الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي ||
على الرغم من مكانة شهر رمضان الكريم والمبارك على وفق ما كشفتها النصوص القرآنية والروايات النبوية وأقوال المعصومين؛ إلا أن الامر عند الكثير من المسلمين لا يعدوا تجربة مع الجوع والعطش, فلا يفكر الكثير من الناس إلا بتعداد الوقت واحتساب الايام آملين الوصول إلى المحطة النهائية من الشهر الفضيل دونما نتيقن المغفرة أو نفكر فيها بالشكل الذي يناسب طموح المؤمنين الراجين رحمة الله تعالى.
أن من المهم أن ندرك خطورة التغافل عن هذا الشهر الفضيل, ومن الاهم علينا أن نعرف أن هناك في المقابل من يتقصد سرقة لحظات القبول والمغفرة لنصل إلى نهاية المطاف ونحن من الغافلين أو المبعدين, فاليوم أكثر من أي وقت آخر انكشف عند المراقبين أن عموم القنوات الفضائية والبرامجية سواء العراقية أو غيرها تحاول أن تسرق منا الشهر الفضيل وبشكل ممنهج, فلم يكتفوا بتعداد الشهور الماضية والايام التي قد تزيد على 330 يوما خارج الشهر الفضيل حتى تمادوا بالتركيز على البرامج اليومية والليلية التي تثير المشاهدين بمختلف الصنوف من الفكاهة واللعب وغير ذلك مما يرضي إبليس عنهم؛ ليغافلوا المؤمنين عن متابعة برامجهم التعبدية في هذا الشهر الفضيل, ويحرموا بذلك الخير الكثير.
هذه النكبات ليست جديدة ففي كل سنة تجتمع الارادات الباطلة وتستعين بعناصرها المجردة من الحياء والايمان, فيسعون بكل ما أوتوا من الخبث والدهاء لتمزيق العلاقة بين الشهر الفضيل وبين أهله, ولعلهم ينجحون مع بعض الضعفاء والسفهاء, أما المؤمنون فلهم في كل لحظة من لحظات الشهر الفضيل موعد مع القبول والاستغفار, وكان لسان حالهم في مناجاتهم ودعواهم اللهم بلغنا رمضان, فكيف نتصور الغفلة منهم عن رمضان وقد شرّفهم الله تعالى بالحضور في هذا الشهر الكريم.
أن المسؤولية الشرعية لا تقف عن حد أن ندرك ما علينا من الواجبات في هذه الايام والليالي؛ بل علينا ان نعمل على إنقاذ أهلينا وأبناءنا من مكائد ابليس وجنوده, ونبادر إلى مراقبة الاصدقاء والاهل بعد النفس لنتمكن من مقاومة فتنة القنوات الموجهة والبرامج المكثفة لهدم أركان الاسرة في الشهر الفضيل, وعلى المساجد أن تنوع برامجها وتنجح في الوصول إلى المسلمين ببيان أهمية هذه الساعات والايام كونها قد لا تتكر والشقي من يحرم المغفرة في هذا الشهر الفضيل.
أما المؤسسات الحكومة التي ينبغي عليها المتابعة والحذر و ضرورة ايقاف البرامج التي تتنافى مع خلق شهر رمضان وبركاته, فقد ثبت أن هذه الجهات هي التي تسعى إلى العكس من ذلك؛ ولهذا فان الاعتماد على المؤسسات الحكومية في المنع أو كفَّ البرامج المسيئة غير مجدي, بل أن الواقع الثقافي العراقي بات ينافس اليوم المحطات الدولية والقنوات الغربية في درجات السفاهة والغي؛ فليس للمتابع او المشاهد المؤمن إلا تقنين البرامج والقنوات بالشكل الذي يمكن معها المحافظة على اللون الايماني في هذا الشهر الفضيل الذي بدأ بالانصهار, فمن فاته فقد فاته الخير الكثير.
https://telegram.me/buratha