كندي الزهيري ||
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لَتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
كرم الله كل أمة بكتاب فيه تعاليم وأحكام تضمن سلامة المجتمع وحقوقه، ليختم الحكيم الأديان السماوية الإسلام الذي لا يؤطر في حدود مصنوعة إنما جاء هذا الدين رحمة لكل العالمين، وفيه من التعاليم الأخلاقية الكثير الهدف منها رفع الإنسان إلى مستوى الكمال وارقي، وعدم السماح له بالنزول إلى مرتبة الحيوانات.
لكن كان للدنيويين رأي آخر مخالف لذلك بينه الله بقوله -عز وجل- { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلَك مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ}.
يستخدمون ذلك في الصراع القائم بين دين محمد ( ص) الأصيل وبين دين المزيف والمدعين تطبيق السنة كذبا وافتراء من الوهابية والسلفية والحركات المنحرفة،
استقل التفرقة بين العربي والأعجمي في الصراع القائم العجيب في الأمر هذا الشعار مستمر إلى يومنا هذا وهو( فرس _ مجوس_ روافض _ صفويين؛ وغيرها) كل هذا يطلق على الذين يتبعون خط الإمام علي -عليه السلام- الذي يتبع دين محمد ( ص) حرفيا، الذي لا يفرق بين عربي وأعجمي فالكل عنده سواسية،
تم إطلاق هذا العداء منذ ما يسمى ( بالخلافة الإسلامية) على أساس القومية وليس ديني، من ثم استقلها الأمويين بعدها ثم تمزيق حكومة المختار الثقفي بسبب هذه الشعارات التي أطلقها الزبيريين، من ثم العباسيين.
أما في العصر الحديث تم استخدامها من قبل الغرب وأمريكا التي تروج عبر الإعلام العربي تلك الأفكار والاتهامات غير المبررة مستخدمة بني سعود سياسيين مع الغرب من خلال مؤسسات وهابية سلفية في كل دول المنطقة، الهدف واحد تمزيق الإسلام على أساس قومي طائفي من ثم تمزيق الطائفة إلى طوائف وهكذا حتى يبقى التنازع قائم وهذا يؤدي إلى دوام تفوق الغرب وأمريكا على العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
أما في الصراع ١٩٨٠ بين العراق وإيران تم استخدام نفس الأسلوب ( صفوية مجوس) وفي ٢٠٠٣ تم استخدامها من قبل أهل الغربية بسبب زعاماتهم ومنابرهم المنحرفة، وفي ٢٠١٤م نفس الأسلوب من قادمون يا بغداد، جئنا نحررها من ( الروافض، المجوس الصفويين وجيوشهم)، وفي ٢٠١٩م في المظاهرات تم إطلاق نفس الشعار لكن هذه المرة من قبل أناس يدعون أنهم شيعة '، مع علمهم بخطأ ذلك التصرف، وهذا ما أشرنا له حين قلنا تمزيق الطوائف من الداخل وتفتيتها وجعلها متصارعة سياسيا وفكريا، ويستمر ذلك الشعار قائم بسبب دوام الفساد والاستبداد والشر إلى ظهور دولة الحق دولة محمد وآل محمد هناك فقط سيشعر الناس بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فرق بينهم، في تلك الدولة الكريمة لا يسمح للشيطان السياسة ولا مال ولا المنابر الفاسدة من تمزيق الإسلام أو جعله قومية أو مكان محدد إنما سيشع إلى أرجاء المعمورة وأن كره الشيطان واتباعه. . . .