كندي الزهيري||
بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام ) اندلعت عدة ثورات متتالية ضد حكم بني امية، أدت في نهايتها إلى إضعاف حكمهم ومن ثم سقوط على يد بني العباس الذين استغلوا مشاعر المسلمين، فرفعوا شعار(الرضا من آل محمد) مستغلين تعاطف الجماهير الذي انتجه ثورة الإمام الحسين( عليه السلام ) وتأثيره في مشاعر الامة ووجدانها.
وهذا ما تحدثت عنه كتب التأريخ وتداولته بتفصيل الكبير، مثل " ثورة الزبير، ثورة الحرمين، ثورة التوابين، ثورة المختار، ثورة زيد، وغيرها " ، لكن النقطة الأهم هي النقطة المأساوية الصادمة لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام ) نبهت قسما من أوساط الأمة من غفلتها، وهو ما تمثل في إدراك هذه الوسائط أن الخلفاء ليسوا على حق، وأنهم يرتكبون المعاصي والاثام، وأن الامر ليس كما كان شائعا من قبل بأن على الأمة طاعة الخليفة مهما كان يعمل، وأن طاعتهم واجب يجب التمسك به، لقد كانت طاعة الخليفة عقيدة سائدة في المجتمع الإسلامي ، ويعمل بها معظم المسلمين،،معتقدين ان طاعته واجبة، وذلك بعد أن زرع معاوية ذلك في عقول الناس نتيجة الأحاديث الكاذبة التي نشرها على لسان المأجورين والمرتزقة، فغطت على معالم الإسلام واحكامة وشرائعه.
لقد نبه استشهاد الإمام الحسين( عليه السلام ) وما أعقبه من حوادث الأمة إلى حقيقة ما هو فيه، وقد ابقى الإمام السجاد( عليه السلام ) مأساة كربلاء حية في وجدان الأمة فطوال حياة الشريفة التي استمرت أربعون عام ، كان دائم التذكير بما حدث في واقعت الطف؛ مما عزز في نفوس المجتمع أن عصبة الخلافة بقيامها بتلك الجريمة لا يمكن أن تكون متمسكة بالسنة النبوية، لما يعرفه الناس من فضل الإمام الحسين( عليه السلام ) ومكانته وقربه من رسول الله( صل الله عليه و آله ) .
ثم دور الإمام الصادق( عليه السلام ) في زيادة نشر وبيان الأحكام والعقائد الإسلامية التي تشوهت من قبل على يد بني امية.
استطاعة ثورة الإمام الحسين أن يحفظ الإسلام المحمدي الأصيل، ويصنع أمة ترفض الذل والهوان أو الانصياع التعاليم المحرفة التي تصنعها الطغات،
بثورة الحسين( عليه السلام ) استطاعة مدرسة التشيع أن تحفظ الاسلام باحكامه وعقائده وتشريعاته ومفاهيمه، جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا، على الرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة التي واجهها، وسيبقى يواجهها بوسائل واساليب متنوعة، انها معركة طويلة تحتاج إلى استيعاب واع لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام )، تقوم على أساس الفهم والإدراك والوعي والحركية..