مثنى الطائي ||
يعتبر الامام ابا محمد الحسن المجتبى ع ثاني أئمة الهدى بعد رسول الله ، ولم يسبقه بالفضل والكرامة والمنزلة وعلوا المقام مما خَلق الله سوى جده المصطفى وأبواه الطاهرين ع ، تقلد عليه السلام امامة الامة بعد شهادة ابيه المرتضى ع ، لكن فترة امامته تميزت باصعب الظروف واحلكها بسبب تمدد غطرسة معاوية واستبداده ومكره واستخدامه لسلاح الاعلام والمال الذي اشترى فيه ضمائر الكثير وخدع وعيهم ، الامر الذي اضطر الامام ع للقبول بهدنة معاوية وعدم قيامة بالسيف وانهاء الوجود الاموي الفاسد ، وذلك بسبب تنصل الامة عن مسؤوليتها وخُذلانها لامامها وقائدها والدفاع عن مشروع الامامة عندما خضعت لترغيبات معاوية وابتزازه ورُشاه لكثير من عناصر وقادة جيش الامام ع وغيرهم من ضعيفي الايمان وخنوعهم لترهيبه ووعيده ، بالشكل الذي فقد الامام ع جميع انصاره ومؤيدة وعناصر جيشه الا الثلة النزيره جدا جدا إن وجدوا ، فعلى الرغم من جبر الامام على الموافقة على الهدنه الا انه وضع شروطه الذي اذل بها معاوية وكشف فيها قبحه وزيفه ، الا إن الاخير لم يلتزم بشروط تلك الهدنة التي افتضحته اكثر وعرة خلافته المزعومة وبينت حقيقتها بعد تاريخه الاسود مع ابيه امير المؤمنين ع عندما حاول تشويه صورته وتزييف حقيقة عدله حتى وصل الحال باكاذيبه واكاذيب اعلامه انه يقول لهم عليٌ ليس من اهل البيت ع ولم يصلي!!
فبعد دخوله الكوفة وخطب بالناس قائلاً
( يا اهل الكوفة انني ماقاتلتكم لكي تصلوا او تصوموا لانني اعلم انكم تصلون وتصومون وانما قاتلتكم لكي اتأمر عليكم ) !!
فهدنة الامام المجتبى ع التي فرضتها خذلان الامة وتقاعسها عن اداء تكليفها كانت مقدمة وممهده لثورة الامام الحسين ع ، ولولاها ما كانت هناك ثورة للامام الحسين ع ، فلو قام الامام الحسن ع بالسيف في حينه لقُتل الحسنان ع ولكانت سبه ومنه لا ال امية على بني هاشم الى يوم القيامة ، ومن ثم يُقضى على الدين والامامة والرسالة بسبب عدم تورع طاغية الشام معاوية بن ابي سفيان له .
بل لو كانت تلك الظروف في زمان الامام الحسين ع لصالح معاوية وقعد ، ولو كانت الظروف التي عاشها الامام الحسين ع في فترة الامام الحسن لقام ع بالسيف وجعل خيارهُ الثورة ، اذا المدار في تحديد القرار راجع لظروف كل مرحلة والتي تعتمد بالدرجة الاساس على وعي الامة واقتدارها وحجم المخاطر وتداعياتها .
لكن هناك امرٌ جديرٌ بذكره والتنبيه عليه وهو إن امامة وحجيه كل امام معصوم لاتتوقف على بيعة الناس له من عدمها ، فهي ثابته له وهي من شأن السماء وليس من شأن الناس فهي لاتفارق العصمة ، سواء تمكن من القيام بوظيفة ادارة شؤون الامة السياسية ام لم يتمكن ، فالمكنه هنا تعتمد على مدى استعداد الامة وقابليتها في تمكين المعصوم من قيادتها ، فقيادته في هذه المساحة تجري وفق الاسباب الطبيعي ، فعدم مكنته لا يُسلب امامته على الامة وقيادته الربانية وحجيته على البشرية
https://telegram.me/buratha