من ينظر الى القضية الحسينية من جهة القتال و الدماء يتصور ان الامام الحسين ( ع ) ، قائد لا يتقبل الحوار و انه رجل عنف ولا يقبل بالحلول الوسط ، وانه يفهم مبدأ القوة فقط و لذلك هو الوحيد من الائمة الأطهار ( ع ) ، الذي اختار الثورة المسلحة ضد الحكم و السلطة الظالمة العربية المسلمة الظاهر و الرومية النسب و الفكر و السياسة و الولاء . محل الشاهد : ان الامام الحسين ( ع ) ، امام الاسلام يرتكز بأقواله وأفعاله و تقريراته على مبادئ الاسلام الحنيف و قيمه و أحكامه و تشريعاته ، فعندما نريد ان نحدد الشخصية التي تمثل الامام الحسين ( ع ) ، لا نفهمها فقط من عاشوراء ، بل يجب ان ندرس هذه الشخصية الالهية الكبيرة منذ ولادتها الى عاشوراء ، فهو من يقتدي بسيرة جده المصطفى ( ص ) وكيف كان متسامح و يعم بوجوده كل الود والمحبة ، و تصالح وعاش سيرة ابيه امير المؤمنين ( ع ) ، و كيف كان يسقط من حقوقه في سبيل وحدة المسلمين و هو القائل :( لأسلمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة ) ، وكذلك عاش فترة إمامة اخيه الامام الحسن ( ع ) وصلحه مع معاوية ، فكان الامام الحسين ( ع ) وكافة الائمة ( ع ) يتحركوا في السلم والحرب من موقع حاجة الاسلام الى نوعية حركته ، لا من خلال مزاج عسكري ، والأئمة ( ع ) كما يكونوا اكثر ناس ثورة ، هم اكثر الناس سلم بحسب ضرورة الاسلام . اذن الامام الحسين ( ع ) ، ان طلعت بالتفصيل عن حياته ستجد انه رجل الاسلام والسلام والامان وان الظروف مصلحة الاسلام حددت موقفه في يوم عاشوراء ، وعليه : على الامة وقادتها ان يدركوا ، ان المواقفهم يجب ان لا تستند على قاعدة ثابته خلال حركتهم و قراراتهم اتجاه قضاياهم المصيرية ، وذلك من خلال الاستمرار بالعمل ضمن اطار واحد ثابت غير متغير ، فهذا من الاستقراء الناقص ، و عليهم يجب التغير بطريقة الحركة و قرار ، وفق ما تقتضية العوامل الموضوعية وحتى الذاتية لكل زمن ومكان نسال الله حفظ الاسلام واهله
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha