عن جابر الجعفي ، قال : (سألتُ أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) عن السفياني ، فقال : وأنَّى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني ، يخرج من أرض كوفان ، ينبع كما ينبع الماء ، فيقتل وفدكم ، فتوقعوا بعد ذلك السفياني ، وخروج القائم ( عليه السلام )
------------------------------
📚الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص ٣١٤
من خلال الرواية الشريفة أعلاه 👆 نستنتج ما يلي:
الاستنتاج الأول : يُشتَرط خروج الشیصباني قبل السفیاني والقائم من دون تحديد كم هي المدة الفاصلة بين خروج الشيصباني والسفياني، إلّا أنّنا نفهم من خلال عبارة ((فتوقعوا)) أنّ علامة خروج الشيصباني لصيقة بالسفياني، فقد يسبقه بسنوات أو شهور قليلة والله العالم.
الاستنتاج الثاني : الشیصباني لغةً مأخوذ من الشِّصْب، وتعني الشِّدَّةُ والجَدْبُ ، والشيصبانية صفة شیطانیة عدائیة،وفي بعض كلمات أهل البيت (عليهم السلام) يصفون فيها بني العباس الظالمين ببني الشيصبان، ويقال للقصّاب الشصّاب وهذا يؤشّر الى أنّ الشيصباني يسلخ عقول أتباعه من التفكير والأخلاق والوعي.
الاستنتاج الثالث : الشیصباني شخصية شيعية عراقية بدلالة يخرج ب(أرض كوفان)، وكوفان هي خصوص مدينة النجف، تخرج قبل أحداث العلامات الممهّدة وله أتباع يوصَفون بالكثرة وسيكون أحد العوامل المنغّصة للتشيّع،وعمله هو الكيد لرموز وقادة الشيعة بدلالة (يقتل وفدكم)
الاستنتاج الرابع : من صفات الشیصباني بأنّه تبدأ حركته من (كوفان: أي النجف الأشرف ) فيتكاثر وينتشر ويكون له أتباع كثر (ينبع كما ينبع الماء)
الاستنتاج الخامس : الشیصباني خروجه مسلَّح، ومطبوع بطابع القتل وسفك الدماء فيقتل وجهاء ورموز وقادة الشيعة بدلالة (يقتل وفدكم)
الاستنتاج الأخیر : هذه الرواية وغيرها تؤكِّد أنَّ قبل حركة السُّفياني هُناك حركات ضالّة ومضلّة وباطلة تفتن المؤمنين وكأنَّها تشير إلى أنَّ السُّفياني نتيجة سلبية متولِّدة مِنْ سلبية أُخرى ، وَهِيَ عدم قيام المؤمنين بسمؤوليّاتهم تّجاه أنفسهم وتّجاه المُجْتَمع بالتصدّي لتلك الحركات، ووأدها في مَهْدِها وأنّ المُجْتَمع يعاني من أزمة وعي، وأزمة بصيرة تؤدي به لأن يتقاعس عن القيام بمسؤوليته بالتحرُّك الصحيح والتصرُّف المُتقن
https://telegram.me/buratha