كندي الزهيري||
حين وصلت أخبار تحرك الإمام الحسين(عليه السلام ) نحول الكوفة ، شعر يزيد بخطورة الموقف، فاقدم على عزل(نعمان ابن بشير ) عن ولاية الكوفة، وعين مكانه(عبيد الله إبن زياد) المعروف بحقده الشيد آل البيت(عليهم السلام )، فضلا عن منصبة السابق في ولاية البصرة.
فكان أول أمر تسلمه ابن زياد من يزيد، قتل (مسلم ابن عقيل ) فور تسلم مهامه كوالي للكوفة.
انقلب الموقف بنحو مفاجئ لصالح ابن زياد بمجرد توليه منصب، حيث انفض الناس عن مسلم ابن عقيل وخذلوا خوف من ابن زياد.
لقد جاءت هذه الانتكاسة الجماهيرية بدافع الخوف من السلطة.. الخوف الذي سيطر على قلوب وهز الإرادات فتراخت في مواقفها، وآثر أصحابها السلام والقعود عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام بعد أن كتبوا إليه يطلبون مجيئه بسرعة.
لقد استغل يزيد ابن معاوية شدة ابن زياد وقسوته، وما كان يتداوله الناس عن عدائه لشيعة علي( عليه السلام ) خلال توليه البصرة، فسعى إلى ارعاب وإرهاب أهل الكوفة ،وجاء تقديره صحيحا من حيث التخطيط والمعالجة التطورات الميدانية.
في ذلك الوقت كان الإمام قد عزم على الخروج إلى العراق، بناء على كتاب مسلم ابن عقيل، وعلى الرغم من النصائح التي تلقاها من بعض أصحابه ومحبيه بعدم الذهاب إلى العراق، إلا انه أصر على ذلك، وكان يقول لهم(بني أمية لن يتركوه حتى يقتلوه وانه لا يريد أن يستبيح الحرم بدمه ) .
وصل خبر تحرك الإمام إلى يزيد فشعر بخطورة ذلك على الرغم من سيطرة ابن زياد على الكوفة، فأرسل كتاب شيد اللهجة إلى عبيد الله إبن زياد، يهدده فيه بأنه إذا لم يتخذ الإجراءات الصارمة في منع قيام ثورة الإمام الحسين عليه السلام والقضاء عليها، فإنه سيعيده عبدا كما كان ابوه من قبل، وقبل أن يلحقه معاوية بآمية، فقد جاء في كتاب:
( أنه قد بلغني ان حسينا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلى به زمانك من بين الازمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به انت بين العمال وحينما تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد ) . وقد كان لهذا التهديد اثره في دفع ابن زياد ليزداد قسوة في تعامله مع الحسين وأنصاره ومؤيدية في الكوفة. التحق في الإمام الحسين الكثير من الناس كان لظنهم بأن الأمور متيسرة له، لكن في الطريق وصله خبر مقتل مسلم ابن عقيل في الكوفة، وهانئ ابن عروة وتفرق أهلها، فأراد أن يضع الملتحقين به أمام الحقيقة، فوقف خطيبا بهم فقال: ( فإنه قد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم وهانئ و عبد الله إبن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام ) .
فتفرق الناس من حوله حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة. لم يعد الأمام بالإمكان التراجع عن خطوته، ،وأن الأمر الذي خرج من أجله يجب أن ينجزه، من أجل القاء الحجة على المسلمين، وفضح خلافة الأمويين التي أصبحت بديلا للتشريع القرآن والسنة النبوية المطهرة.
وفيما كان الإمام يحث السير نحو الكوفة ، التقى بالحر ابن يزيد التميمي، وكان مكلفا بمهمة عسكرية من قبل ابن زياد، بمراقبة مسير ركب الحسين عليه السلام، والتضيق عليه وعدم السماح له باتخاذ اي مسير غير الوصول إلى الكوفة.
وكان آخر ما وصل إلى الحر من عبيد الله إبن زياد يأمره بأن يجعجع بركب الإمام في أرض مكشوفة، وكانت النهاية هي النزول في ارض كربلاء، حيث وقعت المعركة المأساة. فكان يزيد يضن انه انتصر لكن بعد انجلاء غبرة المعركة حتى رأينا كيف انتصر دم الإمام الحسين عليه السلام على سيوف الطاغية يزيد...