د.مسعود ناجي إدريس ||
ليست وظيفتنا أن نتحمل العبادات والممارسات لمقابلة الإمام. ومع ذلك، من أجل حل مشاكلنا واحتياجاتنا، يجب أن نؤدي العبادات التي تروق للإمام، وهذا خالٍ من المشاكل وهو ضروري للغاية. لذلك يجب التمييز بين هاتين النقطتين. لذا فإن التوسل يختف عن الملاقات. وظيفتنا ليست ملاقتات حضرته بل الإحساس بحضوره.
قال الإمام المهدي (عج) في إحدى تواقيعه:
«فلیدعوا عنهم اتباع الهوی و لیقیموا علی اصلهم الذی کانوا عليه ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا والا يكشفوا ستر الله عزوجل فیندموا»
لذلك، فإن حسب ما أمر به الإمام هو ليس لديك واجب أن تلاقيني، لكن عليك أن تتبعني.
يقول الإمام في وصية أخرى «مَنْ بَحَثَ فَقَدْ طَلَبَ، وَ مَنْ طَلَبَ فَقَدْ دَلَّ، وَ مَنْ دَلَّ فَقَدْ أَشاطَ وَ مَنْ أَشاطَ فَقَدْ أَشْرَك»
لذلك من قال إنني أعلم مكان الإمام، على أساس وصية الإمام أنه مشرك.
سُئل آية الله مكارم الشيرازي هل من واجبنا في عصر الغيبة أن نطلب لقاء الإمام؟ أجاب: «وفي الجواب على السؤال أقول: لا. ليس لدينا تعليمات للإصرار على رؤية الإمام. يمكن للمرء أن يتشرف بلقائه. ولكن الذين تم تكريمهم بهذا الشرف لا يخبرون أحد بذلك. إنهم لا يتظاهرون بهذه الأشياء. وبناء على هذا التصور الخاطئ يأتي إلينا كثير من الناس ويقولون: «سيدي! أدعو لنا أن نرى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشریف). »
هناك قيود أساسية على الإمام وبعض الناس يزعمون كذباً.
آية الله فاضل لنكراني يقول عن هذا «لا ينبغي أن ننشر في المجتمع بأن علينا أن نمر عبر الصحاري والجبال والسهول لنرى ذلك الإمام. قال الإمام: «كذبوا من يدعي لقائي» لا نحتاج هذه الوظيفة إطلاقا. ما هو واجبنا وواجب كل الشيعة ومحبي ذلك الإمام أن ننشر الثقافة الصحيحة لـ «المهدوية»، «العيش المهدوي» و «الترويج لأفكار الأئمة (ع). »
فمثلاً: من شاهد الإمام: لن يعلن ذلك، لأن حسب الرواية يجب إنكاره، أو بحسب الرواية، أن ادعائه بلقاء الإمام يجعله مشركاً.
النقطة الثانية هي أن إمام العصر قد يعتني بنا في عصر الغيبة الكبرى، وهو ما لا ننكره. سيد مرتضى يقول «من الممكن أن يظهر الإمام لبعض أصدقائه. يظهر للناس الذين لا يخاف منهم. » أناس مثل سيد بحر العلوم والعلامة الحلي وسيد أبو الحسن أصفهاني و. . . شخصيات لا خوف منهم ولم يقدموا أي ادعاءات غريبة، ولان أراد الإمام أن يزيد من شرفهم التقى بهم. ليس لدينا مشكلة مع هذا أيضا.
العالم حاضر مع الإمام بكل تفاصيله، والإمام على علم بكل الأمور ويدير أمور كثيرة بنفسه. ونجد في توقيع صادر من حضرته نفهم مكانة الشيخ الذي قال عنه الإمام «أخ السدید» أي الأخ القوي. هؤلاء هم أولياء الله. أولياء الله هم الذين يعطيهم الإمام وسام الشرف.
وبيان الإمام في التوقيع الذي وجه للشيخ مفيد هو «نحن و ان کنا ثاوین بمکاننا، النائي عن مساکن الظالمین، حسب الذي أراناه اللَّه تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنین فی ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فأنا نحيط علما بأبنائکم و لا یعزب عنا شيء من اخباركم و معرفتنا بالذل الذي أصابکم، مذ جنح کثیر منکم الی ما كان السلف الصالح عنه شاسعا و نبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم کأنهم لایعلمون انّا غیر مهملین لمراعاتکم ولا ناسین لذکرکم ولو لاذلك لنزل بکم اللاواء واصطلمکم الاعداء» .
يجب أن نعلم أن لنا عهدًا مع إمام العصر في أربعين حالة، وقد تخلينا عن العهد، ولهذا نحن في ورطة. سنذكر هذه العهود الأربعين في المستقبل.
النقطة الأساسية التي يجب الانتباه لها هي أن الإمام لم ينسنا، وإلا لكان قد دمر إجماع الأعداء كل الشيعة. إذا كنا صادقين بعهدنا سيزورنا ولن يتحتم علينا القيام بأشياء كثيرة للوصول إلى الإمام.
يقول المرحوم خواجة نصير الدين الطوسي «وغیبته منا». نحن الذين لدينا مشاكل في معاملتنا للإمام.
يجب علينا أولا أن نفحص نوع العلاقة التي نعنيها بالإمام؟
أولاً، الاتصال يعني رؤية الإمام، لكن هذه الرؤية تحدث دون معرفة الإمام. يمكن للإنسان أن يرى الإمام وهو لا يعرف أنه الإمام. يقول الإمام الصادق (ع): «وَ یَمْشِي فِي أَسْوَاقِهِمْ وَ یَطَأُ فُرُشَهُمْ وَ لاَ یَعْرِفُونَهُ» .
ثانيا، الاتصال يعني اللقاء. رؤية الإمام والتعرف عليه أثناء اللقاء ويؤمن ويؤكد أن من رآه هو إمام العصر. هذه المسألة حدثت من جانبه وليس من جانب الإمام.
ثالثًا، يكون الاتصال في شكل نعمة الحضور (وكأن تكون في محضره وتستفاد من حضوره). أي يجب أن يكون في مكالمة مع الإمام ويتحدث مع الإمام، وفي هذا الحديث يجب أن يهديه الإمام. بمعنى أنه يرى ويعرف الإمام ويتحدث ويطرح الأسئلة العلمية ويجيب الإمام.
رابعًا، أن يكون التواصل بشكل مباشر. هؤلاء هم الباحثون عن الحق وأهل المعنى. ويمكنهم الادعاء باللقاء. لا أقصد الصوفيين وابن العربي وصدر المتألهين. حتى لو كانوا باحثين، فمن تجريدنا أن نقول إنهم باحثون. لكن معيار البحث يجب أن يكون من قبل أهل البيت. الباحث الذي أتحدث عنه هو سلمان الفارسي.
الشكل الخامس للتواصل هو التواصل مع الإمام في عالم الرؤيا.
نحن الآن نناقش نوع الثاني والثالث. حسب آراء السيد مفيد والنعماني وكاشف الغطاء أنه لا يمكن التواصل مع الإمام في صورة لقاء مباشر. وتوثق هذا الرأي بعض الروايات التي سنذكرها في الجلسة القادمة....
https://telegram.me/buratha