الصفحة الإسلامية

الندم والخسارة في الميزان الأموي.


مصطفى الهادي.

(فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتلهُ فأصبحَ من الخاسرين، فبعث الله غرابا يبحثُ في الأرض ليُريهُ كيف يواري سوءة أخيه، قال يا ويلتى أعجزتُ أن أكون مثل هذه الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين).(1)

في هذا النص تتجلى وبوضوح آثار الجريمة على الإنسان، فأي جريمة يرتكبها الانسان فإنه نفسيا يشعر بالخسارة والندم وإن لم يُعلن ذلك . وتبقى ظاهرة الخسارة والندم تُصاحبهُ وتقضّ مضاجعهُ إلى آخر أيام عمره. ولكن الغريب أننا نرى الأمويون لم يندموا على جريمتهم المروّعة في كربلاء وغيرها ، ولم يأخذوا درسا من الغراب فيدفنوا جثث قتلاهم ، بل تركوها تسفي عليها الرمال والرياح واظهروا مظاهر الفرح والسرور وزينوا المدن ، ولم يشعروا بالخسارة بل اعلنوا انهم انتصروا وعدوا ذلك نصرا وعيدا يحتفلون به لا زالت آثاره إلى هذا اليوم باقية. ويزيد لعنه الله اول من أرسى قواعد هذه الأعياد عندما أنشد بعد مقتل الحسين عليه السلام :

لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل.(2)

وقوله لأهلوا ، اي كلما رأوا هلال شهر المحرم تبدأ أعيادهم ، فيستهلون ويفرحون. فانظر إلى فضائياتهم اليوم عند بداية شهر محرم من كل عام .

ان تربية عدم الشعور بالخسارة والندم مدرسةٌ تخرّج منها الملايين من المسلمين ممن نراه اليوم يُمارس الجريمة بأبشع صورها فلا تهزه مشاهد الدماء وانين القتلى ووحشة الأرامل والأيتام. وقد تمخضت هذه المدرسة عن نوع من النفاق المقيت المذموم تم زراعته بعناية في نفوس القتلة وهو أن : سيدنا الحسين ، قتلهُ سيدنا يزيد. (3)

المصادر:

1- سورة المائدة آية : 30.

2- الأبيات التي ترنم بها يزيد لابن الزبعرى وردت في سيرة ابن هشام ٣ / ٩٧، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؟ / ٣٨٢. وورد في ما تمثل به يزيد في فتوح ابن أعثم ٥ / ٢٤١ .

 

3- وقد تجلت مظاهر السخرية من الندم بأبشع صورها في قيادات جيش يزيد بن معاوية لعنهم الله، وهذا عمر بن سعد ابن ابي وقاص ينشد مستهزئا بالتوبة والندم كاشفا عن عقيدته الإلحادية الفاسدة فيقول :

يقولون إن الله خالق جنة * ونار وتعذيب وغل يدين

فإن صدقوا مما يقولون إنني * أتوب إلى الرحمن من سنتين

وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة * وملك عقيم دائم الحجلين

وإن آله العرش يغفر زلتي * ولو كنت فيها أظلم الثقلين

ولكنها الدنيا بخير معجل * وما عاقل باع الوجود بدين

في البيت الأخير انكار للمعاد والقيامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك