الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
· عاشوراء تتجدد كل عام
من الحقائق التي يمكن الاستفادة منها في نهضة كربلاء وحركة الامام الحسين عليه واهل بيته واصحابه ان كربلاء لا يمكن حصرها في بعدها التاريخي والذي حدث قبل الف عام .
نعم الناس وهذا من طبيعتها تنظر الى حدث كربلاء في بعدها التاريخي والزماني ومظلومية سيد الشهداء وتستذكره وتبكي على ما جرى في كربلاء من قتل وسبي وحرق وانتهاك لكل القيم والاخلاق والمبادىء والانسانية .
وهذه النظرة لا يمكن انكارها ولا طيها ولا رفضها بل هي جزء مهم من عاشوراء وكربلاء ومن يريد ان يستفيد من عطاء عاشوراء ويأخذ الدروس والعبر الكثيرة لا بد له ان ينظر الى مظلومية الحسين واهل بيته واصحابه وما جرى عليهم في صحراء كربلاء .
فعاشوراء في بعدها التاريخي ثورة ونهضة قام بها اشرف الخلق بعد النبي محمد صلى الله عليه واله وهو الامتداد الحقيقي للنبي صلى الله عليه واله لارجاع الناس الى دين الاسلام الاصيل الذي جاء به خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه واله بعد ان استولى عليه عائلة مارقة جاهلة فاسدة فاسقة ظالمة كانت الى الامس القريب اشد اعداء الاسلام .
ولأجل ذلك قال الامام عليه السلام : واني لم اخرج اشرا و لا بطـرا و لا مفسدا و لا ظالما و انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (ص) اريد ان امر بالمعروف و انهي عن المنكر و اسير بسيرة جدي و ابي علي ابن ابي طالب (ع) .
وكذلك كربلاء لها بعدها المتجدد في كل العصور وهو المهم من واقعة كربلاء، وكما قيل ففي كل يوم عاشوراء وفي كل ارض كربلاء .
لذلك كانت عاشوراء وكربلاء حاضرة في الكثير من الثورات بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام كثورة التوابين وثورة المدينة وثور المختار وثورة زيد بن علي بل وحتى العباسيون استفادوا من عاشوراء للوصول الى الحكم .
ولكن الذي جسد عاشوراء وكربلاء ونهضة سيد الشهداء في عصرنا وفي القرن العشرين بعد ثورة الامام الحسين عليه السلام هو الامام الخميني رضوان الله عليه بعد 1400 سنة من عاشوراء ، فهو الفقيه العالم الرباني العارف الزاهد في حطام الدنيا ، ولأجل ذلك يقول الامام الخميني (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) .
واليوم ما احوجنا الى ثورة كثورة الامام الحسين عليه السلام فالعالم والمنطقة وعرقنا عراق المقدسات يعيش نفس تلك الظروف التي خرج من اجلها الامام الحسين عليه السلام . حيث الظلم والفساد والنفاق والاستخفاف بالدين وتصدي غير الاكفاء الى واقع المسؤولية وسرقة الاموال العامة وغيرها من الظواهر السلبية الكثيرة .
ولأجل ذلك نقول نحن بحاجة اليوم الى نهضة كنهضة الامام الحسين عليه السلام في المجتمع كي يرجع الناس الى الله تعالى والى الاسلام المحمدي الاصيل بعد هذا الضياع والتيه والانهيار .
لكن وهذا هو المهم نحن من اجل تجديد عاشوراء وكربلاء بحاجة الى شخصية قريبة من شخصية الامام الحسين عليه السلام صادقة امينة طاهرة عفيفة، وليس إلى أي شخصية تقوم بالثورة من أجل الثورة حتى إذا وصل للحكم صار مثل اسلافه.
في ايران الاسلام لم تكن مشكلة في ذلك فالإمام الخميني رضوان الله عليه الانسان العارف والولي المخلص الفقيه الاصولي اقترب من حياة المعصوم في فكره وسلوكه وعاش الزهد رغم ان الدنيا اقبلت عليه فلم يهتم لزخارفها .
لكن مشكلتنا في العراق فبعد سقوط النظام البعثي الصدامي لم يظهر لنا شخصية حسينية ثورية او تشبه الامام الخميني رضوان الله عليه .
ولا ادري هل البيئة الاجتماعية غير مولدة للقادة العظماء، ام ان المجتمع لا يستحق هؤلاء القادة العظماء .
https://telegram.me/buratha