قد كان احد المعالم التي اوضحها الإسلام وبين منهاجها، هو صفات المستشارين؛ وذلك من أجل أن تؤدي الشورى دورها الحقيقي. يشكل ذلك ضمان مهم في تحقيق ابعاد المختلفة التي تعطي قوة إسناد. روي عن امير المؤمنين علي( عليه السلام ) 《 المستشار مؤتمن 》. وروي عن عن ابي عبد الله( عليه السلام ) 《من استشار اخاه فلم ينصح محض الرأي سلبه الله عز وجل راية 》. وهنا نذكر لمجموعة من صفات الرئيسة المهمة التي يمكن أن نستفيدها من الروايات التي وردت في صفات المستشارين وتحديد هويتهم. ١_ التدين، الورع، التقوى، خشية الله. ٢_ الإخلاص في النصح، بحيث يكون موقفه موقف الاخ والصديق. ٣_ العقل، والمعرفة. ٤_ الكتمان وحفظ الأسرار. ٥_ الاعتدال في الأخلاق الشخصية. ٦_ الاعتدال في المواضيع الإجتماعي. ٧_ الاعتدال في الموضع النفس والعاطفة، فلا يستشار اصحاب العواطف والاهواء... ونذكر في هذا السياق جملة من الأحاديث والروايات التي نجد فيها خصوصية في المستشار : ١_ عن ابي عبد الله( عليه السلام ) 《 استشيروا في أمركم الذين يخشون ربهم 》. ٢_ عن ابي عبد الله( عليه السلام ) 《 شاور في الحديث الذين يخافون الله 》. ٣_ عن سليمان بن خلد، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول《 استسر العاقل من الرجال، والورع فإنه لا يأمر الا بالخير، وإياك والخلاف، فان خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا 》 . ٤_ قال رسول الله( صل الله عليه و آله ) 《مشاورة العاقل الناصحرشد ويمنع وتفيق من الاخ، فإذا اشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف، فإن في ذلك العطب 》 . ٥_ عن ابي عبد الله( عليه السلام ) 《 ما يمنع احدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به ان يستشير رجلا عاقلا دينا وورعا 》. ٦_ عن ابي عبد الله( عليه السلام ) 《 ان المشورة لا تكون إلا في حدودها، فاولها: ان يكون الذي تشاوره عاقلا. والثانية: ان يكون حرا متدينا. والثالثة: ان يكون صديقا ومؤاخيا. والرابعة: ان تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك ، ثم يسر ذلك ويكتمه، فإنه إذا كانعاقلا انتفعت بمشورته، واذا كام حر متدينا اجهد نفسه بالنصح لك، وإذا كان صديق ومؤاخيا كتم سرك 》 ٧_ عن ابي الحسن الرضا( عليه السلام ) عن آبائه، عن الامام علي( عليه السلام ) قال 《 قال رسول الله( صل الله عليه و آله) لعلي، يا علي لا تشاور جبانا، فإنه يضيق عليك المخرج، ولا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاور حريصا فإنه يزين لك شرها، واعلم ان الجبن والحرص والبخل غريزة يجمعها سوء الظن 》. ٨_ قال ابو عبد الله( عليه السلام ) 《 يا عمار ان كنت تحب أن تستتب لك النعمة، وتكمل لك المروءة، وتصلح لم المعيشة فلا تشارك العبيد والسفلة في امرك، فإنك ان ائتمنتهم خانوك، وان حدثوك كذبوك، وان نكبت خذلوك، وان وعدوك اخلفوك 》 ٩_ عن جعفر بن محمد( عليه السلام ) عن آبائه في وصية النبي( صل الله عليه و آله ) قال《 يا علي ليس على النساء جمعة...إلى أن قال: ولا تولى القضاء ولا تستشار، يا علي سوء الخلق شؤم، وطاعة المراة ندامة، يا علي ان كان الشرك في شيء ففي لسان المراة 》 ..واذا كانت هذاالصفات ضرورية في المستشار فلا شك انه من الضروري في الولي الامر المسلمين ان يتصف بمثلها؛ الانه اولى من المستشار بذاك، وهذا ياكد ان اصلاح وكفائة الحاكم وازدهار الدولة وسياستها وإدارتها وتصديها والحرص على تطويرها وسلامتها اضافة الى تطورها في مجال العمل والعدل ،يحتاج إلى مستشارين يتصفون بتاك الصفات ، وما نشاهده اليوم من سوء الإدارة وضعف الحاكم يعود إلى سببين: الاول :سوء اختيار الحاكم من قبل الناس أو من يمثلهم ، والثانية: ضعف المستشارين وخيانتهم. فأي قائد لا يكون صالح إذ لم يختار من يكون ناصح له بما يحب الله وناهي له بما لا يرضي الله ،فيقدم الله وطاعته على طاعة الحاكم .. السؤال الذي يطرح هل في راس الحكم اليوم مستشارين فيهم هذا الصفات؟!...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha