كندي الزهيري ||
ومعناه في الشّرع ؛هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر.
والكثير ما نجد هناك التباس في عدم التميز بين الرياء والنفاق ،الرياء كلمة مشتقّة من الرّؤية، وهو أن يعمل الإنسان العمل ليراه النّاس.
حذر الله عز وجل وشدد على ذلك بضرورة عدم السماح للمنافقين بأن يأخذوا دور في الأمة وكذلك بين رسول الله ( ص) صفاتهم { إذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اوتمن خان} .
● انواع النفاق:
١_ النِّفاق الأصغر؛ ويكون بالإتيان بفعلٍ أو عملٍ من أفعال أو أعمال المًنافقين، مع بقاء ورسوخ الإيمان في القلب، وتجدر الإشارة إلى أنّ النِّفاق العمليّ أو الأصغر؛ لا يُخرج العبد من ملّة الإسلام، إلّا أنّه يعد من الوسائل التي قد تصل بالعبد لذلك.
٢_ النِّفاق الأكبر؛ وهو النِّفاق المتمثّل بإظهار الإسلام فقط، دون الاعتقاد به باطناً، وهو النِّفاق الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في مَعْرِض الذمّ.
● أهم صفات المنافقين في القرآن الكريم:
١_ في قلوبهم مرض: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة: 10]،
٢_ مفسدون في الارض،(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُون) [البقرة: 11-12].
٣_ سفهاء(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 13].
٤_ الخداع والتآمر ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
٥_ الغدر ونقض العهود: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ) [التوبة: 75-77].
٦_ حمق التفكير ( وَإِن تَجْهَرْبِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ).
٧_ يخادعون انفسهم ( وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فلعرفتهم بسيماهم ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) .
٨_ كاذبون ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَقَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ).
٩_ جبناء ( لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِوَهُمْ يَجْمَحُونَ).
١٠_ التكاسل في العبادات ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا).
١١_ البغض والكره لما انزل الله عز وجل(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
١٢_ البخل(بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
١٣_ الغدر(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَفَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَفَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ)
١٤_ ترك الهدى والأخذ بالضلالة (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).
١٥_ ظلم النفس ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا )
● كيف تتخلص من عادت النفاق:
١_ تعزيز الايمان في النفس.
٢_ الدعاء والاعتقاد به.
٣_ذكر الله وقراءة القرآن
٤_استحضار نتائج النفاق
٥_الاتصاف بالصفات المضادّة لصفات المنافقين
٦_ ترويض النفس من خلال العبادات .
٧_ ان يكون سلطان على نفسه ( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ).
٨_ ان يسعى للتغير ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).
تتمثّل خطورة النفاق في سعي المنافق لإفساد المجتمع وأكل أموال النّاس دون حقّ بهدف تحقيق مصالحه الشخصية، وكرهه لرؤية غيره من الأشخاص ناجحين في حياتهم وأعمالهم؛ فيسعى لإفشالهم بجميع الطرق.
ومن اجل ان يتخلص الإنسان من هذه الحالة المرضية ، فان عليه ان يكون صريحاً مع نفسه ، محاسباً لها على الدوام ، وان يطرح على نفسه دائماً السؤال الذي سبق وان طرحناه وهو : ما هو النفاق ، وهل فيَّ نسبة من النفاق ام لا ؟ ثم يعرض نفسه بعد ذلك على المقاييس القرآنية لكي يستطيع من خلالها ان يسلط الاضواء الكاشفة على نفسه ، ويكتشف النفاق في مراحل ظهوره الاولى لكي يقضي عليه وهو في المهد . ولكي لا يخدع نفسه بانه مؤمن ، وانه يحمل حقيقة الايمان دون ان يعرض نفسه للامتحان ، ودون ان يخضعها للمعايير الالهية.
وفي هذه الحالة وحدها ـ حالة عرض النفس على القرآن ـ سيكون بمقدور الإنسان التخلص من رواسب وادران النفاق ، وحينئذ ستنطبق عليه مواصفات الإنسان المؤمن المخلص في ايمانه ...
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha