بسم الله الرحمن الرحيم
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [الجمعة2]
المراد بالأميين: الذين لا كتاب عندهم ، ولا أثر رسالة من انبياء عرب وغيرهم، ممن ليسوا من أهل الكتاب، فامتن الله تعالى عليهم، منة عظيمة، واختارهم على غيرهم، لأنهم اميون بعيدون عن العلم والخير.
كانوا في ضلال مبين، ومن صور ظلالهم . يتعبدون للأشجار والأصنام والأحجار ،والاشياء الطبيعية. واخلاقهم مجه كأنهم سباع ضارية، يأكل قويهم ضعفيهم، وكانوا في غاية الجهل بعلوم الخلق والكون , ومن شدة اميتهم اعتبروا طول ايام السنة وكل العصور حرب وسلب وقتال ودماء واعتداء على الاعراض, وخصصوا اربعة اشهر حرم, يقف فيها القتال،
قصة الاشهر الحرم في الجاهلية : ـــــــــــــــــــــــــــــ
هي أربعة أشهر هجرية، ثلاثة متتالية "ذو القعدة وذو الحجة ومحرم"، ويأتي منفصلاً شهر "رجب" هي الأشهر التي يتوقف فيها القتال نظام قبل الإسلام، إلا دفاعاً عن النفس والأرض .فلا سليل سيوف ولا صوت خيل ولا سلب ونهب .في تلك الأشهر. كانت العرب قد أخذت العادة من سيدنا إبراهيم الخليل(ع) حين رفع القواعد للبيت العتيق، وأذن في الناس بالحج، وبما ان النداء من الله بقي أربعة آلاف عام، وسارت عليها العرب حتى ظهور الإسلام في مكة .وجاء القرآن الكريم مصدقاً لهذه الأشهر الحرم بقوله: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم". حتى انهم اطلقوا اسم ذو القعدة لاول تسمية الشهور الأربعة الحرم ، تبدأ بذي القعدة، حتى يقعدوا عن القتال على اعتباره بداية فترة الحج والتجارة .فتعظيم الاشهر الحرم وتوقف القتال ليس لسبب شرعي عندهم ولا اخلاقي انما كان لتبادل التجارة وزيارة الاصنام الهتهم .. اما شهر رجب لأنهم كانوا (يعظمونه بتركهم القتال فيه). ولم يكن العرب يمتنعون عن الصيد في تلك الأشهر، إلا أن جاء الإسلام وحرم الصيد في مدينتين مكة والمدينة فترة الإحرام بحج أو عمرة. والسبب الثاني في تحريم القتال :
هو تمكين الحجاج والتجار من الوصول بأمان لمواقع الحج والتجارة ويكون تبادل تجاري ضخم في سوق (عكاظ ومجنة وذي المجاز) ليأمن الناس تجارتهم فيها....جاء الإسلام ليؤكد هذه العادة وتستمر الأشهر الحرم كما سماها الرسول والقرآن الكريم،....
*** نقطة مهمة تسمى النسيْ : في الفترة الاخيرة ظهرت اطروحات من رجل دين وبعض الاكاديميين العلمانيين غيروا كثيرا في التاريخ الهجري ورجعوا بالحساب الهجري الى حادثة في مكة ( حرمها القران) وهذه الحادثة هي نقل شهر من الشهور الى وقت متقدم . ينقل الى الشهر الذي بعده. ويسمى نسيْ ..وحرم الإسلام النسيء، نقل شهر إلى شهر آخر، وكان من نتيجته ان سجل في الأشهر الحرم قتال في الإسلام، كما في بعض المعارك التي تستمر أشهرا طويلة، وحصار لمواقع ورد للظلم والعدوان ذكرتها كثير من كتب السير.
*** قصة النسيء::: يعتبر النسيء واحدا من محاولات خرق الأشهر الحرم في الجاهلية، ونقل شهر بدل شهر آخر، كما تذكر كتب التاريخ، وأول من نسأ الشهورهو(جنادة الكناني). فقد يقف عند جمرة العقبة، قال: اللهم إني ناسئ الشهور وواضعها مواضع لا أعاب عليه ولا أحاب: (اللهم إني أحللت أحد الصفرين وحرمت صفر المؤخر).فحلل القتال بذلك.
** راي الشيعة في الموضوع : معنى النسيء : هو تغيير الأشهر الحرم وهو اعتداء سافر على الحدود الإلهية، وتلاعب بأحكام الشريعة، و لذلك نجد القرآن الكريم يقول )إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ) حيث كان العرب قبل الإسلام يتخذون قراراً في أحد الأعوام بحليّة شهر من الأشهر الحرم و تحريم اخر حسب مصالحهم , يقول تعالى:(يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ) .{تعريف النسيء} أن العرب حين تطول عليهم المدة، من ذي القعدة ويتوقفون في ذي الحجة، وإذا رجعوا في بداية شهر محرم حللوا القتال ,وأخروا حرمة محرم الى شهر صفر، كما تذكر بعض المراجع التاريخية. عودة للاية :.
ــــــ هذا المجتمع المتخلف لا يمكن ان يبني حضارة وانسانية , يحتاج الى تغيير شامل في العقلية وبناء الانسان , فوصف رسالة نبيه بمهمة { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} . المسالة لا تنحصر بالكتابة والقراءة , لان بناء الانسان من عناصرها المعرفة وتعلم العلم, ولكن المجتمع الذي يفقد اخلاقه وحامل الشهادة يبتز الناس بوظيفته, هذا مجتمع جاهلي ,يحتاجون الى تعلم الكتاب والحكمة وتزكية النفس .
**اهمية التزكية للنفس: أصل الزكاة: النمو الحاصل وهو بركة الله في الأمور الدنيوية والأخروية.وهو كل ما يحصل منه نمو وبركة. فقوله: أيها أزكى طعاما: إشارة إلى ما يكون حلالا لا دون الحرام .. ومنه الزكاة: لما يخرجها الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء، هذه تكون نموها عند الله ثواب وخير وبركة،(وتزكية النفس) حين يقوم الانسان بالعمل لكل ما ينمي اعماله بالخيرات والبركات، في كل تعامل يجعل الله امام عينيه . وقرن الله تعالى الزكاة بالصلاة بقوله: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ..
والزكاة تنسب تارة إلى العبد كقوله (قد أفلح من زكاها) وتارة إلى الله تعالى؛:{بل الله يزكي من يشاء } وهنا الى النبي (ص) كونه واسطة في وصول الناس لهذه المنزلة ..(يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم). وحين تكون من الله لعباده يقول تعالى :(وحنانا من لدنا وزكاة) وقوله ( لأهب لك غلاما زكيا) أي: مزكى لقدرته على كبح نفسه من الحرام ..فاجتباه..
** الاجتباه للأنبياء والاولياء . (أن يجعل من عباده علما هاديا للخلق لا بالتعلم والممارسة بل بتوفيق إلهي)، لذلك نطلق على الائمة ( الامام الزكي الرضي الهادي المهدي ) والمعنى: انه مجتبى من الله لهداية الامة بنص القران (والذين هم للزكاة فاعلون ) أي: يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكيهم الله، ويزكوا أنفسهم، والمعنيان واحد.
** معنى تزكية النفس : من خلال مراجعة القرآن الكريم نجد أن مصطلح تزكية النفس (مصطلح قرآني) لم يرد في غير القران كقوله تعالى:" أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتيلا" وقوله تعالى: " فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى " , وقوله تعالى :" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها" ذكر السيد محمد باقر السيستاني في تعريف تزكية النفس (جمع ما يجول في الذهن وهو : " ان يخلص الانسان نفسه من الحواجز والعقبات التي تحول دون ايقاعه في الاحكام المنافية للتزكية ..
لان مستوى التزكية يعتمد على نوع الانسان وفهمه, ومدى التزامه , أي شخص عندما يدرك أن في الحجرة عقربٌ,يجب أن يتصرف مع ذلك الادراك بما بتناسب معه, وإلا اعاب عليه العقلاء تجاهله لذلك الادراك ,لان قدرة الانسان على تجاوز الحواجز النفسية وفهم المعلومة القرآنية يعد فتحا واعيا , وهو ما يميز الجاهل من اصحاب الحكمة ...
مثال:.. ظهرت امراة علمانية في احدى الفضائيات, ونالت من الاسلام واصفة النبي محمد(ص) زير نساء .. وان الاسلام قام بالسيف وارغم الناس على اعتناق الدين ,وانهم كانوا يقطعون الطريق على القوافل التجارية. اضافة الى قناة الشرقية شاركت بقوة بالهجوم على الاسلام واثارة فتنة, وعمدت باستضافة نساء علمانيات يتهجمن على كل القوانين التي تخص المرأة, بما فيها المهر والزواج وتربية الاطفال ( القانون في اوربا لا يحق للزوج ان يجمع زوجتين في بلد واحد.. ولذلك قانونهم ان تسكن احدى زوجتيك في بلد والاخرى في بلد اخر. هذا القانون يصدرونه الينا هذه الفترة بواسطة الاعلام ويمارسونه في المظاهرات.
** المهمة الرئيسية للرسول (ص)هو أن يتلو الكتاب على الناس ، يعلمهم هذا الكتاب ، عمله كله يدور حول القرآن الكريم، يتلو عليهم الكتاب، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} التي هي القرآن وكان يشرح كل فقرة وكل كلمة . لم يجعل تعلم القران تعلم التجويد ومخارج الحروف واستعراض الاصوات.
{وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} الحكمة عادةً يقول بعض المفسرين أنها السُنة. يسمونها سنة النبي , فيكون الكتاب والحكمة ,الكتاب والسنة، هذا غير صحيح. الحكمة أن تكون تصرفاتهم حكيمة ،أن تكون مواقفهم حكيمة ،أن تكون رؤيتهم حكيمة. الحكمة تتجسد بشكل مواقف, ورؤى ، وأعمال ، كل هذا وعياً راقياً ونصرا وغلبة النفس .. **ليست الحكمة هي السنُّة كما يقول بعض المفسرين لأن الله قال في آية أخرى لنساء النبي {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}.. هل معنى ذلك أنهن يقرأن أحاديث في البيوت؟ ـ أو يذكرن ما يتلى من أحاديث في بيوتهن ـ فهل كان الحديث يتلى كما يتلى القرءان؟ .ولم تكتب الاحاديث بعد.
حقيقة القرآن الكريم ان فيه أشياء كثيرة وواضحة لأذكر لك اية منها{ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} فالحكمة لا تعني سُنة إطلاقاً. رسول الله (ص) مُهمتُه أن يعلم الناس القرآن بما فيه من آيات نحن نسمع تهديدات اليهود والنصارى ،وتهديدات أمريكا وإسرائيل وسخريتها من الإسلام ومن وعلماء الإسلام يهاجمون بشكل رهيب , يقابلهم موقف المجتمع يصدقونهم ويتنكرون لدينهم هؤلاء بلا حكمة ولا زكاة للنفس .فقدوا الحكمة فعادوا إلى الأُمية، عدنا إلى الأمية من جديد ، بينما الله سبحانه وتعالى كان قد أنقذنا من تلك الأمية لمّا كنا بدائيين لا ثقافة ،لا تعليم ،لا وعي ، عدنا من جديد إلى الأمية على الرغم من وجود القرآن الكريم فيما بيننا ، على الرغم من أننا نقرأ ونكتب ، ومدارس متعددة وصحف ومجلات ومكتبات عامة والجامعات, والمصيبة اكثر الناس جهلا الادباء . اذن لما نتعلم الكتاب والحكمةاي ان تكون ثقافتنا ثقافة قرآنية ،وحين نتكلم على المنابر يكون عنوان حديثنا ان نعلم الكتاب والحكمة . !!فالقران لا ينحصر بالقراءة ..القرآن واسع جداً ،وعظيم وصفه الإمام علي (ع)( بحر لا يُدرَك قعره).والان هذه الفترة ترك المسلمون المعنيون تفسير القران بامتياز. فضاعت الأمة بضياع تعلم الكتاب والحكمة , وحل بدلها اللطم والقيمة.
**ما الذي أوصل العرب إلى هذا ؟ امن ان الجبن ديناً ، والخضوع للظلم ديناً .هم وعاظ السلاطين .. قالوا كذبا عن النبي(ص) قال (سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي , قالوا ماذا تأمرنا يا رسول الله؟. قال( اسمع وأطع الأمير ، وإن قصم ظهرك وأخذ مالك). العربي يوم كان جاهلي ، بفطرته إطلاقاً أن يقبل مثل هذا ، لكن لما قُدِّمت لـه المسألة باسم دين ،صار يردد وا اسلاماه وهذا ينادي هيهات منا الذلة, وزحف السياسيون لصدارة الدين , وتحولت الحكمة ان تسكت عن الظلم والفساد واتهم الاسلام انه يقبل بالفساد . عندما يتعلم الإنسان ثقافة مغلوطة هذه هي الضريبة التي يدفعها ..
هذا الحديث وضعه وعاظ السلااطين مقابل اموال سحت من خزينة الدولة , ان يسرق الامير او يظرب ظهرك وانت تصفق له , تحول الاسلام الى شعارات بدون مشاعر وحكمة , فتقدم عليه الحيوان .
كل الحيوانات لها وسيلة دفاع عن نفسه ،له مشاعره التي تجعله ينطلق يدافع عن نفسه ليرهب خصمه ،(عندما تجد القِطَّ حين يلقى الكلب يحاول يرهبه ينتفخ ، ويعرض مخالبه وأسنانه ويصدر صوتاً مرعباً فيهرب الكلب أحياناً ويتراجع ، يبعد عنه وهو أكبر منه وأقدر منه.لأن قضية دفاع عن النفس ودفاع عن الكرامة ، وعن البلد ، واهمها الدفاع عن الثقافة الدينية لدى الناس هي فطرة هي غريزة...
*()* لماذا اختلف الفقهاء والمحللون في تفسير القران..؟ وجاءت عدة اراء في النصوص القرآنية ..؟ الجواب: الاختلاف جاء بسبب اختلاف اللهجات عند الناس. فكل بلد له ثقافة ولغة يتواصل بها اهلها . فظهر الاختلاف في المفاهيم ... فهناك اختلاف بين الكلام واللغة حين نطلق اللسان يعرف المستمع ان المكلم ليس من اهل بلدته ...
اذن هناك فرق بين (الكلام واللغة) فالكلام: هو ما يصدر عن الفرد من ألفاظ سواء أفادت الكلمة ام لم تفد. بينما اللغة: هي مجموعة الفاظ ثابته ومحددة تصدر عن الفرد والجماعة وعانيها ثابته عند الجميع . وما يفرقهما هو الكلام وليس اللغة.. سلوك لفظي للافراد والجماعات.
كل كيان يضم نشاط لغوي يظهر من خلال الكلام .. والكلام (اللهجة) تبين صورة الحياة الثقافية (منطوقة) أو مكتوبة في كتاب .
امّا اللغة عرفها ابن جني بأنّها (أصوات يعبّر بها كلّ قوم عن أغراضهم). ملكات في اللسان تعبر عن معاني، ..عرفها ابن حزم بأنها (ألفاظ يعبر بها عن المسميات، وعن المعانى المراد إفهامها، ولكل أمة لغتهم).
مع حديث " نزول القرآن على سبعة أحرف " متواتر لدى بعض الفرق من المسلمين ولا يكاد تخلو منه المجاميع الحديثية المعتبرة عندهم، (ولذا لم نجد أحدا منهم يحاول أن يستشكل على سند الحديث ..
ومن الروايات المشهورة في نزول القران على سبعة احرف . قول السيوطي: ورد حديث " نزول القرآن على سبعة أحرف " من رواية جمع من الصحابة: وعدد عشرين صحابيا. اما الطبري قال: "كانت الأخبار قد تظافرت عنه...ثم ذكر أحاديث كثيرة تصل إلى خمسين حديثا ". والرواية التي يذكرونها :. عن الحافظ أبي يعلى في مسنده الكبير ان عثمان قال يوما وهو على المنبر: (أذكر الله رجلا سمع النبي(ص) قال: " إن القرآن انزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف" لما قال عثمان شهدوا ان القران:" أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف " فقال عثمان: وأنا أشهد معهم ..
وروى البخاري قال: حدثني فلان عن فلان .أن ابن عباس حدثه أن رسول الله (ص) قال: أقرأني جبرئيل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده حتى انتهي إلى سبعة أحرف .
**راي الشيعة: " قال السيد الخوئي في كتاب البيان في تفسير القران :(لم تكن القراءات السبع متميزة عن غيرها، حتى قام مجاهد سنة300هـ في بغداد - فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين والعراقيين والشام، وغيرهم . فتم اعتماد القراءة من خلالهم عام 300 هـ.
**ما المراد من الأحرف السبعة .؟ المهم ان نعرف المعنى الحقيقي هنا، حيث طال الجدل حول ذلك، وتشعبت وكثرت الأقوال ،فقالوا : (إنها ربما تبلغ أربعين قولا) المشهور منها هو ما لخصه شيخ الطائفة في مقدمة تفسيره التبيان حيث قال: واختلفوا (يعني أهل السنة) في تأويل الخبر، فاختار قوم أن معناه: على سبعة أحرف: زجر، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال.
وقال آخرون: نزل القرآن على سبعة أحرف، أي سبع لغات مختلفة، مما لا يغير حكما في تحليل وتحريم...وكانوا مخيرين في أول الإسلام في أن يقرأوا مما شاؤوا منها، ثم أجمعوا على حدها.وقال آخرون: نزل على سبعة لغات من اللغات الفصيحة، لأن القبائل بعضها أفصح من بعض.
سالني سائل عن معنى النحب في قوله تعالى :{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} الجواب لهذا المصطلح يبين ان اللهجات السبعة وأضحه في جميع معاني اللغة وليس القران فقط .. وكل كلمة تعطي معنى خاص للموقف .
مثلا فلان قضَى نحْبَه: أي مات واستوفى أجله. والنحب يعطي معنى البُكاء الشديد المصحوب بنفُّس سريع متقطّع ناتج عن انفعال وتشنُّج في عضلات الصّدر نقول :استسلم للنّحيب-او سمعت نحيبَ أهل المتوفَّى . ويأتي معنى النحيب (انه النذر). او ما يوضع بين المتراهِنين يتراهنون عليه في المُدّة والوقتُ. وكذلك في الموت..الأجلُ. يقال: قضى فلان نَحْبَه: مات. وفي التنزيل العزيز: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} ممكن ان نعتبرها من وصل اجله ومات , او ممن نذر نذرا ان يبقى مخلصا لله حتى يموت من اجل عقيدته . وكل هذه المعاني تجمع بالنذر والموت بالقتل او بغيره فيسمى اجل : عندنا صورة مشرقة لمن نذر نفسه للموت هم اصحاب الحسين (ع) لانهم تواعدوا إلى وقت ما على أمره. نذروا انفسهم في سبيل دينهم وامامهم ..
قــوم اذا نــــودوا لدفــع ملمَّــةٍ **** *والخيـل بيــن مدعّس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا***يتهـافتــون على ذهاب الأنفــس
نصروا الحسيـن فيا لها من فتيـة *** عافوا الحياة والبسوا من سندس
وشهد لهم القران بقوله:" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" وشهد لموقفهم سيد الشهداء . قال :"أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً اوفى ، ولا خيراً من اصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ وأوصل من أهل بيتي فجزاكـم الله عني خيراً . ومنهم مسلم بن عوسجه. وقف عليه وذكر الاية .. هنا حبيب قال له هنيئا لك الجنة. قال بشرك الله بكل خير يا حبيب .. فقال لولا اعلم اني في الاثر , لاحببت ان توصيني ما اهمك .. قال اوصيك بهذا واشار الى الحسين ان تموت دونه .. نَصَرُوهُ أَحْيَاءً وَعِنْدَ وَفَاتِهِمْ ... يُوصِي بِنُصْرَتِهِ الشَّفِيقُ شَفِيقَا.. قال لانعمنك عينا .. وصـلـت يـبن ظـاهر مـنيتي مـا اوصـيك بـعيالي او بـيتي ــ ولا تـحـفـظ اولادي وسـنـيتي ــ انچان نـيـتـك مـثـل نـيـتي ــ اريـــدنك اتـجـاهد سـويـتي ـ بـالـحسين وعـيـاله وصـيتي. شيخان والعوجة اعدلوها ... وارواحهم كلهم فدوها. لريحانه الهادي ابذلوها ... لكن يا حيف زينب ما احضروها . من يوم للطاغي خذوها .. وتسمع باذنها شتم ابوها ..وينك يبو فاضل يخوها ..
https://telegram.me/buratha