د.مسعود ناجي إدريس ||
هل سألت نفسك لماذا عندما نقوم بضرب اثنين الدنيا في اثنين لا يساوي أربعة؟
كلنا في الحياة نبحث عن خلق ظروف لا توجد فيها معاناة وضغوطات ونبحث عن مكان يوصلنا لبر الأمان وتستقر حياتنا فلا طوفان فيه بعد الآن لكن كلما نتقدم نحو الأمام لا نصل إلى هذا البر.
كل ما نفعله يوصلنا إلى أن ضرب اثنين الدنيا في اثنين مرة يساوي خمسة ومرة مائة لكن لا يساوي أربعة على الإطلاق.
الشخص ذكي لا يجتهد، ومن يجتهد كثيرا لا يفلح، والشخص الكريم والسخي خاسر على الدوام، والبخیل يغرف الأموال، من لو أصبح لديه عشرة أطفال يقدر على تربيتهم بأحسن نحو ، یصبح عقيم ومن لا يستطيع أن يربي التربية السليمة له عشرة أطفال. عندما تريد الزواج من تراها جميلة لا وفاء لها ومن ليست جميلة تكون حسنة الخلق وتتحلى بالوفاء.
تسال نفسك ألا يوجد مالك لهذه الدنيا؟ من مدير هذا المكان؟ لماذا لا يتناسب كل شيء مع بعضه؟ لماذا لا شيء في مكانه الصحيح؟
لكن عندما تنظر إلى الدنيا من الأعلى، ترى أن كل شيء في مكانه حيث تم تصميم الدنيا بهذا النحو لهدف معين. الدنيا عبارة عن مجموعة منظمة من المجاميع الغير منظمة.
نرى آثار أقدام لقوى ذكية في كل مكان تسعى إلى تعطيل ملاءمة الحياة؛ يبدو الأمر كما لو أن الشخص الذي خلق الدنيا قد صممها بطريقة لا يستطيع أحد الوصول إلى الراحة المطلقة، فأينما يتجه هناك عائق أمامه يعيق وصوله إلى اللذة الكاملة.
من لديه حياة يملأه الحب لا يملك المال، من يملك المال لديه طفل معاق ومن لديه الثروة والحب ليس لديه طفل.
كأنك ما بين الصفر والمائة لملذات الحياة لا تستطيع الوصول سوى للمستوى الأربعين وباقي المستويات مغلقة من كل جانب، وليس لديك أكثر من أربعين لذة.
هذا الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الفلسفة لأن الله تعالى قال في القرآن بصراحة ودون مجاملة خلقت الإنسان في كبد. هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا هل يقصد الله أن يؤذي الإنسان؟ لا؛ إذاً لماذا صممها بهذه الطريقة؟
أجيب عليك بمثال: هل سبق لك أن ذهبت إلى أحدى البنوك ورأيت صندوق أدوات مليء بالمفكات بجوار كل موظف في البنك؟ كلا؛ بجناب كل موظف هناك كمبيوتر وحاسبة وآلة عد النقود لكن لماذا؟ لأن كل مكان يصمم على أساس احتياجاته المناسبة لهدف المكان.
هدف الموظف في البنك هو إيداع وسحب الأموال، ولهذا السبب قاموا بتصميم البنك بحيث ينجح هذا الهدف، وهذا الهدف ينجح مع آلة عد النقود وجهاز الكمبيوتر وليس بصندوق الأدوات.
لقد صمم الله أيضًا الدنيا وفقًا للهدف الذي خلق من أجله الإنسان هنا، والهدف النهائي للإنسان هو أن ينمو في الدنيا، وليس للاستمتاع ويحدث النمو فقط مع الألم. هذا هو السبب في أن الله صمم الدنيا بطريقة لا يمكننا أبدًا الوصول إلى الراحة المطلقة. لن تجد أي إنسان تعلم درسًا عظيمًا من حدث سعيد، أو لن تجد أي إنسان عظيم في التاريخ له ماضٍ سهل.
جنسيمكسول في عام ٢٠١٤ اختير كأكبر الشخصيات الإدارية والقيادية في العالم ويعرف باسم إله القيادة حيث قام بتدريب ستة ملايين من كبار المديرين التنفيذيين. هذا الشخص لديه مؤشر مثير للنمو، إنه يقول: إذا أردت أن تعرف هل توقف نموك أم لا عليك أن ترى هل أنت مرتاح أم لا. إذا لم تكن تحت ضغط وتشعر بالراحة اعلم أن نموك متوقف.
لهذا السبب، تتحرك الدنيا باستمرار في اتجاه يكسر عادات الناس، لأن التعود يعني الراحة والراحة تعني توقف النمو، لذلك لا توجد راحة في الحياة، لا للغني ولا للفقير. الفقراء لأنهم لا يملكون المال والأغنياء بسبب إدارة هذا المبلغ الكبير من المال. إذا كنت لا تصدقني، فقم بالبحث في جوجل عن أكبر المليارديرات في العالم، فجميعهم يستيقظون بين الخامسة والسادسة صباحًا.
سؤالي لماذا الشخص الذي لا يعمل لبقية حياته ولا يحتاج إلى النقود عليه أن يستيقظ في الخامسة صباحاً لأنه لديه ألف عقود عليه إبرامها ويتلقى المكالمات حتى الليل ليقوم بإدارة تلك الأموال، لذلك هو أيضًا لا يملك الراحة.
النقطة التالية هي أنه لا يجب أن نخلط بين السعادة والراحة، في الدنيا يمكنك أن تكون سعيدًا، لكن لا يمكنك أن تكون مرتاحًا، لأن الراحة عامل خارجي متعلق بتصميم الدنيا، لكن السعادة عامل داخلي متعلق بتصميمك وتصميمك يعني طريقة رؤيتك للدنيا.
السلام والسعادة من عوامل النمو وبدونهما لا يمكن للإنسان أن ينمو لكن الراحة تقتل النمو.
أعظم فن في الحياة هو أن تكون قادرًا على الحفاظ على سعادتك في وجود المشاكل، وفقط من يقبلون الدنيا بكل واقعها يفهمون أن الدنيا محاطة بالمشاكل والصعاب يستطيعون الوصول إلى هذه النقطة؛ لذلك لا تنتظروا يومًا دون مشاكل في حياتكم وافهموا أن النمو يعتمد على حل المشكلات وليس القضاء عليها....
احسنت.. فالراحه في الدنيا ليست حقيقيه بل هي كما يقول الشيخ الدكتور الوائلي رحمه الله دفع للالام مثل الاكل لدفع الجوع وهكذا..... ولفت نظري كلمه في المقال(.. لو ان الشخص الذي خلق الدنيا..) فالله سبحانه لايصح ان نطلق عليه كلمة شخص.. اما اذا قصدت المثال بهذه الكلمه فتكون(لو ان شخصا خلق دنيا) من باب فرض المحال ليس بمحال.. ولربما فهمي لم يدرك قصدك. وفقك الله لكل خير.
رسول حسن نجم
2021-09-04
احسنت.. فالراحه في الدنيا ليست حقيقيه بل هي كما يقول الشيخ الدكتور الوائلي رحمه الله دفع للالام مثل الاكل لدفع الجوع وهكذا..... ولفت نظري كلمه في المقال(.. لو ان الشخص الذي خلق الدنيا..) فالله سبحانه لايصح ان نطلق عليه كلمة شخص.. اما اذا قصدت المثال بهذه الكلمه فتكون(لو ان شخصا خلق دنيا) من باب فرض المحال ليس بمحال.. ولربما فهمي لم يدرك قصدك. وفقك الله لكل خير.