ازهار آل عبد الرسول ||
الدين الاسلامي دين نظام ومسلك الهي نوراني شامل لحياة البشر -اجتماعيا- واقتصاديا-وسياسيا- وتربويا ... الاسلام يدعو الى المحبة والتسامح والألفة بين افراد المجتمع، عبر التواصل الاجتماعي من صلة الرحم وحب لاخيك ما تحب لنفسك وكثير من القضايا الانسانية التي يدعو لها.
في الآونة الاخيرة ظهرت على ساحة الفكر الانساني كثير من القضايا والشبهات والمطارحات والاسئلة التي تدعو الى الشرك والالحاد، ونسخ الدين بمعتقدات وافكار ضالة مضلة تهوي بالمجتمع الى التفسخ والفساد ودّب الفوضى. فتصدى لها علمائنا من رجال الفقه وعلم الكلام والفلسفة لرد الشبهات بأدلة عقلية ونقلية تثبت بأن هذا الدين- دين- متين شامل فقد انطوت فيه الشرائع السماوية السابقة والشريعة المحمدية اللاحقة فاصبح رسالة سماوية الهية كونية حملها اشرف خلق الله (النبي محمد صل الله عليه واله وسلم) يدعو الى عبادة اله واحد احد ونبذ الكفر والشرك والالحاد.
الشرك نوعان شرك اكبر وهو عبادة الاصنام والاوثان وما يصنعون بأيديهم من تماثيل بزعمهم تقربهم الى الله زلفى، اوالشرك الاصغر الذي سمي بشرك السرائر او (الشرك الخفي) الذي يخفي صاحبه المقصد منه ويظهر غير ذلك. هنا لابد ان نضع هذا الموضوع تحت المجهر لشدة اهميته وانتشاره في اواسط المجتمع.
عن الامام (جعفر الصادق)
عليهم السلام مخاطباً زرارة: من عمل للناس كان ثوابه على الناس يا زرارة: كل رياء شرك.
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ }{ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ}
اذن هو رياء بمعنى آخر حيث يرائي صاحبه امام الناس في طول سجوده وصلاته وصيامه وكافة اعماله، فهو يطلب رضى الناس والجاه والمقبولية والمنزلة عندهم، وكذلك التميز وحب الظهور والاطراء من قبلهم. فهو كالمنافق يضمر شيء ويظهر شيء اخر.
واي عمل سواء كان عباديا او سجية اخلاقية يكون المقصد منه غير (الله) سبحانه وتعالى فهو باطل ولا يستحق فاعله الا الذم والنبذ، كالذي يتظاهر بحب الامام (الحجة) عليه السلام امام الناس حتى اشتهر بينهم بذلك، وما ان شاهد الامام وطلب منه ارجاع حقوق الناس حتى صرخ باعلى صوته وانكر الامام، لان مصالحه الشخصية تتضارب مع الرؤية المهدوية، لذا الحذر الحذر من الشرك الخفي فهو موجود في كل اعمالنا ما ظهر منها وما بطن
بما اننا نعيش ارهاصات عصر الظهور وتحقق بعض العلامات التي تحدث عنها (اهل البيت) عليهم السلام وجب علينا ان نستنهض الامة من الغفلة وحب الذات وترك الانانية والرياء، وما يستلزمه هذا التوجه من مجاهدة النفس وصدق النية. لان بني ادم خطاؤون ولكن خير الخطائين التوابون، فلنضج بالتوبة والاستغفار ونطلب الهداية من (الله)لنهيئ انفسنا ومن حولنا ونكّون مجاميع مهدوية بدورها تعد مجتمع قوي قادرا على تجفيف منبع التناقضات الاجتماعية وعلى ادارة نفسه وحل الازمات سياسيا واقتصاديا ... ودحر الاعداء المتربصين بنا الدوائر، واستغلال موارده وخيراته بافضل صورة تحقق للفرد عيشة كريمة تحفظ ماء وجهه، ويكون قادر ومهيأ ومعبأ لاستقبال آمر عظيم يخط بالافق، نور ساطع يشع ارجاء الكون والمعمورة يملئها عدلاًوقسطا كما ملئت ظلما وجورا (يرونه بعيدا ونراه قريبا)
https://telegram.me/buratha