الدكتور فاضل حسن شريف
الفجر هي احدى سور القرآن. قال ابو عبد الله عليه السلام (اقرؤا سورة الفجر في فراضئكم ونوافلكم فانها سورة الحسين بن علي) لان فيها الايات "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي" انما تعني الحسين بن علي عليه السلام فان الله تعالى يرضى عنه واصحابه يوم القيامة.
فمن ادمن قراءة الفجر كان مع الحسين عليه السلام في درجته في الجنة. ومن تفاسير الفجر في سورة الفجر مطلق الفجر او فجر يوم النحر اي عاشر ذي المحرم او فجر يوم الجمعة او فجر الاول من محرم اول السنة، او المراد به صلاة الفجر او فجر العيون من الصخور وغيرها. ويقصد بالفجر انكشاف ظلمة الليل. اقسم الله تعالى في الازمان ومنها الفجر كما "والصبح" (التكوير 18)، "والنهار" (الليل 2)، "والليل" (الليل 1)، "والضحى" (الضحى 1)، "والليل اذ ادبر" (المدثر 33)، "والعصر" (العصر 1). و
الفجر من ساعات اليوم المباركة " إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" (الاسراء 78) وفيه الحث على الذكر والتسبيح والعبادة كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام. والفجر والمغرب هما طرفا النهار وفيهما ضياء وهما ليسا من الليل عند علماء. واول الفجر يسمى طلوع او بزوغ الفجر "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر 5) وله اهمية في توقيت العبادات كالصوم " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ" (البقرة 187) والصلاة. وتسمى صلاة الصبح احيانا صلاة الفجر.
وورد ان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كان يلعن اعداءه خلال الفجر. والنوم ما بين الطلوعين مكروه لان الله يقسم فيه ارزاق اليوم. وكان الصادق عليه السلام يدعو عند طلوع الفجر (اللهم انت صاحبنا فصل على محمد واله وافضل علينا، عائذا بالله من النار، عائذا بالله من النار، عائذا بالله من النار). وكان الامام زين العابدين عليه السلام اذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس. واغسال الجمعة والعيد تبدأ من الفجر عند علماء. ومن تفاسير الاية "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" (الاسراء 78) ان قرآن الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار. ويستحب تأخير صلاة الصبح بعد طلوع الفجر بنحو ثلث ساعة لصعوبة تحقيق وقت طلوع الفجر من التقاويم. و استحباب قراءة القرآن خلال فترة ما بين الطلوعين عن بقية اوقات اليوم بالاضافة الى الادعية واهمها دعاء الصباح. واختار الله تعالى الفجر للصلاة لانها في العادة ليس وقت عمل.
وهنالك ثلاثة انواع من الفجر: الكاذب والشفق والفجر الصادق الذي هو عبارة عن ضوء ابيض يبدأ بالظهور افقيا ويلمع من جهة طلوع الشمس اكثر منه من الجهات الاخرى، بينما الفجر الكاذب هو ضوء ابيض اللون يظهر في السماء على شكل قوس يكون عرضيا فوق الافق ومنكمشا كلما ارتفعنا في السماء. وقال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (الفجر فجران: فاما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام. واما الفجر الذي يذهب مستطيلا في الافق فانه يحل الصلاة ويحرم الطعام).
وجرح الامام علي عليه السلام عند امامته لصلاة الفجر. وكما ورد في سورة العاديات "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا" (العاديات 1) ففي غزوة ذات السلاسل عند الفجر صلى علي عليه السلام بالمسلمين صلاة الصبح، ثم صعد بهم جبل ثم انحدر بهم بسرعة فائقة الى الوادي الذي به العدو وهم نائمون بحيث لم يشعروا بهم فحاصرهم المسلمون فأسروا منهم فريقا وفر اخرون.
وعن امير المؤمنين عليه السلام (من صلى صلاة الفجر ثم قرأ قل هو الله احد احدى عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم اذى). وجاء في تفسير سورة النمل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" (النمل 16) ان سليمان عليه السلام كان يستيقظ فجرا للتعبد كما كان ابيه داود عليه السلام ليكلم الطير التي تغرد فجرا.
https://telegram.me/buratha