الصفحة الإسلامية

اعتبروني مسيحيا يحب الحسين !

1720 2020-10-09

  مجيد الكفائي||

لم تكن ثورة الحسين ثورة اسلامية محضة وان كانت في صورة من صورها امتدادا لثورة الرسول الاعظم محمد عليه وآله صلوات الله واستكمالا لرسالته التي لم تنته باستشهاده، فقد اراد الله لتلك الثورة ان تستمر على يد الحسين وآله واصحابه الاحرار لتقضي على القيم المنحرفة والظلم والاستبداد وتؤسس لقيم العدالة وحقوق الانسان، فكانت ثورته وآله واصحابه الثورة الثانية بعد ثورة الرسول لارساء قانون العدل الالهي المبني على اساس احترام الانسان وحقوقه في اختيار الحاكم النزيه والكفوء وغير الفاسد ورفض الذل والهوان فكان شعارها ومنذ ساعتها الاولى (هيهات منا الذلة) وكانت الاعلان الاول لحقوق الانسان ورفض الذل والمطالبة بحق الانسان بالعيش الكريم والحرية والذي جرى علانية وعلى ارض كربلاء، حيث اكد الحسين في اعلانه ذلك وهو يخاطب جموع العبيد الذين يريدون قتاله (ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم) وكذلك في قوله( لم اخرج بطرا ولا اشرا بل خرجت للاصلاح في امة جدي)، فهو  اذاً لم يأتِ الى كربلاء مطالبا بحكم له ولعائلته كما يزعم المغرضون والا لكانت كل الثورات ضد الحاكمين الفاسيدين يري عليها هذا القول، بل كان مطالبا بحقوق الامة التي استصرخته لأنقاذها من العبودية وحكم الطواغيت والذين وصفهم زيد بن ارقم حين قال في مجلس ابن زياد مخاطبا الحاضرين وواصفا ابن زياد( والله ليقتلن شراركم ويستعبدن خياركم) ، ولهذا فثورة الحسين كانت اعلانا امميا لحقوق الانسان ورفضا للظلم والاستبداد والحكام الفاسدين ومطالبة بحق الناس الضعفاء بشهادة التاريخ والشهود العدول من العرب وغيرهم، ولولا الحسين وتضحياته لماتت الحرية وقلت الديمقراطية في مهدها ولرضينا باي حاكم غشوم وحياة كحياة البهائم، اننا اليوم نطالب بحقوقنا من الحكام الفاسدين ونثور ضدهم لاننا نتخذ العظماء قدوة لنا فنتظاهر ضدهم ونحاربهم لاجل استرداد حقوقنا التي سلبوها ، فنرى ونحن ثائرين ضدهم كما يرى الحسين حين قال واني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما. ان ثورة الحسين ثورة الاديان والقوميات والاحرار و الانسانية كلها ضد الطغاة والمستكبرين وقتلة الشعوب ومستعبديها ونهائي ثرواتها، وان ثورته وصرخته التي ستستمر الى الابد كانت ولا زالت ملهمة لكل الانسانية ولكل ثورات الشعوب التي لن تنتهي ، ولم تكن يوما ثورة الاحرار من العرب والمسلمين والشيعة وحدهم بل كانت ثورة كل انسان يحترم انسانيته ويرى ان له حق الحياة الكريمة الذي يجب ان يسترده وان له حق الرأي الذي يجب ان يقوله وان له حق اختيار الحاكم الذي يحترمه ويسعى لخدمته، لقد شغف حب الحسين كل المفكرين والشعراء ودعاة حقوق الانسان من كل الاديان والقوميات وكتب عنه اكثرهم بحب دون ان يدعوه او يجبره احد للكتابة عنه لانهم رأوه يستحق ذلك، فسلام على الحسين الثائر من اجل حقوق الانسان وسلام على آله واصحابه شهداء كربلاء.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك