الصفحة الإسلامية

في ذكرى الصادق..الإنتماء والثبات والنصرة..

1130 2021-06-08

 

مثنى الطائي ||

 

في ذكرى شهادة الامام الصادق ع هل نحنُ صادقين في الانتماء أليه وقادرين على الثبات والنصرة اليه

 

إن ما قام به الإمام السادس من أئمة أهل بيت العصمة والطهارة الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه وعلى أباءه الطاهرين أبان فترة أمامته الشريفة على الامة من ثورةٍ علمية وحركةٍ فكرية وتعبئةٍ معرفية ونهضةٍ اصلاحية اظهر فيها تعاليم الاسلام وكشف من خلالها بعض كنوزه ومعارفه وأرسى مبادئه السامية في النفوس وغرس قيمه المعرفية في القلوب وأظهر معادن العلوم في شتوى صنوف المعرفة وعرى المفاسد الفكرية السائده وفضح بُدع الجاهلية الرائجه وجرد حركات الضلال وسلخ منها أكذوبة احقيتها وشرعيتها فما كان ذلك أن يكون لولا عوامل مهمة قد توفرت له ص وساعدت على نجاح نهضته المباركة واهمها عاملين مهمين ساعدا على بروز هذه النهضة العلمية التي لازلنا نجني ثمارها الى اليوم وبفضلها بقيت دعائم السلام وركائز المذهب الشريف راسخة الى يومنا هذا

اولا: تغير الظروف السياسية في زمانه آنذاك  وضعف حكم الظالمين ووهن سلطانهم وتجبرهم وقد تمثل ذلك بانهيار الحكم الاموي وبدايات الحكم العباسي الذي انشغل رجاله بتثبيت دعائم سلطانهم والدعوة له وخُداع الناس بهم ودعوتهم للرضا من آل محمد صلوات الله عليهم

ثانيا:  هو تنامي القاعدة المؤمنة وتعاضم التيار المؤازر للامام ع وظهور القادة وبروز الصفوة من اهل العلم والنُخب الذي اعتمد عليهم الامام ع في حمل اهداف نهضته وتحقيق آمال مشروعه بين الناس ونشره بين اوساطهم وكانوا حلقة الوصل بينه وبين الناس " اشبه اليوم بالقيادات الوسطية" ، في بعض المدن لاسيما البعيدة عنه ، فكان للقيادة الميدانية والعصبة النخبوية والجماعة الصالحة دورٌ مهم في إنجاح مشروع الامامة ولو لفترة معينة من زمان خلافته ص ، فنقول ماذا لو استمر هذا الوعي الجماهيري والاقتدار التعبوي والتصدي النخبوي في حمل فكر الامامة ورسالتها في المجتمع هل تمكن الظالمون كبني العباس مجددا من النيل من قيادة الامة الشرعية المتمثلة بأئمة اهل البيت ع وتحجيم دورهم وقيادتهم على الامة من جديد ..؟!

لكن إفشاء سر الامامة والنكوص عن تحمل المسؤولية حال دون إكمال هذا المشروع او تحققه ، وفي بعض الروايات تشير على إن قيام دولة العدل قُدرَ لها أن تكون في زمن الامام الصادق ع لكن إفشاء هذا السر للعدو وما فعله الظالمون بمكرهم وظلمهم حال دون تحققه .

فإن ما نعيشه اليوم وما نحياه من واقع امتاز باشد إفرازات التجهيل المجتمعي ضراوه واكثر الطفح الاعلامي المضاد قساوه هو ما بلغته ايامنا هذه وما تميزت به من شيوع حالات الكذب المجتمعي وتفشي التضليل الفكري والتزييف الثقافي الماسخ لهوية وثقافة دينيا ومبادئنا والاستهداف الممنهج والاستراتيجي لمذهبنا وعقائدنا وقادتنا ورموزنا وقضيتنا ومشروع أئمتنا ص

فنحن اليوم وفي مثل هذه الظروف التي يكون ديننا ومذهبنا يخوضا حالة التحدي والمواجهة المصيرية مع اعداءه وعلى كافة المستويات واهمها الثقافية والاعلامية من اجل مسخ هويته وتشويه رسالته وتحريف مبادئه وتزييف قيمه وثوابته وتسطيح عقول قواعده ومن ينتمي اليه لاسيما البسطاء منهم وتسفيه علماءه ، كل ذلك يجعلنا أمام استحقاق ومسؤولية كبيرة في حمل مشروع المواجهة ومعرفة دورنا الرسالي والقيام بتكليفنا واستيعاب المسؤوليات التي تقع على عاتقنا ، خصوصا إننا نعتقد إننا نعيش ارهاصات الظهور الشريف وبلوغ شروط ذلك الظهور يكون قسم كبير منه يتوقف على الحراك الاجتماعي للمؤمنين والمنتظرين الذين يمهدون باستعدادهم قرب الظهور الشريف عبر استيفاءهم لمستوى النصرة للمولى المنتظر عجل الله فرجه الشريف ، فأما يكون استعداهم مقربا للظهور او خُذلانهم وتقاعسهم مؤخرا له .

 فقد ذكر الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين‏ وتمام النعمة ص ٣٨٣ :

عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِيرٍ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَى مَوْلَانَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَرَأَيْنَاهُ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ وَ عَلَيْهِ مِسْحٌ خَيْبَرِيٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَيْبٍ مُقَصَّرُ الْكُمَّيْنِ وَ هُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَى ذَاتَ الْكَبِدِ الْحَرَّى قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَ شَاعَ التَّغَيُّرُ فِي عَارِضَيْهِ وَ أَبْلَى الدُّمُوعُ مَحْجِرَيْهِ وَ هُوَ يَقُولُ :

سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي وَ ضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَ أَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي 

سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ يُفْنِي الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك