قاسم الغراوي ||
لازلنا نحن العرب والمسلمين نفتخر بماضينا ونحن متخلفين ، ونباهي الامم برسالة الاسلام وبتاريخ اجدادنا العظام الذين سجلوا لنا التاريخ وتركوا فيه بصمة واثرا للعالم ،واهملنا ان نمد وشائج نسبنا وابداعنا واكتشافاتنا وان نمعن في قراءتنا مابين سطور التاريخ لنكتشف ولو شيئا نزيرا مما اكتشفه الغرب في حضارتنا وشخصياتنا الاسلامية وديننا الحنيف
انقطع المسلمون في الوقت الذي تواصل الغرب مع تراثنا وانشا مراكز البحث لدراسة مؤلفات وسيرة الشخصيات الاسلامية وماقدمته من خدمة انسانية للفرد والمجتمع .
قبل اقل من عقدين اعلنت الامم المتحدة وبكل فخر ان لجنة حقوق الانسان في نيويورك اصدرت قرارها التاريخي عام 2002 م والذي نصه:(يعتبر خليفة المسلمين علي بن ابي طالب اعدل حاكم ظهر في تاريخ البشرية ) مستندة بوثائق شملت 160 صفحة باللغة الانكليزية .
وبعد مرور عدة اعوام اعلنت اللجنة القانونية في الامم المتحدة بعد دراسات طويلة قامت بطرح قول الامام في رسالته لوالي مصر مالك الاشتر:(يامالك ان الناس صنفان: (اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) وعرض للتصويت وصوتت عليه جميع الدول واعتبر احد مصادر التشريع .
وفي مكتبة الكونغرس الامريكية بواشنطن يوجد كتاب Los history (خسارة التاريخ) للمؤلف الامريكي المعاصر (ميشيل هاملتون مورغان) ستجد الاعجاب الكبير لهذا الكاتب بالسياسة الحكيمة لشخص الامام علي كون المؤلف اطلع على رسائله ووصاياه التي حررها الى ولاته في الامصار الاسلامية والتي يؤكد فيها على الجوانب الانسانية مؤكدا ان يعاملوا المواطنين من غير المسلمين بروح العدل والمساوات في الحقوق والواجبات وتطرق الى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وهذا انعكاسا لسلوكيات الخليفة المؤطرة بفضائل الاخلاق التي اهلته للدخول في تاريخ الانسانية من ابوابه العريضة .وكتب الباحثون مؤلفات ودراسات عن هذه الشخصية التي تجسدت فيها معالم الاسلام الحقيقية والقيم الانسانية في التعامل مع الرعية.
هذا هو الغرب لكننا لو استوقفنا طالبا في اية مرحلة وفي اي دولة عربية ونساله عن علي بن ابي طالب فان جوابه سيكون :(ابن عم الرسول وزوج فاطمه بنت الرسول ورابع الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرة بالجنة وكان رجلا شجاعا) وكفى . من المؤسف حقا ان لا يطلع العرب المسلمين على هذه الشخصية الفكرية والانسانية الملمة بجوانب الحياة .
ورغم محاولة الاسلام الاموي في طمس معالمه من خلال سب الامام علي على المنابر ستين عاما ومصادرة مناقبه الا انه ظل حقيقة وحبا واثرا وقدوة ومشعلا للانسانية وذكرى في قلوب المحبين والناصرين والمؤيدين يتناقلون فضائله على مر التاريخ وكان قدوة في الدين والدنيا ، قبس من نفس نبينا محمد (ص) تجسدت في عقلية ومعرفة لايعرفها الا من زقه العلم زقا ، كيف لا وهو مدينة العلم وعلي بابها ، كيف لا وهو مع الحق والحق معه كيف لا وهو بمنزلة هارون من موسى ،كيف لا والفضل فيما شهدت به اعداءه وخصومه والقريب والبعيد والموالي والمبغض ويبقى السؤال الحائر الذي يبحث عن جواب طيلة اكثر من الف واربعمئة عاما ولحد الان ماالمكروه في ولادته وسبقه للاسلام وبطولته وتضحياته وخلافته وحكمته وبلاغته ومعرفته وايمانه الا يدعوا ذلك للفخر لجميع المسلمين لانه لم يخلق الا لجميع المسلمين من اجل رفعتهم وعزتهم ، فمتى يبطل المرجفون ؟
https://telegram.me/buratha