لم تكن ثورة الحسين ثورة اسلامية محضة وان كانت في صورة من صورها امتدادا لثورة الرسول الاعظم محمد عليه وآله صلوات الله واستكمالا لرسالته التي لم تنته باستشهاده، فقد اراد الله لتلك الثورة ان تستمر على يد الحسين وآله واصحابه الاحرار لتقضي على القيم المنحرفة والظلم والاستبداد وتؤسس لقيم العدالة وحقوق الانسان، فكانت ثورته وآله واصحابه الثورة الثانية بعد ثورة الرسول لارساء قانون العدل الالهي المبني على اساس احترام الانسان وحقوقه في اختيار الحاكم النزيه والكفوء وغير الفاسد ورفض الذل والهوان فكان شعارها ومنذ ساعتها الاولى (هيهات منا الذلة) وكانت الاعلان الاول لحقوق الانسان ورفض الذل والمطالبة بحق الانسان بالعيش الكريم والحرية والذي جرى علانية وعلى ارض كربلاء، حيث اكد الحسين في اعلانه ذلك وهو يخاطب جموع العبيد الذين يريدون قتاله (ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم) وكذلك في قوله( لم اخرج بطرا ولا اشرا بل خرجت للاصلاح في امة جدي)، فهو اذاً لم يأتِ الى كربلاء مطالبا بحكم له ولعائلته كما يزعم المغرضون والا لكانت كل الثورات ضد الحاكمين الفاسيدين يري عليها هذا القول، بل كان مطالبا بحقوق الامة التي استصرخته لأنقاذها من العبودية وحكم الطواغيت والذين وصفهم زيد بن ارقم حين قال في مجلس ابن زياد مخاطبا الحاضرين وواصفا ابن زياد( والله ليقتلن شراركم ويستعبدن خياركم) ، ولهذا فثورة الحسين كانت اعلانا امميا لحقوق الانسان ورفضا للظلم والاستبداد والحكام الفاسدين ومطالبة بحق الناس الضعفاء بشهادة التاريخ والشهود العدول من العرب وغيرهم، ولولا الحسين وتضحياته لماتت الحرية وقلت الديمقراطية في مهدها ولرضينا باي حاكم غشوم وحياة كحياة البهائم، اننا اليوم نطالب بحقوقنا من الحكام الفاسدين ونثور ضدهم لاننا نتخذ العظماء قدوة لنا فنتظاهر ضدهم ونحاربهم لاجل استرداد حقوقنا التي سلبوها ، فنرى ونحن ثائرين ضدهم كما يرى الحسين حين قال واني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما. ان ثورة الحسين ثورة الاديان والقوميات والاحرار و الانسانية كلها ضد الطغاة والمستكبرين وقتلة الشعوب ومستعبديها ونهائي ثرواتها، وان ثورته وصرخته التي ستستمر الى الابد كانت ولا زالت ملهمة لكل الانسانية ولكل ثورات الشعوب التي لن تنتهي ، ولم تكن يوما ثورة الاحرار من العرب والمسلمين والشيعة وحدهم بل كانت ثورة كل انسان يحترم انسانيته ويرى ان له حق الحياة الكريمة الذي يجب ان يسترده وان له حق الرأي الذي يجب ان يقوله وان له حق اختيار الحاكم الذي يحترمه ويسعى لخدمته، لقد شغف حب الحسين كل المفكرين والشعراء ودعاة حقوق الانسان من كل الاديان والقوميات وكتب عنه اكثرهم بحب دون ان يدعوه او يجبره احد للكتابة عنه لانهم رأوه يستحق ذلك، فسلام على الحسين الثائر من اجل حقوق الانسان وسلام على آله واصحابه شهداء كربلاء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha