✍🏻رجاء اليمني ||
كثير من يغفل عن حقيقة الدنيا ، وللوقوف على حقيقتها تعالوا معي في جولة سريعة في وقتها مع كلام لسيد الاوصياء علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وهذه الجولة وان كانت سريعة بوقتها الا ان العاقل فينا والمتأمل فيها جيدا سيحتاج الكثير من الوقت للوصول الى معانيها .
وقد تكلم الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) في كثير من مواقفه عن الدنيا و الابتعاد عن ملذاتها و مساوئها ومن كلماته (عليه السلام):
* الدنيا دار الغرباء و موطن الأشقياء.
عندما تتأمل الدنيا فانت تجد أن مع قسوة الحياة يصبح الناس فيها غرباء وموطن التعب والشقاء
* إن الدنيا دار فجائع من عوجل فيها فجع بنفسه و من أمهل فيها فجع بأحبته.
صدقت يامولاي فالدنيا فعلا دار الخوف من المصائب قدر فيها الفقد والموت فمن كان عمرة قصير وإصابة المرض فجع في نفسة ومن أمهل فجع في أحبته وذلك أمر فليس فيها سكينة وأمان
* إن الدنيا كالحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها و كن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها.
الدنيا غرور ووجدت فيها لهلا ولعب فمن غاص في ملذات الدنيا سقط في سمها وهلك في الآخرة
* إن الدنيا كالغول تغوي من أطاعها و تهلك من أجابها و إنها لسريعة الزوال وشيكة الانتقال
الدنيا كوحش مخيف مسالكها ظلام تغوي الناس لمن أطاع حلقاتها واهلك المجيب لهذه الرغبات والشهوات سريعة الزوال* كم لبثتم قالوا يوما اوبضع يوم. وهي سنوات تمر كالرياح لتنتقل من جيل إلى اخر
إن الدنيا لهي الكنود العنود و الصدود الجحود و الحيود الميود حالها انتقال و سكونها زلزال و عزها ذل و جدها هزل و كثرتها قل و علوها سفل أهلها على ساق و سياق و لحاق و فراق و هي دار حرب و سلب و نهب و عطب .
اختصر الإمام علي الدنيا بكلمات موجوزه فتدل علي أكذوبة لتكتب في بداية السطر ما حصلت منها غير أنها كاذبة غرور
إن الدنيا عيشها قصير و خيرها يسير و إقبالها خديعة و إدبارها فجيعة و لذاتها فانية و تبعاتها باقية
اشمئز جسدي وروحي وعفت نفسي عن الدنيا فلم اجد الخلاص الا بالبعد عنها والعمل مع الله وكسب الآخرة.
إن الدنيا لمفسدة الدين مسلبة اليقين و إنها لرأس الفتن و أصل المحن.
من جعل الدنيا اكبر همة خسر دينه وظل الطريق وخسر الآخرة
* إن الدنيا دار أولها عناء و آخرها فناء في حلالها حساب و في حرامها عقاب من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن.
من يريد في هذا الدنيا شي فهو مفتون ففي حلالها حساب وفي حرامها عقاب
* إن الدنيا تدني الآجال و تباعد الآمال و تبيد الرجال و تغير الأحوال من غالبها غلبته و من صارعها صرعته و من عصاها أطاعته و من تركها أتته
ف ليشهد الله عافت الروح هذا الدنيا ومافيها فلا نريدها وان كانت ملك اليد نريد قوه الإيمان والثبات وصدق مجاهدة النفس.
* إن الدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها و تتحرز عمن أعرض عنها فلا تمل إليها بقلبك و لا تقبل عليها بوجهك فتوقعك في شبكتها و تلقيك في هلكتها.
بذلك نجد أنه من أعرض عنها نجا فهي مثل بيت العنكبوت او أضعف منه فيارب نسألك حسن الثواب فى الاخرة فلاتجعل الدنيا غاية مطلبنا
* إن الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها و ابتلى فيها أهلها ليعلم أيهم أحسن عملا و لسنا للدنيا خلقنا و لا بالسعي لها أمرنا و إنما وضعنا فيها لنبتلى بها و نعمل فيها لما بعدها.
صدقت ياسيدي فنحن خلقنا فيهاللبلاء والامتحان كي نجد الجزاء والجنان عند ذي الجلال والإكرام
* إن الدنيا دار خبال و وبال و زوال و انتقال لا تساوي لذاتها تنغيصها و لا تفي سعودها بنحوسها و لا يقوم صعودها بهبوطها
هى دارلا يتساوي فيها امران فلابد فيها من غالب ومغلوب وظالم ومظلوم وسعيد وحزين فهي دار ابتلاء وأنين
* يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد و شرها عتيد و نعيمها مسلوب و مسالمها محروب و مالكها مملوك و تراثها متروك
دار فانية كاذبة لايوجد فيها غير السراب لحقيقة لابد منها مرحلة الانتقال للقرار والاستقرار بينها فاصل وهو الموت طريق لايعلمه غير رب العباد رب الأرباب من وسعت رحمته كل شي .
https://telegram.me/buratha