كندي الزهيري ||
اي منا ان وضع في موقف صعب وحرج، لا يفقد نفسه ويصبح نار لا تفرغ بين الصديق والعدو، فما بالك اذا كان ذلك يأتي بعد التضحية والفداء.
إنها جبل شامخ من الصبر والإيثار ، انها رسالة إلى العالم اجمع ، انها مشروع مقدس ،حمل رسالة الإسلام وفضحت المدعين.
انها زينب عليها السلام ، ثاني مقاتلة بعد امها فاطمة الزهراء عليها السلام، قامة زينب عليها السلام ،بدور اعلامي وصوت القرآني محمدي في موقف صعب ،لترسم بخطابها الإعلامي ملامح المستقبل ، انها جسدت رسالة الإعلام الحقيقية والصبر ، فتغير نظرت المجتمع الذي كان يعيش في ضلالة مطبقة ،فكان دور الإعلام الزينبي والرصانة الثقافية جعلت مدعي النصر مهزوم.
ما هي الدروس التي نستفيدها من السيدة زينب عليها السلام :
بلا شك أنها كثيرة جدا لا يسعنا حصرها ،لكن سنحاول قدر المستطاع .
١_ القيادة: هي عملية تحريك الناس نحو الهدف الدنيوي والأخروي وفق قيم وشريعة الاسلام
وهنا تقسم إلى:
● نشأت العقيلة (سلام الله عليها) في بيئة قيادية بامتياز، حيث درجت في بيوت القادة، وترعرعت في دور السادة، طرق سمعها أخبار الغزوات وشاهدت بعينها آثار الانتصارات وتعلمت من القيادة النبوية، وواكبت أمها في الدفاع عن الولاية وغرفت من البطولة الفاطمية، وما أن استشهدت سيدة النساء حتى تحملت ومنذ نعومة أظفارها المسؤولية، وعاشت ظروف قتال أبيها ذوداً عن التأويل واستلهمت الإقدام من الشجاعة العلوية، وأحاطت بصلح أخيها الحسن (عليه السلام) حقناً للدماء وتزودت الصبر من الحكمة الحسنية، وفضلاً عن كل ذلك فقد خاضت بنفسها أدق تفاصيل واقعة كربلاء وشاطرت أخاها (عليه السلام) الثورة الحسينية.
● العائلة اساس صناعة القادة ؛ ظفرت (سلام الله عليها) بأسمى وأروع أساليب التربية القيادية، كيف لا، وقد نشأت في بيت الأطهار وتربت في حجور الأبرار؟
٢_ ان الاستكبار والظلم لا يدوم ،وان صوت الحق لن يموت مهما تفنن الظالمين بقتله ،سيبقى نورا ساطع ينير في سماء كالأمل في النفوس.
٣_ ان الكلمة والإعلام أحد من السيوف يمكنها أن تغير المعادلة وتجعل الهزيمة انتصار إذا كانت ذات عقيدة.
٤_ ثبتت دور المرأة في الحركة الاسلامية الثقافية أو الاعلامية ، حيث اكدت ان النساء يمكنهن ان يكون لهن دور لا يقل عن دور الرجال لكن بشرطها وشروطها.
٥_ التضحية والفداء والوفاء كن اجل الدين ونصرة الحق .
٦_ مهما كانت المصائب والصعاب شديدة ، لكن بالصبر والعمل سننجح .
٧_ لاهتمام بالصلاة والطاعات وعدم التحجج بالظروف ،
٧_ جعل العمل كله لله عز وجل .
٨_ الصبر أهم عامل للنجاح الإنسان والوصول إلى اهدافه رغم المعوقات التي يضعها الآخرين في طريقك.
٩_ اكدت على الالتزام بالحشمة وتوظيف طاقات المراء في دعم الحركة الثقافية ونصرة الأمام ان كان في تربيت الاسرة أو وفي العمل الرسالي المطول منها حسب الشريعة الإسلامية.
١٠ _ دعم الثورة الحسينة وتأكيد على ديمومتها ونشرها في العالم من خلال مجالس العزاء ،والعمل السياسي الإصلاحي المبني على مبادئ ثورة الامام الحسين عليه السلام .
١١_ الخطابة ودورها في توجيه المجتمع عبر الإعلام وكشف الحقيقة للناس.
١٢_ إنّ التدبير والتعقّل كانا من العوامل الأساسيّة لموفقيه ونجاح السيّدة زينب عليها السلام.
١٣_ تقرن التبليغ بالعمل، وكانت تسعى للعمل بالتكليف الإلهيّ ولم تتساهل في قضايا الحلال والحرام.
١٤_ الدعاء والعبادة واحد آخر من الأساليب لتبليغيه التي اتبعتها السيّدة زينب عليها السلام.
١٥_ أنّ الحرب النفسيّة من ابتكار العلوم المعاصرة، إلّا أنه يجب القول بوجود هذا الأسلوب في الأصول السماوية، وقد استعان أهل البيت عليهم السلام بهذا الأصل. واستعانت السيّدة زينب عليها السلام في حربها ضدّ الأعداء بهذا الأصل فكانت تبيّن في خطاباتها مدى حقارة وصغر العدوّ وتثني على الأصحاب وتحرّك العواطف.
هناك الكثير من الأمور التي يجب التمعن فيها ودراستها بشكل جدي عن هذه الشخصية العظيمة التي جسدت رسالة والاعلام والصبر والعفة، فقلبت الموازين العدوا ،ومخططة ستراتيجية عظيمة ،وكذلك سياسية بارعة حيث بينت مدى ضعف يزيد وكل طاغي في كل عصر ...
https://telegram.me/buratha