أ.سوسن خليل ||
يقال إن لكل مكان قصةً، ودافعا روحيا جاذبا للآخرين، يدعو إلی الرجوع إليه كلما ضاقت به الدنيا ، ولايخفی علی أحد المكانة الروحية لكربلاء، ومسألة تفضيلها لأنها تضم قبر الحسين(عليه السلام) فهو سر قدسيتها وشرفها، فعند ذكرها يتبادر إلى الذهن الصرح الكبير المقدس الذي يتوافد إليه الناس دائما لإحياء مراسيم زيارة الامام الحسين وأخيه العباس(عليهما السلام) في عاشوراء أو الأربعينية.
فهناك اُناس يتحسن مزاجهم بشم تربة كربلاء، تلك التربة المخلوطة بدم الإمام (عليه السلام) والمستشهدين معه ، فبعد أن أرهقتهم الحياة جاؤوا الی كربلاء متعبين مرهقين من أعبائها، جاؤوا ليرموا همومهم متيقنين من زوالها حال مقابلتهم منارته المضيئة من بعيد!!
وقد تتساءل أرواحنا عند التوجه لمكانه المقدس عن مدى السلام الروحي الذي يعززه فينا، نذهب إليه والحزن يملأ قلوبنا، بل نتوجه لضريحه الشريف لأمور لايمكن البوح بها لأي بشر!!
نبوحها هناك.. تحت قبته فنطلب حاجاتنا أو ندعو لشفاء مريضٍ أو رزق وحيد ، أو لهفة مكروب!!
نُصلي بحضرته ونتأمل المكان مفتخرين بوجودنا بين يديه ، مفتخرين بهذا الجمع الكبير من الناس، فمشاعر السلام والأمان تكون ممزوجة بمشاعر الهيبة من قداسته ، وكأننا نشهد حضور الإمام بيننا . يسمعنا ويرانا ، وكأنه ياخذ ما بأعماقنا من متاهات صعب علينا الخروج منها، يأخذها ويترك بدلها أبوابا مفتّحة وطرقا مبسوطة!!
كل هذا ورائحة المكان تتغلغل في دواخلنا، فتتحرر النفس من الإجهاد الذي أرهقها ، وتتحرر النفس من القيود التي كبلتها، كأننا كنا تحت غيمةٍ سوداء أمطرت وتلاشت، وزال أثرها بشروق شمس الحسين!!
فما إن تفضفض مافي داخلك من هموم يغمرك الإحساس بالإطمئنان وتنسى كل شيء، وتود لو أن باستطاعتك البقاء أكثر وقت متاح ، وحين تغادر المكان
تغادره وأنت ملآن بالطاقة الإيجابية والسكينة والبركة .
أجل يا سادة، إنها كربلاء الحسين
https://telegram.me/buratha