محمد حسن الساعدي ||
في الاونة الاخيرة وبعد تطور الوعي الاسلامي الى صيغته الحاضرة،بالمقابل تطور الوعي الاستعماري المعاكس له،جعلت تحوم شكوك وشبهات حول حركة الفقهاء وقدرتهم على قيادة الامة الاسلامية،وتضع هذه الشبهات الاسئلة عن مدى استجابة الشارع الاسلامي للفقهاء والقادة الاسلاميون،وهذه الابواق التي تطلق مثل هذه الشبهات لم تكن تضع هذه التساولات عفى طاولة البحث وأمام الفقهاء أنفسهم،بل ذهبت تطلق الاكاذيب هنا وهناك،في محاولة لتاكيد عملية "الفصل بين الشعب والعلماء"،فتعزكت على هذه الشبهات حركات وأحزاب كانت تريد ان تتعلى على هذه الشبهات وتضع نفسها موضع المحاسب للقيادات الاسلامية،وتبني نفسها عليها،وترددها أبواق تحسب أنها لا تجابه بجواب يجعلها في موضع الاحراج والعزلة .
أن أكبر مميزات علماء المسلمين أنهم احتفظوا باسلوبهم المبدئي الموروث،فهم لا يحتجبون عن الناس بالحرس والمرافقين،بل يتعايشون مع الجمهور،ويعيشون معاناتهم اليومية لذلك نجدهم ناجحين في مواقفهم والتي تنطلق من هذا التعايش مع المعاناة والهموم،وهذا ما برز في دور السيد روح الله الخميني في توجيه المجتمع الايراني المنقسم،وإعادة بوصلة القيادة الواعية للامة ،وعلى الرغم من ان اجهزة الاستعمار العالمي والحكومات العميلة تتناصر لمحق حركة السيد الخميني وغمط كل ما له من جهاد وجهود، واستهدافه والتربص به ، الا انه استطاع من توجيه الراي العام الايراني نحو ضرورة الخلاص من الحكم الشاهنشاهي الذي حكم ايران بالعنف، لذلك نجد ان قضية الوحدة استحوذت على اهتمام السيد الخميني بصفته مفكراً وفقهياً ، وباعتباره قائداً للثورة الاسلامية في ايران،واصبحت اولى قضاياه واهتماماته،واستطاع أن يخطو خطوات عملية اساسية عفى طريق تحقيقها بين المجتمعات الاسلامية كافة،بل كان يتطلع الى إيجاد وحدة للمستضعفين في الامة الاسلامية، حيث يرى أن هذه الوحدة فيها بعداً سياسياً من وجهة نظر الامام وينبغي التصدي للقوى الظالمة وتحقيق العدالة في العالم أجمع .
لقد كانت المخاطر التي تهدد قيام الثورة الاسلامية في ايران كبيرة وخطيرة،ولكن السيد الخميني تمكن ببراعة من الوقوف بوجه كل هذه المخاطر واخمادها، بل استطاع بحكمة من تحويل كل هذه المحركات الى غضب بوجه الاستكبار العالمي، والوقوف بوجه الطاغوت الامريكي،فتحولت ايران من "شرطي الغرب" الى دولة تناهض الامبريالية والعنصرية الاستعمارية، والى داعم وحليف قوي لمحور المقاومة في منطقة الشرق الاوسط، وهي بذلك تعلن رفع راية الصحوة الاسلامية في ارجاء العالم لتعلن موقفها الرافض للهيمنة الامريكية والغرب اجمع،كما ان السيد الخميني اعلنها وبصورة واضحة ان اسرائيل "شر مطلق وغدة سرطانية لابد من إزالتها من الوجود"، ليكون اول خطاب تحريضي لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة .
لقد اتسم نهج الامام الخميني بالاعتدال ورفض الظلم، والدفاع عن الشعوب والامم المستضعفة،وهذا ما نراه جلياً وقوف الجمهورية الاسلامية مع قضايا الشعوب المسلمة، والدافع عن حقوقها بالعيش بكرامة،لذلك نجح الامام الخميني وبشكل استثنائي في تحريك الجماهير وتوجيهها نحو اهدافه وطموحاته،والنهوض نحو الانتصار لحريته ورفض الظلم والتسلط .
https://telegram.me/buratha