محمد الكعبي ||
قال تعالى{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ...} يوسف : 40
القرآن يوجه الانسان ليكون حراً، ليكسر القيود التي جعلته عبداً لنفسه ولشيطانه ولعشيرته وحزبه، لينطلق في أفق العبوديّة الحقيقيّة لله تعالى الذي لا معبود سواه، ليسير في دنيا الصراع والتزاحم مطمئناً مستقراً ليحطم جميع القيود التي صنعها بيده.
تحطيم الاصنام، وأي أصنام يحطم؟ التي صنعها بيده أم التي نسجها بمخيلته المريضة؟
هل يمزق الصور التي منحها ثقته فقتلته؟
الاصنام التي صنعها الإنسان بيده أمس احتقرته اليوم وجعلته عبداً ومرغت بأنفه التراب، فَقتلته وهو ضاحكٌ، لأنه أوقف عقله عن العمل.
لا تلوم الأمة البائسة الا نفسها ولا تبكي الا على حالها، لأنها هي من قتلت نفسها، وما أشبه اليوم بالبارحة والقادم أبشع وأمّر.
إذا لم تصحوا الأمة من سباتها ستبقى كل يوم يُقتل القرآن بين ظهرانيها وهي تتلاطم وتبكي, وتندب حالها تنتظر مخلصها القادم من بعيد الذي أبعدته ذنوبها، فتعساً لأمة تبكي بلا حركة، أما آن الأوان أن تتوب ليرفع الله عنها العذاب؟.
إلى متى يا أمير المؤمنين تبقى تُقتل على أعتاب محرابك والناس لاهية عنك؟
ومنشغلة بغيرك، لا تنظر اليك، لا تفكر بك، همها علفها، إلا من خرج من تلك الأمة الملعونة الصامتة المهزومة من الداخل قبل الخارج العابدة للصنم القابع في قصره وبين حواشيه, يشرب الخمر على جثث ضحاياه، ويستمع إلى أنغام الجواري بجوار دموع الثكالى وصراخ الأيتام وأنين الفقراء, والناس تصفق لجلادها وترقص لقاتلها وتمجد لمن باعها بأبخس الاثمان!.
أصنام اليوم تصلي وتصوم وتقرأ القرآن وتلبس الخشن وتُلقب نفسها بالقاب مقدسة، لقد أجادت الدور، واجتهدت باستغفال البسطاء، فقطعت الرقاب وهي تكبر، و سفكت الدماء وهي تصلي، وسرقت الأموال وهي تزكي، فشاع الفساد وضاع الحق بين مدعٍ كذاب ومنافق انتهازي ومؤمن مستضعف واعلام مضلل.
آه أي دين هذا إنه دين ابليس وليس قديس، دين الضمائر الميتة، دين النفاق، دين البترول والمنتجعات، دين تُذبح الفضيلة على أعتابه وتُهتك الحرمة في محرابه، لا يعي إلا لغة الجواري والعبيد والخمور والحروب، دين الذبح والتفخيخ، دين يُقتل فيه المؤمن في محرابه، والفاسق مُنعم في حانته، اني أبحث عن دين يعيش مع الفقراء والمحرومين، لا يقسم الناس حسب الالوان والقبائل.
أين دين الله ؟ سأبحث عنه حتى اجده وان كان الطريق مليئاً بالأشواك .
https://telegram.me/buratha