرب وفلان من المَوَالي
◼️ضُعفاء : أي المستضعفون .. روى العياشي في تفسير البرهان ج3 ص 219 عن علي بن الحسين عليهما السلام قال والذي بعث محمدا ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بالحق بشيرا ونذيرا إن الأبرار من أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته وإنَّ عدونا وأشياعه بمنزلة فرعون وأشياعه
◼️الحيرة : إحدى نواحي النجف الأشرف، و تسمى بهذا الاسم حسب موقع المدينة التأريخية المعروفة باسم الحيرة التي كانت عاصمة لمملكة المناذرة قبل الفتح الإسلامي للعراق، وتقع بالقرب من الكوفة تمتد الناحية من مطار النجف الدولي إلى ناحية الحرية.
يظهر أنّه إبّان اجتياح جيش السفياني للعراق وسقوط حكومة المدينة الملعونة أو البقعة الخبيثة كما تصفها الروايات الشريفة (المنطقة الخضراء حاليا) واقتراب جيش السفياني من حدود النجف الأشرف، وقبل أن يصل جيش الخراساني واليماني الى الكوفة ستخرج جماعة مسلحة نجفية للدفاع عن النجف، وعن الحوزة والمراجع الربانيين، و على ما يبدو من دلالات (مولى) اللغوية إنه قد يكون ابناً لأحد المراجع من غير العرب، حيث ان ذلك الرجل يمتلك من الوجاهة والمكانة والرمزية والمؤهلات التي تؤهله لأن يحشّد المؤمنين الموالين المستضعفين من أهل الكوفة للانتفاضة ضد جيش السفياني وقائده المسمى في الروايات ب(صاحب السفياني) (4) وتدور اشتباكات قوية وعنيفة بين الطرفين، لكنّ أمير جيش السفياني يتمكن من القضاء عليه وعلى حركته المقاومِة فيفتك به وبجماعته في المنطقة الواقعة بين ناحية الحيرة وقضاء الكوفة في محافظة النجف الأشرف.
🔰ثانيا: وَلَد الشيخ
عن الإمام الصادق عليه السلام في خبر طويل: لايكون ذلك حتى يخرج خارج من آل أبي سفيان (أي السفياني) يملك تسعة أشهر كحمل المرأة ولا يكون حتى يخرج من وَلَد الشيخ فيسير حتى يُقتل ببطن النجف فوالله كأني أنظر إلى رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلى حائط من حيطان النجف يوم الاثنين ويُستشهد يوم الأربعاء ).
هذه الرواية تتحدث عن (وَلَد الشيخ) الذي سيقاتل السفياني قبل وصول اليماني والخراساني الى الكوفة أيضاً
وواضح من عبارة (وَلَد الشيخ) في أنها لا تشير لشيخ مجهول بل لشيخ معروف بين الناس لدلالة الالف واللام العهدية، وقد يكون هذا الشيخ مجتهداً أو مرجعاً أو قائداً لجماعة صالحة وأحد ابناءه سيقود حركة مسلحة لمقاومة ومجابهة جيش السفياني حيث سيخرج في يوم اثنين ويُستَشهد في يوم أربعاء
1- الغيبة للنعماني ص 289 ، و البحار ج 52 ص 240،
2- الإرشاد، ج ٢، الشيخ المفيد، ص ٣٧٤
3- أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج2 ص ٧٦. وأقول: قتلاهم على سواء أي: متساوون في العدد
4- روى المجلسي في بحاره ج ٥٢ ص ٢١٧، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، ويقول : هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم . أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع ؟ فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي .
5- يُنظَر: الفجر المقدس ( المهدي " ع " ارهاصات اليوم الموعود وأحداث سنة الظهور )، مجتبى السادة، ص ١٢٥ والبحار ج52 ص273 ، وبشارة الإسلام ص211، وسرور أهل الإيمان في علامات صاحب الزمان ص51.
https://telegram.me/buratha