🖋️🖋️محمد شرف الدين ||
قال تعالى في سورة التوبة
" يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ "
في هذه الآية المباركة إشارة إلى:
اولاً : اعمال الإنسان.
حيث تؤكد هذه الآية حقيقة مهمة وضرورية في حياة الإنسان وهي :
أن أعمال الإنسان لا تمضي سدى ،بل تبقى وتتجسد له يوم القيامة ، وتكون مدعاة سروره أو مدعاة شقائه...."
لأن معنى الكنز هو المال المدفون في الأرض، وهو في الأصل جمع أجزاء الشيء......ثم استعمل الكنز في جمع المال وادخاره ودفنه أو في الأشياء القيمة غالية الثمن. وعليه فإن الكنز ملحوظ فيه الجمع والاخفاء والمحافظة"
ثانياً: بُشرى العذاب
ذهب العلامة الطباطبائي " قده" إلى أن هذه الآية تفسر المراد من قوله تعالى "فبشرهم بعذاب أليم" التي وردت في الآية السابقة لها ،التي تنص عل أن كثيرا من الاحبار والهبات يتصلون بعدة صفات منبوذة، منها :
- اكل أموال الناس بالباطل.
- صد الناس عن سبيل الله .
- اكناز الذهب والأموال.
- عدم الإنفاق في سبيل الله
فعلى هذا لابد من وجود عقوبة لهذه الأعمال، فجاءت هذه الآية " يوم يحمى عليها ......" لبيان ماهية العذاب الأليم.
وبذلك قد تكون من أدوات التعذيب في يوم القيامة أموال الدنيا لقوله " هذا ما كنزتم " ..." فذوقوا ما كنتم تكنزون "،
وأما كيفية العذاب فقد بينها الذكر الحكيم ، بقوله " فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم......"
أي إلصاق الشي الحار باليمن( الجباه ، الظهور ،والجنوب ) .
ومن المفسرين من ذهب إلى بيان سبب ذكر هذه المواضع الثلاثة من جسم الإنسان دون غيرها ،بقوله
" أن أصحاب الثروة حين كان يأتيهم المحروم أو الفقير كان رد فعلهم يظهر على جباههم أحيانا، حيث يزوون ما بين عيونهم ويقبضون وجوههم فيظهرون عدم الاعتناء بهم ، وتارة ينحرفون عنهم، وتارة أخرى يديرون ظهورهم لهم"
اعاذنا الله وإياكم من هذا العذاب بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
https://telegram.me/buratha